محمد احمد الغريب عبد ربه
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 11:37
المحور:
الادب والفن
ثورة 25 يناير ادخلت مصر فعليا في مرحلة جديدة من الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لكن هذه الثورة تواجه تحديات ثقافية جمة، فخلال فترة حكم الرئيس مبارك تم القضاء على النخبة الثقافية باطيافها، وقد تقربت هذه النخبة من السلطة واصبحت تخطط لتوجهاتها وتنفذ تعليماتها وذلك قتل الابداع عند المثقف، فاصبح شبه مثقف يرتدي عباءة الثقافة ولا يقوم بدوره كمثقف .
واصبح المثقف يقوم بدور رجال عديدين، فهو المدرس وهو الكاتب والمحاضر والمناضل والموظف واصبح مشتت القوي يجمع بين عديد المسؤوليات .
بمعني انه ترك الكتب والمكتبات وتأسيس مدارس فكرية وثقافية من اجل المناصب الادارية، وهو بذلك قضي على اجيال من المثقفين كانوا بحاجة اليه لكي يتعلموا ويتثقفوا على يده لكي يصبحوا مثقفين ومفكرين للنهوض بالمجتمع .
ونتيجة لذلك انتشر الادب الرخيص التجاري ونال افضل الجوائز وتم تهميش الادب الاصيل، وكثير من الادباء ارتبطوا بالنظام، وايضا كثير من المثقفين السياسيين تحالفوا مع نظام مبارك الذي لم يسعي الي انشاء مراكز بحثية سياسية اجتماعية او نشر الثقافة والاهتمام بها .
وكان الاعلام الرسمي مسيس يسعي للدفاع عن النظام، وذلك ضلل جمهور لفترة طويلة وجعله بعيدا عن المعرفة السياسية والثقافية، فلم يهتم باي حدث سياسي في مصر من انتخابات او حراك حزبي، وذلك اصبح المواطن غير قادر على فهم الاحداث السياسية .
والتغيرات التي احدثتها ثورة 25 يناير تحتاج الي مثقفين سياسيين واجتماعيين واقتصاديين لكي ينظروا للمرحلة القادمة لمصر وللديمقراطية التي بدئت مع الثورة، وايضا لكي يثقفوا المواطنين سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .
فهناك حاجة لمراكز ابحاث اجتماعية وسياسية على شكل واسع وكما هو معروف في العالم المتقدم للمشاركة في صنع القرار، وهناك حاجة الي اعلام واحزاب قوية تعمل على تثقيف المواطنين لكي يستطعيوا المشاركة في صنع القرار .
وديناميكيات الثورة عالجت جزء من هذه التحديات، فرغم ان ماراثون فهم المواطنين للتعديلات الدستورية قبل الاستفتاء اثبت ان المواطنين غير مدربين على الديمقراطية، الا ان اهتمامهم بفهم التعديلات من خلال النقاشات وبعد ذلك مشاركة نسبة كبيرة منهم في الانتخابات يعني ان المواطن بدء فعليا مرحلة التثقيف السياسي .
#محمد_احمد_الغريب_عبد_ربه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