أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - العربي عقون - صابونة وشفرة حلاقة وعشرة دنانير














المزيد.....

صابونة وشفرة حلاقة وعشرة دنانير


العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 08:23
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


البعض يسميها حرب الجزائر والبعض يسميها الثورة الجزائرية لكن الاسم الراسخ في أذهان الجيل الذي حرر الجزائر هو "الثورة" لأنها عند هؤلاء هي حركة تسارع تاريخي اختزلت قرونا في سبع سنوات ونصف السنة لتنقل شعب الجزائر من القرون الوسطى إلى عتبة التاريخ الحديث بل إن بعض الجزائريين في الجبال والأرياف وفيافي الصحراء الكبرى منع عنهم الاستعمار في ليل بهيم دام أكثر من قرن وربع القرن أن يحيوا حياة آدمية إنسانية بتشريعاته المنافية لحقوق الإنسان المسماة le code de l’indigénat (*) فأبقاهم في حياة بدائية أقرب إلى العصور الحجرية .
إذا كان شعب الجزائر لم يتوقف عن المقاومة طيلة ليل الاستعمار البهيم على امتداد أكثر من قرن فلأن ميزان القوى لم يكن متكافئا ولا حتى متقاربا فلم يكن الجزائري يمتلك عير الارادة واستعداده الدائم للتضحية من أجل الكرامة أما المعسكر الآخر فكان مدججا بالأسلحة الفتاكة من آخر ما توصلت إليه الاختراعات من وسائل الدمار مما أدّى إلى انخفاض عدد السكان في كل الوطن الجزائري الذي هو شبه قارة إلى حوالي مليونين ونصف المليون نسمة في تسعينيات القرن XIX وهو رقم كان ينذر بقرب إبادة الشعب الجزائري وفنائه خاصة وقد اتحدت عليه كل اسباب الفناء : الأمراض الفتاكة والتفقير والتجهيل والقتل الجماعي ... .
هذا هو الاستعمار الذي لا تتحدث عنه كتب التاريخ الرسمي هذا هو الاستعمار الذي حوله الطابور الخامس "البعثي" إلى مجرد محو هوية الجزائر مع أن الشعب الجزائري لم يفقد في يوم من الأيام هويته ولا شخصيته ولو فقدها ما كان له أبدا أن ينهض من كبوته ليخط بدمائه تلك الملحمة التي جرفت الاستعمار وأجْلت مليون مستوطن أوربي غادرت بهم مئات المراكب موانئ الجزائر باتجاه المتروبول بأعين دامعة ...
الطابور الخامس تسلل إلى الثورة لتصفية القادة المستنيرين وعلى رأسهم عبان رمضان تمهيدا لإلباس الجزائر هوية غير هويتها وتحويل الثورة عن مسارها بشعارات عفلقية ناصرية انقلابية ورمَى اولئك المريدون بثقلهم وهم يخططون لما بعد استقلال الجزائر لإجهاض الثورة وصرفها عن أهدافها واستيراد انظمة سياسية ومناهج تربوية وتجارب اقتصادية من شرق أوسط هزيل ومريض مرتمٍ في أحضان الماركسية السوفياتية ...
هكذا يتأسس جيش الحدود الذي كان يتأهب لدخول الجزائر بعد الاستقلال مباشرة لافتكاك السلطة من صانعي الاستقلال واتحد الخارج (وجدة وغارديماو) على الداخل وكان الهواري بومدين بدهائه على أتمّ الاستعداد لذلك مستلهما من عبد الناصر تاكتيك واستراتيجية انقلاب يوصله إلى هرم السلطة ليكون بن بلة هو المقابل لمحمد نجيب ... ولتكون الولاية الأولى (أوراس نمامشة) في الموقع الذي كان فيه إخوان مصر مع الفارق طبعا في العقيدة السياسية ... فالعقيد الزبيري الذي آلت إليه قيادة الولاية الأولى كان شخصا بسيطا وأمّيا وكان من السهل على الهواري بومدين أن يستميله إليه ويتخذ منه ومن الولاية الأولى جسر عبور وقوة إسناد للمرور إلى العاصمة الجزائر للاستيلاء على الحكم.
