|
الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.
جعفر المهاجر
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 14:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين. جعفر المهاجر. بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ.) هود- 113. لاأنطلق في مقالتي هذه من منطلق مذهبي ولكن حين أرى شيخا تصدح حنجرته بصوت الحق، وتنثال من فمه الكلمات الرافضة للظلم بصدق وعزيمة الرجال المجاهدين الثابتين ضد طواغيت العصر فلا يمكنني أن أبقى ساكتا أمام هذه الصورة المشرقة التي تؤيدها كل الشرائع السماوية والإنسانية .ولا بد أن أنحني إجلالا لهذه القامة الوطنية الطاهرة. وكيف لاتدخل صورة هذا الرجل النحيف الجسد القوي الشكيمة والإرادة والعزم في قلوب كل الأحرار والشرفاء حين يرتفع صوته النقي الصادق وهو يطالب بالحرية والإنعتاق من هذا التسلط الرهيب الذي يفرضه نظام يعتبر حاكمه التربع على العرش حقا إلهيا مكتسبا له، ويرزح على صدور الملايين كالكابوس في مملكة الظلم والظلام التي لها سجل حافل في انتهاكات حقوق الإنسان منذ أن أوجدت مملكتها على جماجم البشر بالقوة والبطش ودعمتها قوى الإستكبار العالمي لمصالح إقتصادية بحتة، ويهدد أتباعها المدججين بالسلاح الأمريكي والغربي والمتعطشين للإنتقام ، والمهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل صوت نقي يخرج على ( طاعة ولي الأمر ) و(إن سرق ماله وإن جلد ظهره.) والمعلنين عن عقيدتهم المخالفة لأمر الله (من خرج من السلطان شبرا مات ميتة الجاهلية.) حسب المفهوم الظلامي المتوارث الذي ألصقوه بالإسلام ظلما وعدوانا وجعلوه نصا مقدسا ، ودستورا ثابتا في مملكتهم الوراثية لايجوز الخروج عنه لغلق كل فم لايرضخ لباطلهم وفسادهم وظلمهم الفاحش وطائفيتهم المقيتة. والنظر إلى المحتمع كقطيع له راع يوجهه الوجهة التي يرتأيها. كيف لايدخل هذا الشيخ المجاهد الذي رفض كل هذا قلوب كل المدافعين عن الحرية والقيم الإنسانية ، والتي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية في مملكة مغلقة على العالم.تفرض قوانين القرون الوسطى على شعبها في زمن ندرت فيه الحناجر التي تصدح بقولة الحق. هذه المملكة التي تمتلك كل عوامل الكبت والاضطهاد ولها وسائل إعلامية ضخمة تتستر على موبقات وانحرافات أمرائها ، وتسبح باسم ملكها المشلول أناء الليل وأطراف النهار، وتظهره على صورة نصف إله (يحفظ الدين من ) ويدافع عن (حرية الشعوب.) ويعمل على (إرساء الديمقراطية في بلاد المسلمين) ومملكته تفتقر إلى أبسط متطلبات الديمقراطية ، ولا تمتلك دستورا ولا مجلس نواب ولا معارضة داخلية . وكيف لاتقف كل منظمات حقوق الإنسان الحقيقية . وكل أحرار الدنيا مع من رفض هذه المعادلة الظالمة ويتعاطفوا مع محنته التي يعيشها اليوم في سجن إنفرادي تابع لأعتى نظام ملكي إستبدادي منذ عامين وهو جريح بعد أن رماه جلاوزة آل سعود بإطلاقاتهم النارية الحاقدة. وهشموا له ساقه وتركوه ينزف دون علاج لأيام معدودة. ففي الثامن من تموزعام 2012، تم أسر الشيخ النمر من قبل دورية أمنية تابعة للمباحث السعودية في شوارع العوامية وأصابته بعدة إطلاقات نارية في ساقه على خلفية خطبةٍ ألقاها عن الاصلاح وتحدّث فيها عن الحريات الواجبة للشباب، وطالب بأن تكون المملكة لمختلف المذاهب، وأن يحصل جميع المواطنين على حقوقهم دون تمييز. وهذه هي ( جريمته ) في نظر قادة مملكة الإستبداد ولا غرابة أن تقف معه المنظمات العالمية وترفع صوتها ضد هذا الحكم الجائر الذي جاء نتيجة تهم باطلة مكررة ممجوجة لكل من يحتج على باطل آل سعود وغطرستهم وتحكمهم برقاب العباد وهي: (الخروج على ولي الامر واشعال الفتنة الطائفية وقيادة احتجاجات شعبية ضد السلطة وحمل السلاح في وجه رجال الامن واشاعة الفوضى.) لكن المنظمات العالمية فضحت هذا الإدعاء الزائف ومنها هيومن رايتس ووتش حيث قالت في بيان لها عقب صدور الحكم الجائر: ( إن الحكم بالإعدام على رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر النمر من قبل محكمة سعودية أمس يقوم على اتهامات غامضة مبنية على انتقادات سلمية وجهها للمسؤولين في السعودية. وأضافت بأن الشيخ النمر هو أحد الذين يمتلكون شعبية في المنطقة الشرقية بالسعودية التي يعيش فيها غالبية الأقلية الشيعية. وإن المنظمة لم تتمكن من التأكد من صحة التهم التي أدين على أساسها والتي أنكرها النمر. وإن الإجراءات التي اتبعتها المحكمة الجنائية الخاصة في السعودية والتي تضمنت 13 جلسة في عام ونصف تثير الخوف والقلق الشديدين في عدالة المحاكمة.) وقال جو ستورك نائب رئيس المنظمة في الشرق الأوسط (إن المعاملة القاسية لرجل الدين الشيعي تزيد من الاضطرابات والشقاق الطائفي ، مضيفاً أن مسار المملكة العربية السعودية في تحقيق الاستقرار في المنطقة الشرقية يكمن في وضع حد للتمييز المنهجي ضد المواطنين الشيعة، وليس في أحكام الإعدام .) هذه واحدة من شهادات عالمية عديدة تكشف زيف عدالة محاكم آل سعود التي لاتختلف عن محاكم التفتيش في القرون الوسطى. إن الشيخ نمر باقر النمر الذي لايملك إلا صوته الرافض للعبودية والاستبداد. لم يحمل سلاحا قط . ولم يحرض على الفتنة الطائفية كما يدعي جلاوزة هذا النظام الذي له باع طويل في إثارة الفتنة الطائفية داخل وخارج المملكه وغرق فيها من أخمص قدميه إلى شعر رأسه لعقود طويلة . ويعتبر مليونا إنسان يسكنون في المنطقة الشرقية التي تطفو على بحر هائل من البترول أرقاما ميتة في هذه المملكة القارونية.لا يتمتعون بأدنى حقوق المواطنة. وطالما إتهمتهم مشايخ هذه المملكة ووعاظها بأنهم ( كفار خارجون عن الملة يجب مقاطعتهم إقتصاديا وآجتماعيا. ويجب أن يحرموا من الوظائف العامة ) وهو أمر دأبت عليه مملكتهم عبر الأعوام وإلى يومنا هذا. وبسبب مطالبة هذا الشيخ الجليل برفع الحيف والظلم عن هؤلاء البشر وكل من ظلمتهم مملكة آل سعود من السعوديين تصدر عليه إحدى محاكم التفتيش في هذه المملكة حكما بالإعدام. بعد اعتقال دام سنتين لاقى فيها أشد حالات التعذيب . وهو حكم سياسي بآمتياز. ثم تصب وسائل إعلامها حملتها الشرسة لتشويه سمعته وآتهامه كالعادة مع كل من لايرضخ للظلم ب(أنه إرهابي وعميل إيراني يريد تطبيق ولاية الفقيه.) ومن المضحك المبكي إن هذه المملكة الظلامية المحروسة بالأساطيل الأمريكية والغربية هي التي صدرت الإرهاب للعراق وسوريا على أوسع نطاق، وأيادي ملكها وأمراءها ملطخة بدماء الآلاف من الأبرياء الذين قتلتهم العناصر الإرهابية المدعومة بأموالهم. وهي التي غزت أرض البحرين لقمع إنتفاضة شعبها ضد ظلم آل خليفة الغاشم . ويدعي دهاقنتها بأن مملكتهم(تكافح الإرهاب وتدعم ثورات الشعوب التي تطالب بحقوقها .!!!) وتحاول وسائل دعايتها الضرب على هذا الوتر لخداع من تستطيع خداعه بأساليبها الملتوية الماكرة. ومن حق كل مسلم أن يسأل فضاة هذه المملكة القارونية التي يدعون بأنهم ( مستقلون ) هل يستطيع أحدهم أن يتحقق من ثروة أمير سعودي صغير من آلاف الأمراء الذين تعج بهم المملكة ويقول له ( من أين لك هذا ؟) والملايين من السعوديين لايملكون شروى نقير من متاع الحياة.؟ إن كل مايقوم به أمراء آل سعود من إفساد في الأرض ألصقوه ظلما وعدوانا بحق الشيخ النمر ليصدروا عليه حكم الإعدام الظالم . وهو شأن كل الأنظمة الإستبدادية عبر الزمن. إن هذا القرار السعودي الظالم بحق شيخٍ ذنبه الوحيد أنه كان جريئاً في دفاعه عن حقوق المضطهدين في بلاده، لاقى امتعاضاً واستنكاراً واسعاً في البلدان العربية والعالم الإسلامي، لا سيما في البحرين التي ترك الشيخ النمر في نفوس شعبها المظلوم، بصمةً بتضامنه وصموده في المنابر والساحات، فامتلأت ساحاتها بالتظاهرات المندّدة بالحكم السعودي والمطالبة بالإفراج عن الشيخ المعتقل، وإحقاق الحق، يقول كاتب: (والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يستطيع آل سعود تجنيب البلاد ويلات التقسيم والاعتراف بحقوق الأقليات الدينية في العيش بكرامة وان حكم الفرد والقبيلة والعائلة زمنه قد ولّى والى غير رجعة,أم أنهم يكابرون ويستمرون في غيّهم فيخلقون الذرائع للغير للانتفاض في وجههم ويذهب ملكهم ويكفيهم حياة العز والبذخ في حين أن بقية أفراد الشعب يعيش بعضهم الفاقة والعوز رغم تصدير ما يقرب من عشرة ملايين برميل يوميا,إضافة إلى الأموال المتواجدة بالخارج في بنوك الغرب لإنعاش الاقتصاد الغربي المتهالك,فالغرب هم من أوصل بني سعود إلى سدة الحكم وهم من جعلهم يحتفظون بالكرسي إلى الآن وساعدوهم في قمع الوطنيين,أمثال ناصر السعيد وكتابه تاريخ آل سعود..,مصير المملكة على كف عفريت فهل تكون قضية النمر ومن يمثل,القشة التي تقصم ظهرهم.). إن إطلاق سراح الشيخ النمر بات مطلبا جماهيريا مليونيا . لأنه بات يمثل نبض الرجال الصادقين المدافعين عن حرية شعبه وهو اليوم يعيش في قلوب الملايين . وعلى أل سعود أن يدركوا إن مرتع الظلم وخيم . ولا يمكنهم أن ينعموا بالعيش الرغيد وهم يمعنون في ظلمهم وجبروتهم إلى مالا نهايه. وإن الإقدام على إعدام الشيخ النمر لايمكن أن يمر مرور الكرام . وكل يوم يمر على الشيخ النمر وهو أسير في سجنه الإنفرادي المظلم سيولد غضبا وآحتقانا في قلوب الملايين من شعوب العالم الإسلامي فهل سيدرك آل سعود هذه الحقيقة قبل فوات الأوان .؟ بسم الله الرحمن الرحيم: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ )الشعراء-272. جعفر المهاجر/ السويد 30/10/2014م
#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.
-
الديمقراطية الإسلامية ، وطريق ذات الشوكة.!!!
-
السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.
-
جمراتُ الروح السبعينية.
-
هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟
-
الإنقلابات والحروب لن تغادر عقولهم المريضة
-
الحرب الداعشية ، والإزدواجية الأمريكية الغربية.
-
تلعفر ذبيحةُ العصر
-
العراق يحترق ، والشروطُ التعجيزية تنطلق.
-
ربيعُ الدم الداعشي ، وأذرعُهُ الإعلامية .
-
ولا غوث سوى حضن العراق
-
الجاهلية تطرق أبواب الأمة الإسلامية
-
عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.
-
الطائفية عار يلاحق أربابها.
-
لَنْ يُطفِئوا نورَكَ ياسيدَ الفُراتين
-
أين حكام المسلمين ووعاظهم من قيم رمضان.؟
-
هل من صحوة ضمير أيها الساده.؟
-
عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.
-
بهمة ويقظة الشعب العراقي تُقبر مخططات الأعداء.
-
دمشق الهوية والجرح.
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|