أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد














المزيد.....

فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 06:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في أغنية نانسي عجرم ( أه ونص )تبدأ هذه المطربة الفيلسوفة بعبارة ( مفيش حاجة تيجي كده ) وهي عبارة تستحق التقديس ؟؟ كانت تلك السيدة تقصد أنه لا يأتي شيء من عدم ولكن بسبب معين .. هذا هو محور عقيدة الحتمية تلك العقيدة التي قسمت المفكرين عبر التاريخ إلى فريقين عبر حرب مازالت نارها مشتعلة لحد الآن ..
تعني الحتمية أن العالم محكوم وفق سبب ونتيجة وهذه النتيجة تكون سبب لنتيجة أخرى وهكذا ( السببية )، بمعنى أخر رابطة موضوعية تحكم الأشياء والعمليات في الطبيعة والمجتمع والفكر والعواطف والمشاعر .. الخ ووجوب حصولها حسب قانون معين ..
هناك نوعين من الحتمية :
- القدرية / قوى خارجية ( القدر ) تتحكم بحياة الإنسان وهي على قسمين : الأول القدرية القديمة التي تنص على أن الإنسان لعبة بيد الآلهة .. والثاني القدرية الجديدة ( فلسفة نيتشه ) التي تؤكد على وجود دورة كونية لكل الأحداث ضمن نظام ( القدر ) مسؤول فقط من قبل الإنسان واختياراته الذاتية .
- الحتمية الميكانيكية / وجود قوانين علمية تحكم كل الظواهر الطبيعية ومن ضمنها الإنسان ، بدأت تلك الفلسفة عند المدرسة الذرية على يد ديمقريطس الذي أكد على أن كل حدث يخضع لضرورة صارمة لا مكان للمصادفة ، دافينشي فسر الحياة على أساس أنها نظام من ميكانيك معقد .. وجاءت أعمال غاليلو ونيوتن وكبلر كبراهين فيزيائية على الحتمية الميكانيكية .. في القرن السابع عشر وضع العالم بيير سيمون دي لابلاس تلك الأفكار ضمن قالب نظري كان الأساس العلمي للحتمية الميكانيكية حيث يقول : (( يجب أن ننظر للحالة الحاضرة للكون كنتيجة لحالته الماضية وسبب لحالته المقبلة ، فلو وجد عقل يعرف في لحظة من اللحظات جميع القوى العاملة في الطبيعة كما يعرف جميع مواضع العناصر التي تؤلفها ، عقل كبير حيث يتمكن أن يحلل هذه المقادير ، فأنه يستطيع بمعادلة واحدة أن يضبط حركات أكبر الأجسام واصغر الذرات ولما غاب عن علمه شيء ، ولكان المستقبل والماضي واضحا أمام عينيه .. )) ، يصف العالم ماكس بلانك تلك الكلمات مثل إخراج مارد من قمقم، بعد بلانك جاء العالم فرويد ليضع نظريته الشهيرة في التحليل النفسي بناءا على أفكار الحتمية الميكانيكية الفلسفية .
في الجانب الأخر يقف أنصار اللاحتمية المتحصنين وراء دور العبادة في محاربة الحتمية بشكل عام والحتمية الميكانيكية بشكل خاص ، كانت الحتمية الميكانيكية قاصرة في تفسير ظواهر معقدة كالحياة وسلوك الإلكترون الغريب الأطوار ( مبدأ اللادقة لهايزنبرك )وغيرها ، وهنا جاء الهجوم بشكل قاس وفي النهاية وكما هو معلوم هناك رب يتدبر كل شيء ؟؟!! ولا أحد يعرف كيف يتدبر ؟؟!! وممنوع على أي أحد أن يعرف !!
تلك مشكلة ومن فواصل رئيسية بين تفكير عقلاني وتفكير أسطوري أحمق ..
هناك خالق مهندس عبقري أبدع الوجود وهناك نظام ( مجموعة قوانين ) لحفظ الوجود ، تبدأ المشكلة هل يتدخل الرب بهذا النظام ؟؟؟
رجالات الدين يقولون بأن الرب الواحد القهار يتدخل ويعيد تشكيل قطع الشطرنج كما يشأ ووقت ما يريد دون وجود قوانين تتحكم بهذا التدخل ، العلماء يقولون هناك نظام لهذا التدخل فيما لو صح وجود هذا التدخل ..
ترتبط الحتمية مع الاختيار المسبوق بحرية الإرادة في نسق يشكل المقولة الرئيسية الثانية في الفلسفة الوجودية التي تضع هذا الاختيار الحر أساس في تكوين نظام بشري متكامل ، أن الحياة سلسة من الاختيارات وكل اختيار يحدد ما نعيشه في الغد ويوم أمس يحدد حياتنا في هذا اليوم وهكذا في ضمن سلسة مقفلة من الناحية الاجتماعية ، سلسة خاضعة لنظام صارم من القوانين العليا التي لو فهمها الإنسان لعاش في سكينة رائعة ..
هنا في الشرق لا يفهم أنصاف البشر هذا القانون ، فهم يعلقون حياتهم على قوى خارجية تتحكم بمزاجية بدائية كل أفعالهم وهنا ولد مرض الأتكالية على رب يرزق ويشفي عبر وساطات مفترضة ، وهناك ما يعرف بــ ( القسمة والنصيب ) في زواج غريب الأطوار لا يرى فيها العريس عروسه بحكم الحتمية الكونية التي فرضت عليه تلك المرأة ؟؟!! ..
الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن حياته ووحده من يدفع الثمن .. كل الثمن عن أي تصرف ، وحان الوقت لكي يرتاح الرب من همومنا ومشاكلنا ..
في الختام الشكر الجزيل للفيلسوفة نانسي على حكمتها الرائعة ..



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبح ؟؟.. تعريف باراسيكولوجي
- نحو دين جديد .. أفكار وخواطر لمثقف مرهق
- عالم ليس لنا .. عالم تسكنه البقر
- جبرائيل ونبي وهلوسة
- عن الماركسية العراقية وأشياء أخرى .. تحليل أنثربولوجي بسيط
- دفاع عن السيد ابليس
- باراسيكولوجية الحيوانات .. مدخل
- عن اللاشعور الجمعي العربي/ مواصفات الشخصية العربية
- رسالة من الأميرة ضبأ إلى جرذان الدين السياسي
- نيتشه ومختارات من كتاب هكذا تكلم زارادشت
- رسالة من نزار قباني للمرأة العربية
- الشرنقة .. ماهو الموت ؟؟؟
- بحث حول الغريزة
- يوميات مثقف عراقي .. الجزء الثاني .. المرأة العراقية والوهم ...
- الأليات الدفاعية النفسية .. مدخل
- يوميات مثقف عراقي / الحلقة الأولى .. سوريالية أم عراقية
- السريان .. حكاية حزن لاتنتهي
- تعريف اللاشعور.. رحلة إلى بلاد العجائب
- القائمة 169 ومنتخب البرازيل
- المواطن العراقي والقومية العربية / علاقة من نوع خاص


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد