أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري














المزيد.....

الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 14:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الهلوسة تختلف عن الوهم؛ الهلوسة إدراك لموجود غير موجود. أما الوهم فتأويل مغلوط لواقع حقيقي.. وقد تكون الهلوسة تلبية لرغبة مكبوتة
¤ العفيف الأخضر

الهلاوس ليست مرتبطة بالضرورة بالجنون أو الأمراض النفسية كما هو شائع، فالهلوسة قد تحدث نسبيا لأي شخص عادي، مثلا برأي "أوليفر ساكس" :

ـ سماع كأن شخص ما يناديك باسمك، أو رنين هاتف.
ـ رؤية أضواء بلورية مشرقة أو خافتة معلقة في الهواء تتلاشى ببطء.
ـ إحساس وكأن أحدا غيرك ـ موجود في الغرفة ـ لمس وجهك أو يدك أو حتى يتواجد بالقرب منك.
ـ رؤية شخص في الغرفة أو بجانب السرير، خاصة في الظلام أو تحت الضوء الخافت.

بالنسبة لمن يتواجد لمدة طويلة في الظلام كالسجين أو المعتقل أو المعزول اجتماعيا، فإن عقله ـ نتيجة الحرمان الحسي ـ يجعله يرى أشياء غير موجودة بالواقع.. وهذا ما حدث للعديد من السجناء، سواء في "تازمامارت" بالمغرب أو "أوشفيتز" بألمانيا، وهو أن بعض السجناء بدأت تنتابهم هلاوس برؤية أشخاص : سواء من أفراد العائلة أحياء كانوا أو أموات، أو رؤية غرباء، أو حتى شخصيات مألوفة كالمسيح أو الملائكة والشياطين ! وغالبيتهم فقدوا عقولهم نتيجة هذه الهلاوس بل اعتُبرت "أعراض" للإصابة بالجنون.

ـ إن ما يحدث هو أن الرغبة تفرض نفسها على العقل بقوة حتى تتجسد بالواقع، وهو ما يحدث حتى للناس العاديين الذي يفقدون شخصا عزيزا، فيستمرون في رؤيته أحيانا، وهو ما يدعى عند البعض بالأشباح !

إن العقل يخدم رغبات الإنسان، على هذا النحو فإنه يتخيل ما يرغب الشخص في رؤيته، ويصدق ما يرغب الشخص في تصديقه.. أما رؤية الأضواء الخاطفة، فهو إما نتيجة تغير نسبة الضوء بالمكان، أو كنتيجة لمجهود بدني أو تغير فيزيولوجي، كما في حالة انخفاض ضغط الدم.

بالنسبة لمتلازمة " تشارلز بونييه" (Charles Bonnet syndrome (CBS حيث يجد بعض كبار السن أنفسهم يرون أشكال غير موجودة أو وجوه ـ قد تكون مخيفة في بعض الأحيان ـ فإن ما يحدث هو أن العقل يعوض نقص البصر لديهم بإنتاج صور داخلية خيالية ـ إثر نشاط مراكز الرؤية بالمخ ـ بدل استقبالها من الخارج، لسد فراغات الرؤية.. يقول عن ذلك طبيب الأعصاب أوليفر ساكس : "هذا بالنسبة لي هو موقف مألوف. أنا أعمل كثيراً بدور المسنين. وأرى الكثير من المسنين وهم إما ضعاف السمع أو ضعاف البصر. حوالي 10% من ضعاف السمع تصيبهم هلاوس موسيقية. وحوالي 10% من ضعاف البصر تصيبهم هلاوس بصرية. و ليس من الضرورة أن تكون أعمى تماماً، فقط ضعيف البصر بشكل كافي". ويضيف كتصحيح لمفهوم خاص شائع بالمتلازمة هو : "أن المفهوم العام أنه إذا أنت ترى أو تسمع أشياء، إذن فأنت في طريقك إلى الجنون. ولكن الهلاوس العصبية (النفسية) مختلفة. الهلاوس النفسية سواء بصرية او صوتية إنها تخاطبك وتتهمك، تغويك أو تهينك، تتهكم منك، وأنت تتفاعل معها. و خاصية التوجه و مخاطبة النفس تلك لا توجد في هلاوس متلازمة تشارلز بونييه. إنها كفيلم. فأنت ترى فيلماً لا علاقة له بك إطلاقا، أو هذا هو وصف المرضى له".

وذلك لأن الهلاوس السمعية أو البصرية ـ الغير ذات معنى ـ تكون تعويضا وملءً لفراغ حسي فزيولوجي كإدراك لخلل أو نقص. أما الهلاوس النفسية فهي كذلك تعويض، غير أنها تعتبر هنا ملءً لفراغ نفسي وجداني، يخلق المهلوس عالما أو قصة أو أشخاصا وهميين كتدارك لواقعه الناقص، خاصة إذا كان وحيدا جدا أو معزولا أو مفتقدا للروابط الاجتماعية أو حُرم بدرجة كبيرة من العواطف الوجدانية أو عانى من ضغط هائل بسبب النبذ أو الاضطهاد أو عقدة تأنيب الضمير. إن الضغوط النفسية القوية قد توثر في كيمياء الدماغ، وهو ما ينتج عنه انفصامات وذهانات وثنائيات القطب (ينقلب بسرعة من السعادة الكبيرة إلى الحزن الشديد دون سبب واضح). وهذا كما أسلفت يظهر بقوة في سجناء المعتقلات السرية، وكذلك في جنود الحرب الطويلة والمستنزفة، نظرا للتعرض لموقف ضاغط لمدة الطويلة. فالعقل مهيء أنثروبولوجيا للتعامل مع التهديد القصير الأمد، وليس الطويل الأمد.

قد تظهر الهلاوس، نتيجة جنون العظمة، وهي اعتقاد بعض المعتوهين، أن كائنات خيالية اختارتهم للقيام بمهمة كونية أو إنقاذ البشر. وبالغالب يكون السيناريو من خلق مخيلة المهلوس، والذي يصدق خياله بشدة ـ نظرا لأنه يخدم جنونه بالعظمة ـ فيؤثر بمنطقه التخييلي ودقة أوصافه الهذيانية في المحيط من حوله، أو في جماعة معينة ممن يمتلكون قابلية التصديق "السذاجة". وهو ما يعرف ب"الجنون بالإنابة" أو "الصدمة بالإنابة"، حيث يتقمص الشخص الهلاوس أو الصدمة بشكل ثانوي، عن طريق التعاطف والتعلق الوجذاني بالحدث المروي (وليس المعاش).

https://www.facebook.com/pages/Hamouda-Ismaili/1485711705024675



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذب والنفاق هما أكثر السلوكات ممارسة في العالم
- حظ الجميلة وحظ القبيحة
- تقديس المغاربة للغة الفرنسية ونقد المهدي المنجرة للموقف كرفض ...
- هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟
- ما الذي تقدّمه الرسوم المتحركة (الكرتون) للأطفال ؟
- كل أنثى عاهرة
- إشكالية الثقافة العربية : أزمة دينية أدّت لتخريف سياسي
- تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية
- تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا
- التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي
- حقيقة : يخلق من الشبه أربعين
- التفسير المنطقي للضيق النفسي
- مصائب سوريا عند المتأسلمين فوائدُ
- عبد الباري عطوان وتأليه صدام حسين
- منطقة الشرق الأوسط.. من مهبط الأنبياء لمهبط الصواريخ
- البلادة كآلية نفسية لتحمّل الواقع المر
- نساء كاتبات رفضن عبادة الرجل :
- نقد العقل العربي : ليس هناك عقل أساساً حتى يتم نقده !
- الانكباب المرضي للفنانين المشارقة على الأغاني والألحان المغر ...
- يكرهون الغرب ويحبون بلدانه


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري