أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حمدي - القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب















المزيد.....

القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 21:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قيل قديما بأن هناك ثلاثة أنواع من الحروب، بدأت بحرب جيل المواجهة بين جيوش الفرسان أصحاب العضلات المفتولة وذوو القوة واللياقة البدنية والالتحام وجها لوجه مثل الحروب الصليبية وغيرها، وفي أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ظهر الجيل الثاني من الحرب والذي استخدمت واستعملت فيه مدافع محشوة بكرات البارود المنفجر أي حرب عن بعد في مسافة المواجهة ببن الجيوش وقبل الاشتباكات المباشرة ولعل الحرب العالمية الأولى بين شمال وجنوب أمريكا خير دليل على ذلك، ثم ظهر الجيل الثالث من الحرب المسماة بحروب المناورة والاستراتيجيات والتي كان للتقدم العلمي وإنتاج ذبابات متطورة وطائرات سريعة وجمع المعلومات عن طريق الجاسوسية والهجوم المباغت وفتح عدة جبهات لإنهاك العدو والتي انتهت بهزيمة ما أسموه بمحور الشر وتفتيت الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين فيما بعد، لكن مع بداية التسعينيات من القرن الماضي اكتشف العالم الجيل الرابع من الحروب سميت بحرب الأفكار أو القوة الناعمة الغير الصلبة خطط ونظر لها مسبقا وبدأ العمل في تنفيذها على أرض الواقع بداية من تسعينيات القرن الماضي والتي يبدو أن أمدها طويل لا محالة ولن ينتهي في المستقبل القريب. ويقول الدكتاتور البرتغالي سالا زار " 1970-1889 " إن الخطر الحقيقي الذي يتهددنا هو الخطر الإسلامي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، تجعلهم جديرين بأن يقيموا قواعد عالم جديد.
نعيش في حاضرنا حربا بالقوة الناعمة للثقافة كمجال من مجالات الحرب، قوة، الهدف منها تفكيك العقائد الروحية والحقائق الفكرية، والدليل يأتي من البروفسور ماكس مانوارينغ مدير سابق في معهد الدراسات الاستراتيجية (الجيش الأمريكي – كلية الحرب) ليؤكد بالصوت والصورة تبني التنفيذ الفعلي وذلك من خلال زعزعة استقرار الدول لإنهاكها بمشاكل متعددة الجنسيات أولا ثم إضعافها لإفشالها سياسيا وعسكريا ثم التدخل تحت غطاء تقديم حلول عابرة للقارات للمكوث بتلك الدول طويلا.
ويعرف كتاب (القوة الناعمة، وسيلة النجاح في السياسة الدولية) الصادر في 2004 لصاحبه جوزيف س. ناي أستاذ بجامعة هارفرد بأن القوة الناعمة: هي القدرة على الحصول على النتائج من خلال الجذب وليس عن طريق القوة أو دفع الأموال، كما يؤكد فيه أن ثقافة المجتمع، البعد الجاذب من هذه الثقافة تعد مصدرا من مصادر القوة الناعمة، إلى جانب القيم السياسية والسياسة الخارجية والموارد الاقتصادية والعسكرية.
إذن فالقوة الناعمة أكثر قوة من القوة الصلبة بل وأكثر خبثا ودهاء وذكاء، لأنها غير مرئية ولا ملموسة ولا محسوسة، فهي بمثابة ستار فولاذي لا يرى لا يلمس ولا يوجد، من ستار حديدي غبي بدائي حربي الذي كان موجودا أيام المعسكر الشرقي. فهي إذن قوة لا يوجد ليس فقط في لوائحها ممنوع بل إن كل شيء فيها ممنوح ومسموح. إنها تجرد الإنسان (العربي خاصة) قبل المجتمع من كل الإمكانات والإمكانيات التي يريد بها تحقيق آماله وأحلامه وطموحاته، وتجعله ينسلخ من واقعه ويحلم بواقع الحرية في الغرب، إنها تشككه في تعليمه الرسمي الذي لا أمل فيه ومنه مما يولد الرغبة لدى العديد من أسرهم بالبحث عن سبل لولوج جامعات أو بعثات أجنبية لأنها ترى فيها خلاصا لمستقبل أبنائها، والأخطر حين تشكك في مستوى أطبائك ومستشفياتك التي تصورها لك بأنك ستقاد فيها نحو موت محتوم، ليدفعوك باتجاه مستشفيات الغرب لتحضى بحياة أطول. فالقوة الناعمة أقل تكلفة وأشد فتكا بالمجتمعات بعد تخطي تدمير الجيوش المعادية والدول والأنظمة.
