|
السعادة
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 21:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عندما ننظر الى الحياة من حولنا نرى على مسارحها مليارات البشر من حولنا ، لكل منهم حياته الخاصة ولكنهم يشتركون في ان ذلك منشرح مملوء سعادة وهناء وهذا حزين تملؤه الآلام والهموم ،وهنا في عرس وفرح وسرور وهناك مأتم وعزاء وشقاء ،وهكذا هو ديدن الحياة وستستمر على هذه الشاكلة ،غير ان الأنسان و مذ بدأ العيش على هذه الأرض يبحث عن السعادة التي لايتذوق منها الا ّ دفعات متقطعه،تجعلها كالفخ الذي يغريه بالأستمرار بالحياة ،و تجعله دائم البحث عنها سواء في حياته الأسرية اوالأجتماعية او في العمل ، ونجده يطلبها في دعواته العبادية في خلواته وعباداته ونجواته مع الخالق القدير الذي قد يمن عليه بها من خلال دعاء يعبر فيه بصدق عن مشاعره او من خلال عمل متميز يأتي به . وفي قصة موسى في القران الكريم نجد ان نبي الله موسى يطلب في دعائه الى الله ان يمنحه السعادة : قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) ...طه . ما السعادة : هل هناك تعريف واضح للسعادة ؟ رغم انها من المعاني الواضحة للجميع فهي الأكسير الذي يبحث عنه الجميع وان الجميع ينشدها لكن لايوجد تعبير واحد يمكن ان يوضحها ، صحيح ان النتائج التي تحققها في طبيعة الأنسان الجسمانية والفكرية ايجابية وتؤخذ به نحو الأنشراح الا ّمحدود والراحة النفسية ولكن مسبباتها تختلف للعديد من الحالات والظروف فقد نشعر بها عند : - احساسنا بالمتعة والأنبساط . - عند زوال مسببات هموم ثقيلة . - عند حصولنا على غايات كانت صعبة التحقيق . - عند مشاهدتنا للرضا والمديح لنا في عيون الآخرين . - عند انجاز اعمال متميزة يشار لها بالبنان .
وغير ذلك مـن الأمـور العـامة الحياتية غـير ان هناك انواع متميزة منها مثل : - السعادة العبادية التي يشعر بها المؤمن وهو يتجه بقلب ومشاعر خالصة الى الله بحيث ينسى كل هموم الدنيا فتتخلل قلبه مشاعر لذيذة من السعادة ،لايمكن ان ينالها الا ّ القادرون على التواصل الروحي . - السعادة التي يشعر بها الحبيبين في لحظات اللقاء والتي ينسى كليهما ما يحيط بهما من صخب الحياة ويتجه بمشاعره واحاسيسه الى محبوبة وبالتالي يشعر كل منهما بلحظات من السعادة يتمنى كليهما لو طالت الى ابعد مايمكن ، وهي هنا خارجية وداخلية تكوينية ،فهي خارجية من حيث حاجتها الى ظروف التقاء وتعارف الأحباب وانجذاب احدهما الى الآخر، وهي داخلية من حيث ما تظهر من مشاعر واعراض واحاسيس عليهما، كنبض القلوب بعنف واحمرار الوجنات وارتجاج الشفاه يرافق كل ذلك اندماجهما مع بعض وكأنهما كائن واحد ،انها ثوابت واسس الخلق واستمرار الوجود . ان السعادة هي الحافز العظيم الذي تقدمه الطبيعة للأنسان لكي يجد ويجتهد ويعمر الأرض ،فنحن ببحثنا عنها نقوم باعمالنا وقد نحقق انجازات رائدة في طريقنا اليها ،يقول تولستوي : إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريـبة منّا , كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا . عقاقير تحدث السعادة : يجهد العلم في محاولته دراسة مكونات الجسم البشري ومسببات انفعالاته المختلفة وطبيعي ان تكون عملية احداث السعادة وكيفية جريانها في جسم وخلجات الأنسان من اهم الأبحاث العلمية في هذا الأتجاه . وقد وجد العلماء ان السيروتونين لها دور كبير في رفع الطمأنينة النفسية لدى الأنسان واعطاءه شعور بالأرتياح والسعادة ،وهي عبارة عن مواد كيمياوية موجودة في منطقة ارتباط خلية عصبية بخلية اخرى . وقد سمي السيروتونين بهرمون السعادة وحفز العلماء على ايجاد ادوية تقوم برفع كميته في الدماغ ، بقدر موزون لمعالجة العديد من الحالات النفسية مثل مرض الكآبة . فمثلا ً ممارسة الرياضة قد تشعرنا بالأسترخاء والأنشراح ،وهذا ينتج عن تحفيز يؤدي الى زيادة هذا الهرمون في الدماغ ولكننا لانوافق البعض ممن ينظرون الى ان الأنسان سيصل الى مرحلة يتناول فيها بعض الأقراص او الكبسولات التي تعطيه السعادة التي ينشدها في تجربة الحب مثلا ً لأنها ستكون سعادة وهمية سرعان ما يحس بالفراغ بعدها . ان السعادة الحقة لا يمكن ان تكون تلك المرهونة بموقف اوشخص او حالة بل هي تلك المكتسبة من خلال مواجهة الحياة بصبر وحكمة وبناء شخصية رصينة قادرة على تحدي الرياح العاتية التي تهب بين الفينة والفينة خلال رحلة الحياة ،يقول حكيم : ذا أردت أن تسعد رجلا فلا تعمل على زيادة ثروته .. ولكن حاول أن تقلل من رغباته . ولننظر الى الأنسان البسيط الذي يلخص لنا مقومات السعادة : • قلب طيب متسامح . •حكمة تعضد بالتجارب وتتزايد باستمرار . •وجه منشرح مبتسم . •قناعة كاملة بالنّصيب . •وثقة تامّة بالله .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفط يتخلى عن الصدارة
-
وعد بلفور والتكفير عن الذنب
-
حلف امبراطورية داعش العظمى
-
هل الأنسان جاء من الفضاء
-
المعلوماتية بديل لطلب الكفيل
-
يا لعار شهداء الأنغماسية
-
الوهابية المنحرفة والفكر الحر
-
الهجرة ... انطلاق الامة الاسلامية
-
الدين عبر التاريخ
-
الرد على التحديات
-
الجنائن المعلقة اجمل العجائب
-
اعتذار بايدن وذيول امريكا
-
ما لم ينجزه ملك قبلي قمت بأنجازه
-
حسن الظن بامريكا جهل
-
اسرار كنوز سومر
-
الحلفاء يرتدون ثوب داعش
-
العراق الشغل الشاغل لأمبراطورية امريكا
-
حقائق الموقف العسكري
-
التواصل .. ملح الحياة
-
حب ممنوع
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|