|
الصنم !!
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 21:34
المحور:
كتابات ساخرة
الصنم !! هل كل تمثال او صنم تمّ بناءه يعتبر اله عظيم !! اهلاً بكم في بانوراما الليلة ( راح نروح للأصنام احسن من الموجود ) وهذا الموضوع سيكون محور حوارنا ( مع الطُرشان ) وسنستضيف فيها تمثال ابو الهول حتى يحدثنا عن تلك الواقعة المريرة ... ابو الهول لم يبقى إلا ان نعود ونحاوركم فماذا حصل هناك .. تَشَكلت قرية عينساري جنوب محافظة السليمانية ( مركز اقليم كوردستان العراق ) عند اقدام التمثال العظيم . استقطبت سهول ومراعي البرية تلك اول شخص قبل آلاف السنين من التاريخ واستقر عند اقدام ذلك التمثال العظيم . تمثال تمّ بناء قبل آلاف السنوات دون ان يعي او يعلم أحدهم بموعد او الجهة التي قامت بتشيد العظيم . لقد جذبت رائحة الشخص الوحيد الانثى من نفس الجنس الى السهول الخصبة ومن ثم بدأ التكاثر الحيواني بين الزوج الى ان وصل عدد افراد القرية بالمئات ( قبل ان يضربوهم بالكيمائي ) .. استقر اهل القرية حول السهول المنتشرة حول التمثال العظيم وبدأت الحياة تسير بشكل ممتع وبديع من حول التمثال العظيم . كل ما كان يعلمه اهل القرية عن العظمة الخارجية ( وراء الطبيعة ) هو قدرة العظيم في حمايتهم ورعايتهم وتخليصهم من اي شرِ محدق ( لا علم ولا مدارس ولا دراسة ولا الحوار المتمدن ) . ففي كل تاريخهم والذي استمر لعقود طويلة كان اعتمادهم في حماية انفسهم وتجنيبها المخاطر كانت تمر من تحت اقدام العظيم ( لم يكن يعلموا غير تلك السيرة والمعجزة التي يمتلكها العظيم والتي تمّ تناقلها لقرون طويلة عبر ألسنة الاجداد ومن الذي جاء بعدهم ) . شاءت الصدفة ان تمر المنطقة والقرية وما حولها ( اقصد التمثال ) بظروف مناخية معتدلة ومحاصيل وفيره وثروة حيوانية متكاثرة فأنعم التمثال رعاياه بحياة هانئة ولآلاف السنوات ( اختصر شوية مو يكولون ابو الهول ما يحجي ) !! اوكي . شاءت الاقدار ان هبت عاصفة ( هوجاء كما قال المرحوم عند اسقاط طائرة المرحوم عدنان خيرالله ) على اهل القرية فقلعت ودمرت ما لم يكن بالحسبان ، ولم يكن امام اهل الجمع ان يعوا او يدركوا الاسباب غير الهروع والتركيع امام اقدام العظيم لتخليصهم وحمايتهم من الشر الغير المدرك والمبهم لهم . فلم يتحرك ساكناً وبعد ان انتهت اسباب الإعصار صمتت الريح وتصلب الزرع من جديد وتوقفت المواشي المتبقية من الطيران وعاد منَ شاءت الاقدار ان لا يهلك من تلك الزوبعة الهوجاء . فبدأ الجميع الدعوات والصلاة والشكر لعظيمهم الذي تدخل وانقذ الجميع من الهلاك واقدمت القرابين ( الحيوانات التي بقت عائشة ) كذبيحة للتدخل العظيم في انقاذهم . ولم تمر غير فترة ليست بالطويلة حتى هجمت قبائل بربرية قادمة من غرب ايران للهجوم على اهل وممتلكات السكينة الهادئة . فقتلوا ونحروا اكثر من نصف القرويين واختطفوا النساء وسبوا الفتيات واهلكوا كل مَن وقع تحت رحمة سيوفهم