عند التأسيس تم تسييس الجامعات الأوربية أو الأمريكية بعد فترة جدا قصيرة، بدأت باصطياد العقول العربية والغربية على حد سواء بحيث يقول الفيلسوف الفرنسي سارت : في الماضي كنا نرسل الدبابات إلى العالم الثالث، اليوم لا نحتاج إلى ذلك إنما نستقدم الأذكياء من العالم الثالث، نكونهم في جامعة السوربون ونرسلهم كقادة ورسل ومبعوثين لحضارتنا؛ أما الفيلسوف تايلور البريطاني فيقول : القنبلة العملاقة باتت لا تحسم الموقف بل إن الثقافة هي التي تحسم الموقف؛ أما كولن بأول وزير خارجية أمريكا السابق فيقول : لا أستطيع أن أفكر في رصيد لبلدنا أثمن من صداقة قادة عالم المستقبل الذين تلقوا تعليمهم هنا، كثير من الناس الذين تلقوا تعليمهم هنا ينتهي بهم الأمر إلى احتلال مراكز يستطيعون من خلالها التأثير على نتائج السياسة التي هي مهمة للأمريكيين. ومن النماذج الحية التي تمتلك القوة الناعمة، على سبيل المثال لا الحصر رسالة ابن الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف إلى والده من بوسطن حيث يدرس، رسالة ساعدت في تغيير سياسة والده بتأييده أمريكا في حربها في أفغانستان؛ وهناك مثال آخر عربي في شخص العالم المصري أحمد زويل الذي يحتل مركزه كمبعوث علمي للولايات المتحدة الأمريكية بتعيين من الرئيس أوباما؛ أضف لها 40 رئيس حكومة حالية في العالم هم من خريجي جامعات أمريكية، وحوالي مليون طالب أجنبي يدخلون سنويا أمريكا للدراسة لكن يتم ترويض عقولهم على نمط الحياة الأمريكية، حتى يصبحوا كمن قال في حقهم ابن خلدون: المغلوب مولع أبداً في الاقتداء بالغالب في شعاره، و زيّه ونحلته، وسائر أحواله وعوائده، فالنفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها، فتنتحل جميع مذاهب الغالب وتتشبه به،، وذلك هو الاقتداء. أن تمتلك قوة ناعمة يعني جعل الآخرين يعجبون بك ويتطلعون إلى ما تقوم به فيؤيدون ويوافقون على قيمك وأفكارك وبالتالي تتوحد رغبتهم مع رغبتك.
إن التربية والتعليم هما مِدمَاك لأي صيرورة اجتماعية، ولأنهما طريق سهل ويسير وغير مثير للكثير من الريبة والشك، فقد كانت كليات الاستشراق التي ليس فقط يشرف عليها صهاينة ومن ورائها الموساد الإسرائيلي يبعثون أساتذة للدول العربية لإلقاء محاضرات ويرصدوا ويترصدوا حركة المجتمع الفكري والعلمي دون إزعاج من أحد، بل و أبت إلا أن تأتي وتستقر في بلداننا (الخليج نموذجا: توجد به جامعة هارفرد، جورج واشنطن، أوكسفورد والسوربون) ليطرح سؤال كبير حول الهدف الاستراتيجي منها إن لم يكن تقريب لدراسة من وسط الدار لتوفير أكبر عدد معلومات وجمع معطيات لصانعي القرار، بهدف تحليل الصيرورة الثقافية ومن خلالها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
أخيرا يجب معرفة أن العالم العربي ارتكب خطأ جسيما حين اهتم بالأمن العسكري وبالأمن السياسي على حساب أمنه الغذائي وكذلك أمنه الثقافي، أمن ثقافي هو بمثابة سيادة وطنية يجب حمايتها كقرة العين لأجل مستقبل الأسرة الإنسانية. وإلى جميع المغاربة أقول: لا تكونوا كالمجانين يقلدون الطبيعة بل كونوا شعراء يستلهمون تصاويرا من فصولها الأربعة.
( شكر خاص للسيد محمد أومليل صاحب فكرة هذا المقال )



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حمدي - القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب