أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد مكاوي زكي - مأساة البحيرة














المزيد.....

مأساة البحيرة


السيد مكاوي زكي

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلت لنا قنوات التلفزيون اليوم الخبر الأليم بمصرع أكثر من ثمانية عشر طالب في طريقهم إلي المدرسة بعد اصطدام سيارة نقل محملة بالبنزين بالإتوبيس الذي كان يقلهم في البحيرة واشتعال النار بالإتوبيس و طبقاً لروايات شهود العيان التي بثتها قناة سي بي سي اكستر فإن الإطفاء و الإسعاف وصلتا متأخرتين فمات بالنار من لم يمت من الإصطدام. هذا وقد مات عدد آخر من المواطنين نتيجة الحادث و يرقد العديد من المصابين الآن بمستشفي دمنهور وقد انتقل بعض الوزراء الي موقع الحادث وأمر الرئيس بإرسال طائرات إسعاف عسكرية إلي مكان الحادث .
المتهم الرئيسي وراء الحادث هو الإهمال الجسيم – فقد أخبر سائق الإتوبيس أحد الطلاب الذين نجوا بأن الأتوبيس به عطل- الذي أصبح معلم واضح في سلوكياتنا كأفراد وحكومة سواء من كان منهم مسئولاً عن الطرق أو الإسعاف أو المرور مسئولية مباشرة أو مسئولية سياسية . ورغم أن هذا ليس الحادث الأول من نوعه لكنه سيكون الأكثر تأثيرأ علي الحكومة لتتخذ المزيد من الإجراءات لمنع تكراره فقد جرت العادة في مصر المحروسة أن المسئولين لا يتحركون إلا بعد خراب مالطة . قد يكون من بين هذه الإجراءات - بجانب إصلاح قانون المرور- عدم السماح لسيارات النقل الثقيل بالحركة علي الطرق السريعة إلا في الفترة من الثانية عشر ليلاً وحتي الخامسة صباحاً وتقنين دخولها المدن و معاقبة السائق والمالك المتسببين في حوادث واجراء فحوصات دم مفاجئة علي الطرق لسائقي النقل الثقيل لمعاقبة من يتناول الممنوعات منهم. وطبقا لأحد خبراء المرور فإن قانون المرور الحالي وقرارت وزير النقل تمثل دعوة لسائقي النقل الثقيل بقتل المواطنين مقابل دفع غرامة مالية.
لقد دفع ثمانية عشر طالب في مقتبل الشباب حياتهم ثمناً لإهمال الجهاز الحكومي وحالة الضعف التي اعترت الدولة بعد ثلاث سنوات من القلاقل السياسية . هؤلاء الفتية الذين قضوا نحبهم اليوم وامثالهم يمثلون مستقبل مصر . من أمثالهم خرج السادات والجمسي وعبدالمنعم رياض ومصطفي مشرفة ونجيب محفوظ وطه حسين. لقد قتلناهم بأيدينا وجميعنا شركاء في هذه الجريمة . لقد سمحنا لأنانيتنا و أحقادنا و كراهيتنا لبعضنا البعض أن تسيطر علينا . صار هم كل واحد فينا مصلحته ومجده وجماعته وحزبه والباقي لا يهم ولتذهب مصر إلي الجحيم.
الطريق إلي مستقبل أفضل في أعقاب انفجار 25 يناير 2011 كان واضحاً لكننا بذلنا كل الجهود لتجنب السير فيه . كنا مصرين علي الكفاح من أجل الفشل بعد سقوط نظام مبارك و عشنا حالة صراع علي السلطة بدون قواعد فكل الأطراف كانت تستبيح أي شيء لكسب السلطة . الصراع علي السلطة يوجد في كل الدول المتقدمة لكنه يتوقف عند حدود الصراع السياسي فلا تستعمل فيه بندقية ولا قنبلة ولا عنف ولا إرهاب ويحكمه دستور يطبق علي الجميع. هذا الدستور متفق عليه بالضرورة من كل الطيف السياسي والإجتماعي في لحظة وضعه وقابل للتعديل وفق آليات الدستور ذاته.
هذا الصراع علي السلطة كان يجب أن يكون سياسياً فقط بموجب الصندوق الشفاف وقواعد الدستور والقانون لكن حدثت محاولات اختطاف الدولة و الإستبداد بالأمر دون المصريين. إن خط الدفاع الأول عن مصر وشعبها - كان وما زال- هو التمسك بالدستور روحاً وحرفاً. .إن خروج مصر من أزمتها السياسية ومشاكلها الإجتماعية والإقتصادية لن يكون إلا من خلال إصلاح ما تهدم من بناء الدولة وإستعادة هيبتها وإرساء ثوابتها الوطنية والقومية و بناء نظام سياسي قائم علي مبدأ الديمقراطية و العدالة الإجتماعية أو ما سماه عالم الإجتماع الشهير أنتوني جيدنز " الطريق الثالث" أو الديمقراطية الإجتماعية. إن نظام الحكم الشمولي والإستبدادي الذي سيطر علي مصر لثلاثة عقود هو المسئول عن مشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية و السياسية. فالإستبداد في تلك العقود قاد إلي الإختناق ثم الإنفجار وتبنينا للديمقراطية الإجتماعية من شأنه تفريغ الضغوط الإجتماعية والإقتصادية التي تراكمت عبر ثلاثون عاماً وذلك من خلال التداول السلمي للسلطة و الحلول المبدعة للمشاكل.
نحن بحاجة أن تسع مصر كل المصريين " لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن صدور الرجال تضيق" وأن يجعل كل المصريين مصر في قلبهم وعقلهم. نحن بحاجة لأن نتعلم الحوار والإتفاق والإختلاف والتفكير. هذا الشعب الطيب يستحق أفضل مما هو فيه. علينا جميعاً أن تتناسي مصالحنا الخاصة ونفكر في مصلحة الشعب ونشعر بمعاناته ونمنحه الأمل في مستقبل افضل.



#السيد_مكاوي_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرية المصرية:الأزمة و الحل
- إعلان مرسي الاستبدادي باطل
- هذا ليس دستوراً !
- مسودة الدستور تدعو لتقسيم مصر!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد مكاوي زكي - مأساة البحيرة