|
حقوق ٱلمرء وحقوق ٱلمرأة
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 10:41
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
"يَٰۤأَيُّها ٱلنَّاسُ إنَّا خَلَقنَٰكُم مِّن ذَكّرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعلنَٰكُم شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكرَمَكُم عِندَ ٱللَّهِ أَتقَٰكُم إنَّ ٱللَّهَ عَلِيم خَبير" 13 ٱلحجرات. ٱلتقوى هى ٱلتى تقدم ٱلفرد ذكرًا أو أنثى. وقد بيّن لنا ٱللَّه أنَّ منهاج ٱلنفس (للذكر وٱلأنثى) مفتوح على ٱكتساب ٱلمعلومات فى وجهتين: "ونَفسٍ ومَا سَوَّـٰها (7) فَأَلهَمَهَا فُجُورَها وتَقوَـٰها (8) قَد أَفلَحَ مَن زَكَّـٰها (9) وقَد خَابَ مَن دَسَّـٰها (10)" ﭐلشّمس. وجهة للفجور وٱلأخرى للتقوى. وبوجهة ٱلفجور جرت جميع ٱلأفعال ٱلتى ظلمت فى مجتمعات ٱلإنسان ٱلمتكوِّن من أصل بشرٍ وحشٍ. وبه ما زالت تجرى ويطالب بها بٱسم شريعة إسلامية أو بٱسم وطن وقوم. أمَّا وجهة ٱلتقوى فهى ٱلأكثر حاجة للجهد فى ٱلعلم وٱلمعرفة. وعدد ٱلذين يتبعونها هم ٱلأقلّ فى كلِّ وقت. لقد بدأ ٱلبشر عيشهم فى تجمعات كومونيالية (مشاعة بدآئية). وكان للأنثى فى هذه ٱلتجمعات ٱلبدآئية سلطة على ٱلذكر بفعل منهاج فطرة خلقهما. وهو منهاج مغلق محدّد فيه سلوك ٱللَّون ٱلحىّ وأفعاله من دون إرادة له فى لون أفعاله. كما هو منهاج أفعال وسلوك تجمعات ٱلفطور وٱلنّحل وٱلنّمل. ومن بعد نفخ ٱلرُّوح فى نفس ٱلبشر فُتح منهاج فطرة خلقه ليكون للفرد منه ٱلدور ٱلرئيس فى تطوره ومواقفه من دون نظر إلى لونه أنثى كان أم ذكر. وبه بدأ طور ٱكتساب ٱلفرد للمعلومات وٱلخبرة فيها. ومع ٱكتسابه لها نشأت مسئوليته كفرد عن أعماله وأقواله وأفعاله. وقد خرج مهاجرًا من تجمّع ٱلمشاعة ٱلبدآئية جميع ٱلأفراد ٱلذين ٱكتسبوا علمًا ومعرفة وخبروا بما ٱكتسبوه. وبخبرتهم ٱلمكتسبة ٱجتمعوا كأفراد أحرار مهاجرين من تجمعات مشاعية مختلفة وأسسوا أول مجتمعات ٱلقرى وأول سلطة فيها تكوّنت من أفراد جرى ٱنتخابهم ذكورا كانوا أم إناثا. وبها بدأت سلطة مجتمعات ٱلإنسان ٱلتى ٱشتهرت بٱسم يونانى مركب (ديموس قراطيا). وهى أول طور للديمقراطية من بعد ٱلهجرة من ٱلمشاعة ٱلبدآئية ٱلفطرية. وبمرور ٱلوقت على مجتمع ٱلقرية وكثرة عدد ٱلجاهلين فيه طغى منهاج وجهة ٱلفجور بسبب كثرة ٱلأفراد ٱلذين لا يعلمون. وبه جرى ٱلفرق بين حق فرد وأخر فى سلوك سبيل ٱللَّه. وقد كانت ٱلأنثى هى ٱلأكثر تضررا بهذه ٱلوجهة. فقد ظهرت مفاهيم أكثرية جاهلة تزعم دينا وتعطى للذكر حقًّا وتمنعه عن ٱلأنثى. وبهذه ٱلمفاهيم بدأ عيش ٱلناس يخضع لسلطة أكثرية أبوبة ٱستبدادية (بطريركية) تكره ٱلناس على ٱتباعها. وكان فعلها فى عيش ٱلناس يدفعهم إلى مشاعة من لون جديد يصيطر فيها ٱلذكر ويغلق على ٱلناس سبيل ٱللَّه فى ٱلمنهاج ٱلمفتوح ٱلذى أتىۤ إليهم من ٱللَّه بنفخ ٱلرُّوح وبرسلٍ مِّن بعده أحضروا معهم مناهج وأجروا خبرة فيهاۤ أمام ٱلناس. وٱلمجتمع ٱلبطريركى هو لون من ٱلمشاعة ٱلبدآئية ٱلتى يسيد فيها ٱلذكر خلافا مع سنّة ٱلفطرة ٱلتى تُظهر سلطة ٱلأنثى فى جميع مشاعات ٱلدَّوآبِّ ٱلأخرى كٱلفطور وٱلنّحل وغيرها لأنّها ٱلأمُّ. وما يسمّى بٱلعصور ٱلبطريركية هى عصور عوق وإكراه فى حياة ٱلناس منعت أكثرهم من ٱلسير على سبيل ٱللَّه ومنعت ٱلعمل بمنهاج ٱلتقوى ٱلذى به يتزكّى ٱلإنسان ذكرًا كان أم أنثى. فقد حمل ٱلإنسان ٱسم ٱمرء للذكر وٱسم ٱمرأة للأنثى. وٱلأسمان من أصل ٱلفعل مرو ومنه ٱسم ٱلمروءة. وهى ٱلقدرة على ٱلفعل وٱلحركة وٱلنَّظر لدى ٱلإنسان ٱلفرد. ذكرًا كان أم أنثى. وأنَّ ٱلفرق بينهما هو فى ٱلقدرة على ٱلصلاح ٱلذى يأتى به ٱلعلم وٱتباع منهاج ٱلتقوى. بعيدًا عن سلطة ٱلأبآء ٱلبطريركية. وعليه فإنَّ حقَّ ٱلمرأة وكذلك حقَّ ٱلمرء فى ٱتباع سلطة ٱلمجتمع منهاج ٱلتقوى وفتحها سبيل ٱللَّه للسير عليه. ليكون كلُّ فرد مسئولا عن أعماله وأقواله ومواقفه من دون نظر إلى لونه ذكر هو أو أنثى فكلّ نفس بما كسبت رهينة. لقد طلب ٱللَّه من ٱلناس إقامة ٱلدين وٱلامتناع عن ٱلتفرّق فيه. وإقامة ٱلدين لا تحدث إلا فى مجتمع يسيد فيه سلطان "لآ إكراه فى ٱلدين". وقد بيّنت ذلك فى مقالات سابقة ولا حاجة للتكرار. فحق ٱلمرء وٱلمرأة هو فى ٱلتساوى فى فرص ٱلسير على سبيل ٱللَّه من دون عوق لأىٍّ مِّنهما ولا منعٍ. وكل شرع لا يستند إلىۤ إعلان ٱللَّه "لآ إكراه فى ٱلدين" ليس من شرع ٱللَّه. سوآء عليه ءَكان يحمل ٱسم ٱلشريعة ٱلإسلامية أم ٱسم غيرها من ٱلشرآئع. فحق ٱلمرء وحقّ ٱلمرأة يحدّدهما جهد كلٍّ مِّنهما فى مجتمع إنسانىٍّ لآ إكراه فيه على فرد من أفراده.
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فتوى على الهوآء
-
الاستنساخ
-
ما هو سبيل اللّه ؟
-
الإرهاب الإسلامى كما يبينه كتاب اللَّه
-
الدين خرافة أم علم ؟
-
الديمقراطية دين المؤمنين
-
من أجل عراق على سبيل المدينة المنورة
-
شرع ٱللَّه ومسئولية الإنسان
-
مسودة ٱلدستور ٱلعراقى
-
التطرف
-
كيف نعلم أنَّ اللَّه يعلم ؟
-
الانقلاب
-
إلى شيوخ شيوخ الأزهر وشيوخ الوهابية وشيوخ قم وجميع شيوخ السل
...
-
هل يقبل المسلمون بدستور دولة المدينة المنورة
-
دستور دولة المدينة المنورة
المزيد.....
-
كيف تباين موقف ترامب وهاريس من الإجهاض والرعاية الصحية؟
-
النساء في ريف مصر.. عمل بدون أجر مقابل “اللقمة”
-
ماذا لو شدّ شخص ما غطاء رأسك؟ هكذا تدرب امرأة في دبي النساء
...
-
حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى
...
-
-ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور)
...
-
ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر
...
-
حياتك هتتغير للأفضل.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة ف
...
-
عبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل.. طريقة التسجيل في منحة الم
...
-
بعد مزاعم عن وقوع جريمة اغتصاب.. طلاب يتظاهرون في باكستان و
...
-
لماذا تلجأ المصريات للخلع؟
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|