|
صمت ليس من علامات القبول و الرضى ...
احمد الطالبي
الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 19:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل أبواق العدالة و التنمية ،تزعق بأعلى صوتها ، وبكل ما أوتيت من صراخ ، من الكبير إلى الصغير ، ديدنها الوحيد هو الدفاع عن سياسات لا شعبية ، وعن إجراءات لا إنسانية يكتوي المغاربة بنارها مند أن إعتلى بنكيران كرسي رئاسة الحكومة ، والحقيقة الوحيدة الثابثة في تاريخ المغرب هو أن كل الحكومات تسقط في نفس المازق ، لكن ما لا يشفع لحكومة بنكيران، هو كثرة الضجيج و الزعيق الذي رافق حملته الإنتخابية و الوعود التي أعطاها في ما يتعلق بالفساد و الإستبداد ، خاصة و أن وصوله إلى الحكومة تزامن مع حراك شعبي يطالب بالمزيد من الحقوق و المكتسبات الإجتماعية و الديمقراطية ، وهي المطالب التي التقطها بنكيران وصاغها في شعار : صوتك فرصتك لإسقاط الفساد و الإستبداد لكن للاسف تغير كل شيء ، و أضحى بنكيران وحكومته كارثة اصابت الشعب ، حيث تنصل من كل وعوده وغير خطابه وجعل أولويته هي استرجاع هيبة الدولة ، والمغاربة يعون جيدا ما ذا يعني ذلك أمنيا ، بل و يفتخر أنه حد من ممارسة حق دستوري كالإضراب باختصار تعزز الفساد و تجدر الإستبداد ، وتم تسخير أقلام مأجورة للنيل من الحركة الحقوقية المناضلة ، و أشياء كثيرة حصلت،أصابت المغاربة بالحيرة و الدهول ، خاصة عندما يقفون على المفارقة الكبيرة التي تظهر عند مقارنة كلام بنكيران ووزرائه و نوابه البرلمانيين عندما كانوا في المعارضة وهم يجلدون الحكومات السابقة بكلام حاد وبنبرة غاضبة والحقيقة التي تجلت الآن للجميع هو أن الحكومات السابقة كانت أرحم و كانت بردا و سلاما على المغاربة رغم علاتها و زلاتها ...
ومع كل هذا التناقض الذي إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية خطاب العدالة و التنمية وسقوط اقنعته ،وهي في الحقيقة نهاية ماساوية لخطاب لطلما تلبس بالمقدس من أجل تعبئة شرائح دنيا ما زالت بحكم تدني وعيها السياسي و الفكري تعتقد أن هذا الحزب قادر على إحياء وهم يرقد في المخيال الجماعي للمغاربة البسطاء ، وهو وهم متعالي عن الحقيقة التاريخية التي لا يراها سوى من تحمل مشاق الحفر في دهاليز و ثنايا و تفاصيل ذلك الماضي ، و هي الحقيقة التي تم تغييبها وطمسها ضمانا لإستمرار نسق السلطة على ما هو عليه ...
قلت رغم كشف المستور ، وظهور الحكومة حلى حقيقتها ، مازالت أبواق العدالة و التنمية تزعق دفاعا عن هذا البهثان كبارا و صغارا ، ومن مختلف المواقع ، في الحكومة و في المنابر الإعلامية الرسمية و غير الرسمية ، وكذا في مواقع التواصل الإجتماعي ..وهذا الإصرار يدل على شيء واحد، هو أن كل هؤلاء لا يهمهم ما ذا أعطى حزبهم للشعب المغربي كمشاريع يسجلها التاريخ بمداد من فخر ، بل كل ما يهمهم هو البقاء في المناصب و المواقع . لأنه لو كان العكس لقالوا : لقد خدعنا المغاربة بذلك الشعار الذي لم نحقق فيه أي شيء ، بل إننا مارسنا عليهم مزيدا من الشطط و القهر بالغلاء وتحميلهم كلفة إصلاح أعطاب الفساد و الإستبداد ، وهي خدمة مجانية لرموز الفساد ...
