|
أوراق من المفكرة الكوردية الفيلية
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 16:45
المحور:
الادب والفن
أوراق من المفكرة الكوردية الفيلية احمد الحمد المندلاوي ** الوند :إسم نهر ،يعتبر نهر ألوَن أو - الوند- من الأنهار الكوردية من المنبع حتى المصب، وعندما يصب أو يلتقي مع نهر سيروان يكونان نهر ديالى. وحسب المؤرخ محمد جميل روزبياني - ينبع في جبال دالاهو بمنطقة كرمنشاه في إيران.. سمّي هذا النهر ب(الوند) نسبة إلى منابعها في جبل الوند حيث منقوشات داريوش الكبير (ت 486 ق.م). عرف النهر بأسماء هلمان و ألوان و ألون في عهد السومريين و اللويين، و لايزال يطلق عليه الأهالي إسم (ألوَن) بدون حرف الدال الذي دخل عليه من اللغة العربية. لان اسم ألوان أو ألون في لغة الماديين يعني (من ذلك العُلى). وكان يقصد بها إن النهر ينبع في جبال ألون القريب من عاصمة الماديين همدان أكباتان. إن للنهر مكانة متميزة في تاريخ وتراث أهل المنطقة بأكملها. بما إن النهر يمر أيضاً بمدينة خانقين،فيشق المدينة إلى جانبين (الصوب الكبير والصوب الصغير). وبُني عليه جسر حجري، تأريخ بنايته غير معروف. حينما زارها كلاوديوس ريج في سنة 1817 كان الجسر قائماً وحتى في ذاك العهد لم يعرف تأريخ بناء الجسر الذي يربط بين جهتي المدينة. يعتقد إن مواد بناية الجسر قد جلبت من أنقاض جسر آخر كان قائماً على النهر بمسافة 6 كم جنوباً عن موقع الجسر الحالي وكان يسمى جسر (ده باية) أي الـ(عشر درجات). وإنّ لنهر الوند مكانة في العقائد الشعبية،ويروي النهر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة بمقدار 120 ألف دونم. ***** ماليمان: ** ماليمان: إسم قبيلة كوردية فيلية،وهي من الأقوام القديمة المعروفة،و اكتشفت في مناطقهم آثار قديمة يعود تاريخها الى ألف و مائة عام، وهم يتحلّون بصفات و أخلاق حميدة جمّة،و ذاع صيتهم في زمن الملك نادر شاه،والوالي إسماعيل خان . و أصل تسمية ماليمان من (مال همان – أو مال هومان) بمعنى بيت همان لأنّ (مال – كلمة كوردية بمعنى بيت) نسبة الى جدّّ المؤسس الأعلى همان؛و حذفت (الهاء من همان) بمرور الزمن للتخفيف .. فأصبح مان و بإضافة كلمة مال أصبح إسم العشيرة (ماليمان). و قد ورد في المآثر إنّ جدّهم الأعلى قسّم في حياته مناطق نفوذه بين أولاده الثلاثة يوسف و مرادويس و علاويس،و كانت مناطق بدرة و شيروان وضفاف نهر صيمرة من نصيب علاويس ..والأَخَوانِ الآخرانِ يقطن أبناؤهما في أماكن أخرى. ***** بندر: اسم علم مذكر كوردي،ومعناه: (الميناء)، وكلمة بندر من الأصول الآرية القديمة،وما أعتقده حول أصل هذا الإسم: (إنّه اسم كوردي خالص مركب من لفظينِ كورديينِ هما: (بن :يعني النهاية أو القعر، و در - البر أو باحة الدار)، وبذا يكوّن المقطعان معنى جديداً هو:نهاية البر وهنا المقصود نهاية اليابسة بالنسبة للبحر؛و بداية البحر بالنسبة للبرّ،وهذا ما ينطبق تماماً على معنى المفردة (بندر) يعني "الميناء"، وهو إسم شائع بين الكورد لا سيما الفيليون منهم ،و عندنا: الدكتور بندر علي أكبر عميد كلية الآداب في خانقين،و الدكتور بندر الحاج كريم و غيرهما،كما يستخدم من قبل الآخرين،العرب و التركمان و الفرس..مثال على ذلك بندر بن عبد العزيز احد أمراء السعودية ،و بندر عباس ميناء مهم في ايران، و بذا أصبح هذا الإسم كما يُقال سفير النوايا الحسنة للكورد الفيليين. ***** زرباطية: إسم ناحية في محافظة واسط، تعني كلمة زرباطية (إناء الذهب) وهو الاسم الذي تستحقه هذه المدينة، و زرباطية تتألف من مقطعين هما (زر) والذي يعني (ذهب) ومقطع (باطية) ويعني (الإناء) فيكّون الاسم معاً (الإناء الذهبي) أو (إناء الذهب) ويؤكد الموقع الجغرافي لهذه المدينة انّها اسم على مسمى.. وهي من المناطق التاريخية القديمة وموقعها استراتيجي وتجاري كونها تطل على إيران عن طريق المنفذ الحدودي المسمى باسم زرباطية والقريب من مدينة مهران الإيرانية . وتعدّ زرباطية التي تبعد (14 كم) شمال شرق قضاء بدرة من المدن العراقية المهمة. من دون شك زرباطية هي عنوان كردي، أطلق منذ عصور قديمة على هذه البلدة الواقعة في أقصى شرق العراق .. وهي تعتبر إحدى طرق السبع القديمة التي كانت تربط بلاد ما بين النهرين و إيران ويرجح تاريخها إلى ألفي سنة قبل الميلاد. أهالي زرباطية كورد أصلاء غالبيتهم من أبناء عشائر الملكشاهيه والشوهان و غيرهم،ولديها تسع قرى