حرية عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 16:39
المحور:
الادب والفن
بدا وجهك شاحباً كرصاص الرحيل
مد شراعك يا ساكناً في ردهات السماء
ناولني من نجومها العقيمة عشباً أستوطنه
قبل أن يسكنني الجفاف ويسخر مني ظله البارد
أبعد عن طريقي اِصفرار خدوشه المتورمة
وسع آفاق الحلم المسكون بجنون الخوف
الغمام رتق تخوم الليل
الملل الراعف أوهنه الإنتظار
وخيوط الشمس تتمطى فوق جبين الخلاء
مد شراعك يا فارساً تثاءب على كتف الفجر
هز بجدع الخوف يساقط قطرات من خجل
تتدحرج على نزيف الشتاء
تغمس أطرافها في وحل الخوف
ينال منها العقم البارد
يستوطنها البرق
يكنس السخط اِحتراقها
فترتمي عارية تحت أقدام خرساء
مد شراعك يا واقفاً خلف نوارس الوجع
اِمتطي صهو جليدك الراكد
تعمق في مشيتك المهزوزة
راقص أوراق خريفك الميت
لا تدع دموع الشمس تنبجس داخل
ناعورة الوقت القتيل
فمخاض وحمك عبر كل الطرقات
وولادة برعم الصخر عانت التقشير
وبدى وجهك شاحباً كرصاص الرحيل
كتجاعيد جلد الوصية
وككاتب قصيد برغوة الماء
مد شراعك يا باسطاً كفيه على خد الحلم العقيم
اِكنس قسوة الفراغات اليابسة
فك طلاسم أوراق العرافات
اِبحث في قصص الموت عن سموجة القبر
عن دوران الموج العالق في ذيل البحر
دُس بحوافرك المشلولة على لعاب القدر
حرك لجام الصمت قبل أن يتشبت بتلابيب
الرمل
رتق آفاق الغبن الضرير
ودع قبلات الشتاء البارد
تعربد في الوريد
فما زال بيني وبين حياكة المطر خيط
هش يلوب للهواء
حرية عبد السلام
2/12/2012
#حرية_عبد_السلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