المسمومة والبربرية الوحشية . فقتلوا اربعة من اولاد الارملة مليحة والتي كان الاعصار قد اهلك زوجها وسبوا بناتها الثلاثة ونحروا الكاهل ابو حسين والذي كان ( نفس الإعصار ) قد اهلك جميع افراد عائلته وخطفوا ( يعني سَبَوا ) زوجة شيخ العشيرة ( يعني المختار ) وثلاثة من بناته وقتلوا اثنين من اولاده ولم يبقى له غير دريد والذي كان في الخامسة بعد ان استطاع الاختباء تحت برميل النفايات واحرقوا دار ام زهير فتفحموا الجميع بالنار البربرية بإستثناء ام زهير والطفل زهير وشقيقته هيفاء والذين كانوا اثناء الغزوة خارج القصر وفي كل تلك المصيبة المروعة كان مَن يتسنى له ان يصل الى اقدام العظيم لطلب العون والنجدة لا يتهاون ، فقطعوا رأس ام ليلى وهي تحت اقدام العظيم وبتروا سيقان الشاب وليد وهو راكع يستنجد العون من الكبير وفتحوا بطن الحاج ابو خُنفرة وهو يحاول ان يُقبّل سيقان العظيم العارية واغتصبوا الفتاة نادية على رُكب التمثال الضخمة ( كانت مثل الفْراش ) ففعلوا ما لم يفعله اي بربري او غاز او وحش كاسر لأي منطقة اخرى واعدموا وصلبوا اكثر من اثنان واربعون من رجال القرية المحمية بالعظيم وخطفوا اكثر من ثلاثة وعشرون من خير نساء وفتيات المنكوبة وعندما شعر قائد المجموعة بالإرهاق والتعب ( من كثرة الإغتصابات ) أمر بإحراق ما تبقى من الدور الفقيرة والخروج مسرعاً الى الجهة التي قدِم منها ومعه السبايا والغنائم وهو يشكر ربه على تلك النعمة وتلك الخصوبة التي اوعزها وابصره اليها . هلع ماتبقى من الكهل والعجائز نصفهم الى إطفاء المصيبة المتوقدة في فراشهم والنصف الآخر نائماً تحت اقدام العظيم شاكراً له عظمته وقدرته على حمايتهم من الهلاك الابدي . وبعد ان هدأت الغزوة وبقى مَن بقى على قيد الحياة بدأت بعض الالسنة بالتسائل عن سبب تأخر العظيم في التدخل او حمائيتم من هؤلاء الاشرار فكان رأس الحاج ابو لهب الذي طار بفعل سيف بتار من يد شيخ العشيرة ( ابو ونس ) نتيجة تلك التساؤلات . نادى الشيخ هل هناك مَن فيكم يتجرأ ويسأل عن قدرة العظيم في حمايتنا !! نحن تحت رحمته وبركته نادى الجميع .. لم تمر إلا اسابيع قليلة وارادت الإرادة الطبيعية للطبيعة ان تضرب السهل والخصيب بهزة ارضية لا تقل عن تلك الهزات التي تضرب جنوب المكسيك . فبدأت الارض بالإرتجال والتحرك واعقبتها انشقاقات وبدأت الدور تُطمَر تحت تأثير الغضب الطبيعي وبدأت الاجساد تتصاقط وتُدفن واحدة تلو الاخرى تحت الغضب الكبير وهرعت مجاميع وعلى شكل اسراب راكعين وساجدين تحت الاقدم الضخمة للعظيم على معرفة وإدراك الذي يحصل لهم وسبب غضبه ( كان يخافون ان يطلبوا العون ( من المختار وعظمة الكبير ) ولكنهم كانوا يطلبوا التفسير وسبب غضبه وكل مايجري دون ان يتحرك لا طرف ولا جبين للعظيم الكبير . وفي هذه الاثناء وصلت أم زهير مهرعة على وجهها المنكوب والذي كان الغزات قد افحموا اطفالها مع والدهم ( تتذكروهم ) منادية : ياعظيمي لقد