صوت واحد تلاشى و توارى ، ولم نسمعه من زمان ، وغيابه يحمل الكثير من الدلالات و المعني ، وفيه العديد من الرسائل للقريب قبل البعيد . وهو صوت سعد الدين العثماني الذي سكت عن الكلام المباح بعد أن ضحى به بنكيران في صفقة مع مزوار الذي قال عنه سايقا أنه من رموز الفساد ، وليس رجلا ذا كفاءة وكال له من القذف ما لا يطاق وفي النهاية بلع لسانه وعانقه وضمه إلى حومته ..
ما الذي جعل سعد الدين يغلق فمه ، ولم يعد ينبس ببنت شفة ؟ أهو هذا الفشل الدريع الذي مني به حزبه في التدبير الحكومي ، أهو هذا العبث الذي تورط فيه بعض من وزرائه عند استغلالهم لنفودهم من أجل مصلحة بعض من الأتباع كاشوباني مع زوج البرلمانية ، والخلفي مع ابن الحمداوي ، و آخرها الوزيرة الحقاوي التي تورطت في دعم قريب لها في شجار مع الجيران ، وهي كلها قضايا تم نشرها في أعمدة الصحف ، أم هي صدمته من سياسة الغلاء و التضييق على الحريات التي بات حزبه رمزا لها بدون منازع ..
إنه صمت مريب ، وناطق باشياء كثيرة خاصة و أن الوزير السابق انزوى في عيادته مع المرضى النفسيين ، وقد يكون من بين هؤلاء المرضى من اصيب بالإكتئاب جراء سياسة بنكيران و جبروته .. إنزوى الوزير و لم يعد له اثر ، كمن اصابه إحباط تجربة كان يعتقد أنه سيعطي فيها حزبه الكثير للمغاربة لكن حصل العكس ..
وحيث أن سيرة سعد الدين معروفة كرجل معتدل، فإن صمته يخرج عن القاعدة المالوفة : السكوت من علامات القبول و الرضى ، إنه صمت اليائس و الغاضب من وهم إسمه : صوتك فرصتك لمحاربة الفساد و الإستبداد .
وليس المهم الآن أن يفوز الحزب بالإنتخابات القادمة -التي ما فتئ بنكيران يطمئن عليها أتباعه وهو ما يدل على ما قلناه سابقا من أن الحزب يهمه فقط ان يبقى معتليا كراسي الحكومة لحاجة في نفس يعقوب و ليس من أجل خدمة الشعب المغربي .- بل المهم هو ما ذا أعطيت لهذا الشعب يا حزب الغلاء البلاء ؟
#احمد_الطالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها المغاربة ، إنتبهوا و احذروا............
-
بعد أن نفدناه
-
ضد السلم الإجتماعي دفاعا عن الإضراب العام
-
المغرب القهرقراطي و الهدرقراطي
-
...أرقص ليذهب عنك الحزن و تسقط عنك الخطايا...
-
الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل تقرر إضرابا عاما..
-
في الحاجة إلى حركة سياسية، فكرية ، مدنية، قوية.
-
أزمة الراهن المغربي ، ومسؤولية القوى التقدمية ..
-
دفاعا عن العقل
-
شيء ما يستعصي على الفهم
-
يجب إرجاعهم إلى زمن ما قبل الصناعة..
-
مرافعة تحت التراب
-
شبح داعش
-
في الحاجة إلى حراك جديد
-
الفعل الكنفيدرالي بتيزنيت بين ضرورتي النقد و التحصين
-
في حقد حزب العدالة و التنمية على الأمازيغ وتهديد تماسك المجت
...
-
.الويسكي و الشمبانيا بين الدين و السياسة...
-
في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي- الحلقة 2
-
في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي
-
السيد عيوش يجرب الشعبوية
المزيد.....
-
15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس
...
-
إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر
...
-
الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
-
حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ
...
-
هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
-
تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله
...
-
روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
-
-نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو
...
-
المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
-
بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|