أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟














المزيد.....

عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 07:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟
حيدر حسين سويري

هناك شرذمة ممن لا يفقهون شيئاً، عن الفكر وقضايا علم الإجتماع، فتراهم يتحدثون بإتجاهات ليست في صلب ما يصبون إليه.
في كل عام، مع دخول شهر محرم الحرام، يقيم المسلمون الشيعة بشكلٍ خاص، مراسيم عزاء كبيرة وواسعة، بمناسبة إستشهاد الإمام الحسين، ويقيمون شعائراً لأحياء تلك الفاجعة الأليمة، حيثُ تتطور هذه الشعائر من عام لآخر، فقد توارثتها الأجيال، أباً عن جد، وتقام هذه الشعائر دون الرجوع إلى فقيه أو إصدار فتوى، لأنها عبارة عن ردة فعل عاطفية تجاه قضية إنسانية.
تختلف ردة فعل الإنسان تجاه حدوث قضية معينة، من فرد إلى آخر، وبحسب نوع حصول القضية، فوقوع حادثة قتل شاب مثلاً، تؤثر في أمهِ وأهله، غير ما تؤثره الحادثة في بقية أقاربه ومعارفه، فكلما كان قريباً منهم زاد حزنهم عليه، وكانت ردة فعلهم حين سماعهم خبر قتله أقوى، وقد تكون ردة فعلهم هذه قاسية جداً مثل الإنتحار، وشواهد مثل هذه الحالة كثيرة.
في حادثة عاشوراء وقضيتها، تكون ردات الفعل مختلفة قطعاً، بين عشاق الحرية والدفاع عن الحقوق، وبين من يعتبر القضية ذات بُعد عقائدي، وبين من يعتبرها ثورة ضد الظلم ومصادرة رأي الآخر، وبين من يحسبها حادثة أليمة أدت إلى مقتل عائلة، كان لها الفضل على هذه الأمة، التي ردت جميلها بالأساءة والقتل، وبين من يراها مجرد حادثة كبقية الحوادث التاريخية، قضت مرحلتها وإنتهت مع نهاية أصحابها، وبين من يرى الحسين وأصحابه إستحقوا القتل! لأنهم خرجوا على ولي الأمر!
نعم، إن حادثة عاشوراء ووقعتها هي حادثة تاريخية إنتهت، لكنها إنتهت بماذا!؟ إنتهت بمأساة، وكشف قبح ودناءة من يعتبرون أنفسهم من صنف الإنسان، حادثة إمتاز فيها الحق من الباطل، إلا من وضع غشاوة على عينيه كي لا يرى الحقيقة، إنتهت عاشوراء كحادثة ولكنها عاشت كقضية ولم تنته بعد، بل ولن تنته أبداً، ما دام لأولائك الأوباش أحفاد يتكلمون كلامهم ويفعلون فعلهم.
من أولائك الأوباش سلالة قتلة الحسين، هم مَنْ يعترضون ويسخرون من الشعائر الحسينية، والتي قلنا عنها ما هي إلا ردات فعل عاطفية لا أكثر، وفي الآونة الأخيرة، بدأ هؤلاء الأوباش يطالبون بإلغاء هذه الشعائر! ولي أن أسألهم: من حفظ ونقل القضية الحسينية؟ ءالقضية(محتواها الفكري والعقائدي) أم الشعائر!؟
الشعائر هي من حفظت القضية الحسينية، وهؤلاء يحاربون القضية من خلال محاربتهم الشعائر(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللـ... بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللـ... مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف : 8]).



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - وثقوا بقائدهم-
- هل بالإمكان تغيير ما كان؟
- العباسُ، لا يأوي الظالمينَ
- هل يعفو الشيخ النمرعن إبن سعود؟!
- جِدالُ التضحيةِ بين الفوز والخسارة
- الدعاة، أُمهم هاوية!
- إنتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
- رئاسةُ الوزراء، تُطيحُ برؤوسِ الزعماء
- الثورة الحسينية وفلسفة الراية
- الملحمة الحسينية بين الرواية وخشبة المسرح
- ال............، إلا عندنا!
- مَنْ يَحكُمُ مَنْ!؟
- يا أنتَ ... أينك مني!؟
- حوار السياسة في برلمان(الكيا)
- الْكَذَّابُ الْأَشِرُ
- المرأة والإبتزاز الأخلاقي
- مقالة إعلامية أم إستحمارية!؟
- الفتلاوي... ماذا تريد؟
- داعش وجند السماء
- الخوف والرجاء


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - عاشوراء، قضيةٌ أم شعائر؟