أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - فلسفة الرحمة Philosophy of compassion














المزيد.....

فلسفة الرحمة Philosophy of compassion


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 02:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الرحمة لغةً، لها معانٍ كثيرة، وحسب إستخدامها في جملة المتكلم، لذا فإني سأنحى في معناها اللغوي منحىً آخر، لعله يُعيننا في إكتشاف شئ، نستفيد منه في بحثنا.
رحمة، هي مصدر الفعل الثلاثي(رَحَمَ)، ومادة هذا الفعل هي(ر ح م)، والتي تتشكل منها عدة كلمات(رَحِم أي أقرباء)(رَحْم أي وعاء الجنين)(مرح أي السرور)(حُمر لها معان كثيرة، منها حُمر النعم أي كرائم الأبل)(رمح أي من المحراث : الخشَبَة التي يمسك بها الحرّاث)(حَرَمْ أي المكان الآمن).
تدلل مادة هذا الفعل في جميع تشكلاتها على الخير، فكانت مصدر هذا الفعل(رحمة) دالة على كل خير، فهل يوجد أرحم من الأم ورحمها على الجنين!؟ اللهم إلا خالقهما.
في مقالٍ سابقٍ لنا تحت عنوان"جدال التضحية بين الفوز والخسارة"، بيَّنا وجهة نظرنا في تفسير وقوع التضحية، من قبل كائن تجاه قضية معينة، فقد توصلنا إلى أن الرحمة، هي الدافع الوحيد للقيام بالتضيحة، وليس شيئاً آخر، وفي مقالنا اليوم، نريد أن نبين أصل هذه الرحمة ومنشأها، من وجهة نظر تحليلية معرفية، وفلسفية في جملتها.
بعد ما حققه علم التشريح من تطوير كبير، في الأكتشافات الدقيقة داخل الخلية، والكروموسوم والحامض النووي(DNA)، بل وأدق من ذلك، ظهرت نظريات تحاول أن تفسر آلية صدور أفعال الإنسان، منها النظرية الفيزوكيماوية، والتي ما لبثت أن تحولت إلى نظرية كيمياوية صرفة، حيثُ تعتقد هذه النظرية إن أفعال الإنسان ما هي إلا تفاعلات كيمياوية، تنشط الذهن للقيام بفعل ما، وبغض النظر عن كون هذا الفعل إرادي أو غير إرادي، فهو يسير وفق معادلات كيماوية معينة.
في مراكز الأبحاث المختصة، بدؤا يحقنون الكائن بمادة كيمياوية معينة، لأصدار فعل محدد من قِبل ذلك الكائن، وبما أن هذه النظرية تعتقد بأن الدماغ هو مركز إصدار الأوامر، وجب البحث في الجهة التي تبعث للدماغ بإيعاز الرحمة، وهل هي نفسها الجهة التي تبعث بإيعاز القساوة؟
أنا لا أدري إلى أي حد وصلت أبحاث تلك المراكز، ولكني أرى بأن مصدر إيعاز الشئ ونقيضهِ واحد، وأن مصدر إيعاز الرحمة والقساوة هو القلب، تلك المضخة العضلية التي تستقبل الدم، محاولةً تنقيتهِ وإرسالهِ إلى كافة أنحاء الجسم، والتي من ضمنها الدماغ، وأعتقد أن ما يحصل في القلب هو تفاعلات كيمياوية، تعتمد على المواد التي يحتويها الدم، وأن نتائج هذه التفاعلات ترسل إلى الدماغ، فيقوم الأخير بترجمتها، وبما أن مهمة الدم هي نقل المواد الغذائية، التي تساهم في بناء الخلايا الجديدة، إذن فأصل المواد التي تدخل في التفاعلات الكيماوية القلبية، هي المواد التي يتغذى عليها الكائن.
نستطيع القول الآن: إن كانت تغذية الكائن من مواد لم تنتج عن عمل فيه قسوة، مثل(الذبح) أو(الأفتراس)، بل على منتجات كائنات أُخرى، مثل الثمار في النبايات، والعسل والحليب ومشتقاته من الحيوان، فإني أتوقع إن ما سيصدر من إيعازات دماغية، ستنتج أفعال رحمة فقط.
ملاحظة مهمة:
قد يعترض أحد ويقول: هناك كائنات هي عبارة عن خلية واحدة، ليس لها قلب ولا دم؟
أقول: كل كائن يحتاج إلى غذاء، فأي جزء من ذلك الكائن يقوم بعمل نقل الغذاء وتنقيته هو مقصودي.
وقد يعترض أخر ويقول: كيف لنا أن نميز بين فعل الرحمة وفعل القساوة؟
أقول: لو وجد بيننا إنسان يمتلك الرحمة 100%، فإنه من المؤكد سيبين لنا كل فعل قاس، ولكن كلنا نحمل شيئاً من كلاهما، ولذلك نستطيع التمييز بينهما بشكل نسبي، وذلك بسبب قصورنا.
وقد يعترض آخر ويقول: تعتمد الفلسة على تحليلات العقل والتفكير، وأنت لم تتطرق للعقل، بل إعتمدت العلم التشريحي؟
أقول: النظرية الكيماوية تعتقد بأن مركز التفكير(العقل) هو الدماغ، ولذلك لم آتي بلفظ العقل، كذلك فأن أصحاب الفلسفة يعتمدون نظرية الحسن والقبح ويعتبرونها من المسلمات العقلية، ولكن أستطيع القول لم يجدوا لنا صاحب العقل الكامل فأن وجدوه، إذن فهو يمتلك رحمة بنسبة 100% وهو ما ذكرناه.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى جحيمِ الإنفجارات
- وزارة النفط، إنتظرت طويلاً...!
- عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟
- قصيدة - وثقوا بقائدهم-
- هل بالإمكان تغيير ما كان؟
- العباسُ، لا يأوي الظالمينَ
- هل يعفو الشيخ النمرعن إبن سعود؟!
- جِدالُ التضحيةِ بين الفوز والخسارة
- الدعاة، أُمهم هاوية!
- إنتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
- رئاسةُ الوزراء، تُطيحُ برؤوسِ الزعماء
- الثورة الحسينية وفلسفة الراية
- الملحمة الحسينية بين الرواية وخشبة المسرح
- ال............، إلا عندنا!
- مَنْ يَحكُمُ مَنْ!؟
- يا أنتَ ... أينك مني!؟
- حوار السياسة في برلمان(الكيا)
- الْكَذَّابُ الْأَشِرُ
- المرأة والإبتزاز الأخلاقي
- مقالة إعلامية أم إستحمارية!؟


المزيد.....




- مصر.. قرار جديد بخصوص أزمة سلاسل -بلبن- بعد إغلاقها
- بعد الوداع الحزين.. صلاح عبد الله يوجه رسالة مؤثر لسليمان عي ...
- نتنياهو: -إسرائيل في مرحلة حاسمة من المعركة-، والجيش الإسرائ ...
- هل تهاجم إسرائيل إيران رغم معارضة ترامب؟
- زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة للهدوء مقابل الهدوء
- التعاون الإسلامي تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه و ...
- أول تعليق من الاتحاد الأوروبي على -هدنة عيد الفصح-
- إسرائيل: متفقون مع واشنطن بالملف النووي
- الأمن العام السوري ينفذ حملة أمنية في ريف درعا
- اليمن.. الحوثيون يبثون مشاهد لحطام مسيرة أمريكية أسقطوها في ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - فلسفة الرحمة Philosophy of compassion