تابعة لها و أكبرها قرية ورمزيار . بعد اتفاقية 1926 بين العثمانيين والاستعمار البريطاني وما يسمى استفتاء الإنتماء، اعتبرت زرباطية تابعة لقضاء بدرة ضمن حدود محافظة الكوت (واسط الحالية) وكما معلوم للجميع فأن بدرة ونواحيها زرباطية و جصان هي في الأصل مناطق كوردية. لقد حاول النظام البائد تعريب مناطق كوردية عديدة و منها زرباطية و أطلق عليها تسمية عربية وذلك بعد أن هجّر أهلها وحول المدينة إلى ساحة حرب غير مبررة مع الجارة إيران وثم جعلها مدينة مدمرة، أطلق عليها اسم "مدينة الذهب"،و ذهبت أفعاله أدراج الرياح.. وبقي إسم زرباطية منقوشة في قلوب الكورد جميعاً..لأنّ الحقيقة التاريخية أقوى كيد الطغاة. تبلغ مساحة أراضي زرباطية 360 ألف دونم وتعتبر من الأراضي الخصبة وبساتينها 180 ألف دونم وتمور زرباطية كانت من أجود التمور.. وكانت تمتلئ أسواق بغداد وترسل إلى منطقة كوردستان و أهالي بشتكوه كانوا يأتون بالجوز واللوز والتين المتوفرة لديهم و تنشط الحركة التجارية بين الطرفين..و زرباطية الآن بحاجة الى استنهاضها من جديد من قبل الحكومة لتواكب بقية مدننا العراقية تقدماً و حضارة. أبو دودو:منطقة تقع في قلب بغداد امتازت ببساطتها وسكانها خليط من جميع القوميات والطوائف العراقية التي تآخت في هذه المنطقة البغدادية الصغيرة . أبو دودو..منطقة قديمة ذات تاريخ عتيق يحاكي عراقة بغداد العاصمة ،و أبرزا سماتها إنّها تحمل عراقة بغدادية ونكهة كوردية خاصة لا زالت خالدة في ذاكرة الزمن . و عن أصل التسمية قال أحد ساكنيها القدامى: إن هذه المنطقة تسميتها قديمة جداً حيث كانت تسكنها العوائل اليهودية فلما هجر اليهود منها أستقطبت أناساً كثيرين وسكنوا فيها بسبب قربها من منطقة الشورجة الشهيرة، وبغداد عامة فسكنتها أطياف العراق من الكورد والعرب وغيرهما من المكونات..و قيل إن أصل تسمية أبو دودو تعود لرجل يهودي كان يسكن المنطقة وأسمهُ (داود) أو(أبو داود) كان يملك محلاً في هذه المنطقة ويقال أن هذا الشخص كان يمثل المختار في الزمن الحاضر .. وورد حسب الأقاويل المنقولة شفاهياً إن هذا الشخص (داود) او (ابو داود) لا تغيب عنه أي شاردة او واردة في هذه المنطقة ..و تحول إسم ( أبو داود) الى (أبو دودو) تخفيفاً أو تطريفاً .. ليصبح ( أبو دودو) إسماً شعبياً و رسمياً للمنطقة ،و لي رأي آخر حول التسمية و يتعلق بشخصية (ابو داود) بتلك الصفات ، و كلمة (دَو كلمة كوردية تعني الجري و الركض) و تكرارها أي (دو دو) للمبالغة و تنطبق هذه التسمية على المختار (ابو داود) تماماً و أكثر من كنيته الحقيقية . ومن الشخصيات التي سكنت هذه المنطقة الفنان رضا الشاطي،والفنان راسم الجميلي ؛ وكذلك الملحن محمد نوشي ..و غيرهم. و أخيراً أبو دودو.. منطقة عراقية تختزل التاريخ الكوردي وتعاني الإهمال..ترنو بعين الأمل الى الإهتمام بها من قبل الحكومة العراقية لأنها إحدى معالم عاصمتنا الجميلة بغداد. احمد الحمد المندلاوي ـــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم -15-
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم -14-
-
الحسين - ع- نشيد الكرامة عبر الدهور من كربلاء/ 2
-
الحسين - ع- نشيد الكرامة عبر الدهور من كربلاء/ 1
-
برقيات باهتة
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم 12--
-
محمد إقبال والإمام الحسين بن علي -ع-
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم 11-
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم 10
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم9
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم 8
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم7 أ
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم6
-
لنتواصل بالمرايا
-
عرض لمجموعة – بقايا ظمأ للمندلاوي
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم 5
-
تعريف موسوعة الأمثال الكوردية الفيلية..عن مركز مندلي/6
-
هزار وته / القسم 4
-
ماذا من المرأة يبتغون .. ؟
-
زينب خالد .. الشاعرة التي تنطق عن الكورد الفيليين
المزيد.....
-
شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43
...
-
اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
-
ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران-
...
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|