طُمر زهير وشقيقته هيفاء تحت أنقاض الدار ولم يبقى لي غيرهم فأتوسل اليك يا عظيمي ويا مولاي بأن تفعل شيء وقبل ان تنتهي وصلت أم وليد والتي كانوا البرابرة قد بتروا سيقان (وليد) منادية سيدي وعظيمي الكبير وليد هو كل ما تبقى لي ولم يستطع الهروب وهو الآن ينزف تحت الجدار المتهاون فرحمة به ( والتمثال صامد ) ونادت وهي مركوعة على خشمها ارملة ابو حُنفرة ( تعرفوه كان قد فتحوا بطنه قبل ايام ) يا عظيمي لم يترك لي ابو حُنفرة غير صبية في السابعة من عمرها وقد جرفها غضبكم تحت طوب الدار فمنكم الشفقة على معبودتك الارملة بتلك الصبية وبدأ صوت النباح ( صار نباح بدل العويل ) والعويل يشق السماء ويصل صداه الجبلية الى اطراف مدينة السليمانية من شدة الهول والفاجعة وسمع اثناء كل تلك الدوية الرهيبة صوت المختار وهو يولول ويجهش ويندب ( حظه العاثر ) وينادي يا عظيمي وكبيري ومنقذي ومنقذ اهالي قريتنا ولِمَر العصور والازمان لقد سقط ( دريد هذا جان باقي ) وهو يُسمع وينادي النجدة تحت صخرة كبيرة فلا خلاص له ولي من بعد رحيله غير المعجزة التي عودتنا عليها ومن شدة البكاء وعويل المختار الصاغب والمحزن بدأ الجميع في السكون لإستماع مناداة المختار ونشجه المرير حتى اصاب المختار بالإنهاك واللغوب وانهارَ من شدة الالم واليأس والمرارة واضعاً خشمه على اطراف اصابع العظيم الضخمة . فجأتأ سُمِعَ صوت رهيب فارتجف الجميع من شدة الهول والصوت الغريب وشعروا برائحة ونفس غير طبيعي وغير مألوف وبلهفة غير مسبوقة رفع الجميع رأسه ( حتى انكسرت اعناق بعظهم ) الى وجه العظيم الكبير وهو يفتح عينيه ويحرك حاجبيه وينظر الى المرميين تحت اقدامه والمختار الحزين قائلاً له : هاي شْبيك ليش جَم مرة كُلنالك آني صنم ! شنو ما تفتهم !! ونام من جديد .. نيسان سمو الهوزي 13/11/2014
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة قتل النفس !! ماهو هذا السر الرهيب !!
-
أردوغان سوف تدفع الثمن غالي !!
-
هل هناك سخافة اكثر من هذه !!
-
مَن قتل سونيا ( Sonja ) الجميلة !!!
-
السيد المسيح لم يقل اسمع اقوالهم ولا تنظر الى افعالهم !!!
-
كان يحمل كلاشنكوف شيوعي على كتفه !!
-
برافو يا يمني شْوتْ ! سَجّلْ ! كَوّل ! كووووووول !!
-
اختصاراً لسلسة الاستاذ سامي لبيب الكلاسيكية !
-
مرة اخرى نحن البهائم سندفع الثمن !!
-
خوفي من ان تكون دموعك دموع التماسيح يا صديقي !
-
اسكندر ذو القَرنَين ونساء الموصِليات !!!
-
اسكندر ذو القَرنَين ونساء الموصِليات !!!
-
اسكندر ذو القَرنَين ونساء الموصِليات !!!
-
الينبوع يجب ان يتغيّر !!!
-
انني اُحَمّل السيد كنا وسولاقا وافرام المسؤولية !!
-
نحن كُتاب مسخرة ! لماذا نكتب !!!
-
فهل من تفسير يا عباد الله !
-
اوباما يدرس خيارات النوم مع زوجته !!!
-
راح يزعل الجميع !!!
-
لستَ مضطراً لقراءة الكلمة لأنها مسبات وشتائم !
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|