تحرك جيش الحدود من غارديماو ودخل إقليم الولاية الأولى وأغلبه من توانسة وجزائريين "متتونسين" وكانت خطته هي العمل على إحالة أكبر عدد من مجاهدي(**) الولاية الأولى على الحياة المدنية بتسريحهم من صفوف الجيش وإحلال جيش الحدود محلهم ..... وتجمّع جيش الولاية الأولى والتحق به جيش الحدود في تازولت لامبيز (باتنة) حيث اقام مقره (Q. G.) (***) المؤقت وهناك جيء بأحد عناصر جيش الحدود وكان كما ذكر لي أحد أعمامي وهو مجاهد من الرعيل الأول خطيبا مفوها ويتقن الأمازيغية أيضا حيث ألقى فيهم خطابا مليئا بالموعظة والآيات القرآنية قائلا لهم : إن الجهاد في سبيل الله قد تكلل بالنصر وأن ما قام به جيش التحرير يعادل الفتح العظيم وأنه يجب الآن العودة إلى حياتكم المدنية ... إلى أهليكم وذويكم فأولادكم واخوانكم وامهاتكم وزوجاتكم ..... الكل ينتظرونكم بشوق ... ومما قاله بالامازيغية الشاوية : thxedmem lwajeb , Ur awen yqqim kan ad trowhem ghur u chal n’lwaldin (****) ولأن الكثير من المجاهدين ليست لهم عقيدة إيديولوجية وكانوا فعلا يؤمنون بأنهم تطوعوا لتحرير الوطن فإنهم استجابوا وجاءت قيادة جيش الحدود لتمنحهم هدية "إنهاء الخدمة" : صابونة وشفرة حلاقة وألف فرنك (عشرة دنانير) .
هذا فصل من فصول الخديعة التي تعرضت لها الولاية الأولى أمّ الولايات مثلما تعرضت له الولايات الأخرى على يد الانتهازيين والوصوليين.
وبمناسبة إحياء الذكرى الستّين للثورة الجزائرية المجيدة نترحم على الشهداء ونحيّي من لا يزال على قيد الحياة من المجاهدين المخلصين الحقيقيين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قانون الأهالي وهو قانون عقابي زجري
(**) المجاهد في مصطلحات الثورة الجزائرية معناه عضو جيش التحرير ولا علاقة لهذا المصطلح بما نراه ونسمعه اليوم فيما تستعمل فيه هذه الكلمة.
(***) Quartier général مقر القيادة العسكرية
(****) العبارة الأمازيعية معناها : أدّيتم ما عليكم , لم يبق لكم إلا أنّ تعودوا إلى تراب الأجداد.



#العربي_عقون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائد من مؤتمر علمي ... بورتريه وانطباعات
- عروض التكوين في الجامعة الجزائرية وكارثة ارتجال المناهج الدر ...
- غزة وهونغ كونغ
- تنظيم إداري أم تفتيت للبلد
- الحضر والبدو ؛ المدينة والبادية : حال البنتابوليس المزابية P ...
- علوم الاستعمار : الأنثروبولوجيا والاثنوغرافيا والاثنولوجيا - ...
- علوم الاستعمار : الأنثروبولوجيا والاثنوغرافيا والاثنولوجيا . ...
- عيد بأي حال عدت .....وتعود
- أيام العرب
- ماسينيسا أو بدايات التاريخ
- ضرورة دق ناقوس الخطر..... التعليم الجامعي ينهار !!!
- التعليم والخطاب الأيديولوجي في الجامعة الجزائرية
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (8)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (7)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (6)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (5)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (4)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (3)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (2)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (1)


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - العربي عقون - صابونة وشفرة حلاقة وعشرة دنانير