مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 20:09
المحور:
كتابات ساخرة
ينتهي الحب ...
تصر رقصات الأطلس على رفضها ...
تتمسك أشجار الأرز والزيتون ..
كما أشجار اللوز والأرگـان ..
بأوراقها ، بزهراتها ...
تقاطع نساء الجبل أجيال أحزانها ...
تصير قريتي " آيت اعتاب " محجاً لكل المريدين ...
***
ينتهي الحب ...
لن أبعث لكَ بكامل وجعي إذ انتهى الحب :
ـ " عزيزي ،هل تدري ، إذ انتهى الحب واستجمع سريري كل شجاعته لطردك من عطره ومن دفئه ، هل تدري أني مفلسة بعدكَ صرتُ كأيما صدفة هزمها البحر ؟ ".
***
ينتهي الحب ...
لن أعزف لك ، إذ انتهى الحب ، إحدى سمفونيات اكتئابي :
ـ " عزيزي .. متى نتصالح ، فمنذ أن تخاصمنا وأنا جوزة هند تائهة ؟ " .
***
ينتهي الحب ...
لا يهمني ، إذ انتهى الحب ، أن تذهب دون رجعة ، ما يهمني هو أن تعود لأخذ ما تركته في ذاكرتي من عطر ، حول أشعاري من فراغ ونزف ، وتحت وسادتي الحريرية من ثعابين أرق وحزن .
***
ينتهي الحب ...
على يقين أنا ، إذ انتهى الحب ، أنك المهاجر إلى جسد آخر غير جسدي ، فأنت عاشق كل هجراته موجهة أصلاً نحو الجسد ، مجرد جسد ، أيما جسد .
***
ينتهي الحب ...
أعرف ، بعد كل نهاية للحب ، أنك في سرير امرأة " مقاتلة " أخرى ، لكن هل تعرف تلك المرأة " المقاتلة " الأخرى أنكَ في سريري أنا ، في جنوني أنا ، في أشعاري أنا ، في قتالي أنا ؟
***
ينتهي الحب ...
يصير من حقي كأية عاشقة مفجوعة أن أتساءل بكل مرارة :
ـ لا أدري ، عزيزي ، لماذا كلما انتهى الحب ، ينصرف رجل مثلك إلى سرير أقل تقديراً لفصيلة جوعه من سريري ، بل أقل كفاءة منه في إشعال جحيم شهوته ، بل أقل حرصاً على إطالة زمن حماه ، بل أقل إخلاصاً في الرفع من درجة انتشائه ؟
عزيزي .. حقيقةً .. لا أدري ...
أهو صنف لديك من الغباء قدر لي أن أعيش أطول ، أكثف ، فقط من أجل اكتشافه ؟
ربما ...
شكراً ، إذاً ، على هكذا اكتشاف ...
شكراً على هكذا هدية ملغومة ...
***
ينتهي الحب ...
يبقي أن أتساءل أخيراً :
ـ هل أنت فعلاً بذاك الجوع كما تصورتكَ ، أم أنك وهم جوع ؟
بل أبداً ، عزيزي ، لستَ سوى ذاك الجوع الذي مضى أقل من أن يستحق أي مجد ناله حتى الآن في الملفات السرية لحكايات جسدي ، تلك الملفات التي كنت قد فتحتها فقط للصادقين من رجالات بلدي ...
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