أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى














المزيد.....

المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مابين أيام أتت وأيام ولت يعيش الإنسان ويتشكل التاريخ، والنابه منا من ينتبه لحكمة الزمن وتداول الأيام، ولعل فى استعادة ماكان الدرس والعبرة، أقول هذا لسبب لعلكم ملاقون حكمته بعد قليل.
كان العام الدراسى 2004/2005 واحد من أصعب الأعوام التى مرت على الجامعات المصرية، كانت مصر على أعتاب إنتخابات رئاسية وتشريعية وكان الجو العام ساخناً والحراك السياسى يتصاعد فى توتر تزامن مع تعديل المادة 76 من دستور 1971 وتنامى الرفض العام لسياسات النظام ونشاط الحركات الاحتجاجية وتحولت الجامعات لساحة مفتوحة لكل المبارزات وظفها الإسلام السياسى كعادته للمزايدة والأطروحات الهادفة للتشكيك لافى نظام مبارك ذاته وإنما استهدفت الدولة فى كيانها والجيش فى قدراته ومسئولياته. كانت هجمة الولايات المتحدة الأمريكية على مصر مستهدفة تركيعها بالإدعاء تارة عن تطويرها لقدرات نووية، وأخرى عن الصواريخ البالستية وغيرها عن الحريات الدينية وحقوق الأقليات، ناهيك عن أحداث مصنوعة للفتنة الطائفية، انعكس ذلك كله على معنويات طلاب الجامعات، وسرت نغمة خبيثة عن ضعف قدرات الجيش المصرى أمام تفوق وإمكانات الجيش الإسرائيلى، وتبنى الطابور الخامس هذه النغمة وروج لها بقوة. كنت فى ذلك الوقت مستشاراً ثقافياً لجامعة الإسكندرية، مشغول مع رئيسها الفذ الدكتور محمد عبداللاه فى إعداد وتنفيذ برامج التثقيف السياسى ومعسكرات إعداد القادة والصالون الثقافى للجامعة والنادى السياسى، وحوار الثقافات مع دول البحر المتوسط وأمريكا. كانت الجامعة خلية نحل تستوعب جهد طلابها وأنشطتهم التى تمتعت بحريات غير مسبوقة فى عهدى د.عبداللاه وخلفه د. حسن ندير، ولعل ذلك كان سبباً أن تآمر على عبداللاه قيادات حزبه واسقطوه عمداً فى انتخابات مجلس الشعب رغم تمتعه بشعبية طاغية. لم يكن عبداللاه يدير الجامعة لصالح الحزب الوطنى، وإنما كان يعرف للمسئولية الجامعية والوطنية قدرها ومتطلباتها.
استدعانى د. محمد عبداللاه ذات يوم للنقاش حول مايتردد فى الندوات واللقاءات من تخوف الطلاب وقلقهم وتحسبهم للتفوق الإسرائيلى الذى تحول علكة فى أفواه الجميع. طلب منى إعداد برنامج لندوات مع أبطال معركة رأس العش، وأبطال البحرية المصرية فى تدمير الحفار وإغراق المدمرة إيلات، وأبطال معركة كبريت، ولقاء مع صائدى الدبابات، وشيئاً فشيئاً بدا واضحاً أن الشباب يستعيد ثقته وحماسه، وفاجأنا بأن أعد مع المنطقة الشمالية العسكرية زيارة عدد من الأفواج لقاعدة رأس التين البحرية، وكلفنى هو ونائبه المرحوم د. عكاشة عبدالعال بأن أرافق الطلاب بنفسى وأن يزوروا سلاح المدمرات والغواصات وصواريخ الطوربيد. أذكر أننا دخلنا إلى إحدى المدمرات العملاقة والتى أهدتها أمريكا للقوات البحرية وكانت قد اشتركت فى حرب الخليج الثانية على العراق. وتساءل الطلاب: كيف نعتمد على هذه المدمرة وأسرارها جميعاً لدى إسرائيل بالضرورة؟ وكان الرد البليغ من ضباط البحرية المصرية المرافقين: السر ليس فى المعدة وحدها، إنما فى العقل الذى يستخدمها، وأننا فى عالم مفتوح الجميع يعرف مالدى الآخرين من سلاح وعتاد، الفارق الوحيد فى الجندى والقيادة والتخطيط والتدريب. صفق الطلاب بحماس وخرجنا بجامعة الإسكندرية مع د.عبداللاه بمعنويات مرتفعة، واستمر هذا البرنامج مع د. حسن ندير الذى كان مهتماً كسابقه بتثقيف وإعداد الشباب للمشاركة فى العمل العام ودعم المشروعات الوطنية، ولا أنسى يوم تغنى الطلاب والأساتذة فى ختام البرنامج الثقافى، مصر نادتنا فلبينا نداها، حب الوطن فرض عليا، واحنا فايتين ع الحدود دمعة فرت مننا، وغيرها، وعندما غنينا أخى جاوز الظالمون المدى اتهمنا أمن الدولة بأننا نلسن على نظام مبارك، كانت أيام لعلها سطوراً ناصعة فى تاريخ جامعة الإسكندرية.
تذكرت ذلك كله وأنا أعيش التجربة مرة أخرى مع الزميل خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والحاصل على أعلى الجوائز الدولية فى التخطيط الاستراتيجى للتعليم الجامعى، والواعى لدور الجامعة فى تكوين شخصية الطلاب وخلق الكوادر للمشاركة فى تنمية وتقدم الوطن. وكأن الأيام تعيدنا للمسئولية الوطنية والوعى السياسى لقيادات الجامعة فى شخص الطوخى وهو يصطحب الطلاب والأساتذة فى قافلة كبرى لزيارة مشروع قناة السويس الجديدة ويلتقوا الفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية، وتأتى تصريحات الطوخى بين العاملين والأبطال والطلاب والأساتذة: "هذه الزيارة جاءت إنطلاقا من الدور التى تلعبه الجامعة فى مشاركة الشعب المصرى وجيشه العظيم لحدث يعد من أهم أحداث القرن الواحد والعشرين ويعتبر نقلة قوية لطريق مصر نحو التنمية". وهكذا جامعاتنا بخير طالما يسر الله لها قيادات مثل الطوخى وعبداللاه وحسن ندير وغيرهم كثيرون، فمصر أبداً لاتعدم الرجال.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة
- الأزهر ينعى ويشجب ويغط فى سبات عميق
- سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى