أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - دائرة الوهم..














المزيد.....

دائرة الوهم..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 13:32
المحور: الادب والفن
    




أتحدث إليكِ، كأنكِ لستِ أنتِ. وأشاكس ذاتي كأنني أنا. أليس بالإمكان أن نكون معا حتى لو خاصرة وسكين؟!، فهذه الدائرة لم تعد واسعة.
........

ــ إنس ما قلته لكَ الآن. قالت.
ــ "....."
ما كانت هي كما تعودها، وما لم يك بالحسبان أن يراها أقرب لفجيعة ستتحول في الغد الأقرب إلى صمت كريه. تساءل داخل اطواره الستة عن أقرب مكان يصحو فيه ولا يجدها. وكان هو بهذا الخمول مثل غرفة نوم تركت على حالها بعد ليلة صخب بليلة. لم يتذكر، عندما أشاح بوجهه عنها، أن عينيها اللتين أغرورقتا بالدموع لحظة أحست بأن كل شي يدور بها، وأن يديها مثل فراغ يتجول في دائرة وهمية، أنه سيمتحن أيضا بهذا الفراغ على نحو آخر. وعندما تمكن من التحرك ألتقت عينيه بعينيها. كانتا شديتي الحماقة والرتابة، تتحرى في إنخفاض قيامة اشياءها عن مزقة في شباك اصطياها لتنزلق إلى معايشة آخرى حتى ولو بحجم مبغى لتعرض فيه ضباع جوعها.. ثقلها الأوحد.
تردد لحظة غادر البيت.. أحدى رسائلها تذكره بغباء اليمامات لحظة يجفلن على مرور حافلة مسرعة قربهن، فالرعب من الخوف يصيبهن بالذعر فيتشتتن كالنثارعلى مسار الموت، يسقطن نافقات بصدمة زجاجة مقدمتها ، او على احد جدرانها. الجدران بلا أبواب كثيرة.
تقول: " لا تتوزع كالنثار" !. وعلى نحو غير متوقع وجد حيرته تقدم رجلا على أخرى، غير أن مشاعره ما كانت تتعدى حدود تلك الدائرة.
النثار.. النثار، وكان النثار يتشتت كاليمامات الغبية.
أنت كتلميذ نجيب يرحل في سورة أستاذ الحكمة، ولا ينسى الرقص في الأماكن الموحلة أيضا.
إتجاهاتك ريح واحدة، وكم تزداد وسامة في عشقك. تعلمت أن توزعت بك الاخطاء، فلأنك الكل. وأنت الموسيقى التي تريدها ولا ترضيك، لذا الحزن طريقك يعود بك دائما إلى رحم أمك، هناك حيث مستقرك.
في الأركان العديدة، كان بعض النهار يتناثر كالشظايا، يتوزع على واجهات وأمكنة غير منظورة حتما، وكان على الشظايا أن تصيب سكون الأشياء بالفزع ثم تستوطن في خواطر لاتهمل عيونها. وكان يترصد تلك الثقوب اللعينة بذات الخمول الذي كان عليه ليلة الأمس. وكانت مدوناته تتحول، بخمول أيضا إلى أصابع مشاكسة تعبث بخيوط رفيعة مصنوع من حس الترياق وطراوة بيوت المبايض. تقول النبوءة أن البهاق بعض جزء من ضوء لعين غير منظور، إن تنفسته المسامات من غير شهيق، سيفسد أحلامها.
في اللحظة التي كانت ترغم نفسها على تمثيل مراهقة الأسباب والدوافع، كانت تثيره مسؤولية أن يكون هو.. ليس أكثر منه. وعلى نحو ما، كان يتشتت في البحث عنه ليتجمع من جديد. ما الذي يجمع بينه وبين مسافة غير حقيقية مثل نقطة زئيق غير مستقرة، كي يرتد إلى أحدى عناصره الأولى؟.
وكان أشبه بخميرة في عجين، تتحول باضطراد لشيء آخر. وكان يخاف أن يخسر أوانه وديمومته.. يخشى تحوله لشيء غير مقنع. المجانين وحدهم مثل الدراويش ينزلون منازلا ضيقة كالخانات، يحتشدون فيها برضا يفوق الوصف من غير خشية أن يتعفنوا ببكتريا الأعتياد.
العيش مع العبء يتجمهر الساعة ، والإذعان للتشتت لم يك يعطي ذات النكهة التي تبحث فيه نفسه عن خلاصها، حتى مع هدوئه الذي يشبه تيبس الخشبى العتيق.
ـــ كيف لكِ أن تشربيني، أيتها ال "....."، المبتلة بيّ؟!
الرغبة مثل الشيحوخة لحظة تتحول إلى خدر.
أمه أكدت عليه مرارا، أن لا ينس عينيه وأنفه ساعة يكون مع آخرين على طاولة واحدة:
ـــ " لا تكن دقيقا مستوٍ، بل حبة حنطة صلبة في كينونتها، فارهة بحجمها. ولا تتدلى. ولا تنسى أن تتنشق المكان كي لا يفوتك معرفة ما تريد معرفته".
أصابعه تتحرك على أطرافها على سطح فخذيه، تتحدث بصمت الاتجاهات، يرافقها عبر رسائل أرجوانية تسيل على عموده الفقري كتخطي نمال تتسرب لمكان غير معلوم.
ـــ " لن أنسى وجهك بتقاطيعه السافلة، لحظة قلتي: وأستطيع أن أكلك أيضا "!.
وكان يجري في الأمكنة الضيقة مثل سهم جريء.. رجلا خارق العادة، لكن يعوزه أن يتهور على مجهولياته الصاخبة، ليمزقها مثل وسادة بليت من كثرة الوساخات. وكان عليه أن يبقى متماسكا:
ـــ " كي لا أقتل عينيك المجدرتين بالحبات الوقحة، سأبقى أنا كما أنا" . هكذا فكر لحظة كاد أن يفعلها لولا علّة في عناصره الخمسة تجمعت في لحظة حدوثها، إلى خميرة الأدرينالين السحيقة، لتغدو سادسه العديد هو، وأن عليه أن لا يفقد آخر عقلانية مناسكه. وكان جذلا في يباب نفس عتيقة خشية أن يمحق حشمتها.
وكان يتوسع مثل دائرة ماء لا تنتهي.
ـــ " شكرا لربكِ نفسي".. تبسم في خانة ضيقه، وكان يريد القصاص منها على طريقة المجانين بعد جلسة كيّ مخجلة.
قبل طلوع الفجر، تجرأت السكين على الخاصرة. أمتلأت اوداج مهيضها بدماء النار. فكرت أن تطيعه ليشربها.. ليأكلها. زحفت على مخدعه مثل دودة قز تتوحم لرغائب غرائز طافت لبلعومها حتى كادت تقطع أنفاسها. الحرير كان يفور بين فخذيها، تلقته، حين مضغت حركة فوضويته برحيق فمها، لم ينس تيبسه، لكنهما تشكلا في دائرة الوهم، ليندسا تحت مبضع المهيض.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الوشائج..
- للعشقِ ألوانه والأسئلة..
- في كون الباطن..
- وجود في افتراض..
- ومض يراعات الريح..
- أماكن الرائحة..
- مسامير الغربة..
- في بيت الرأس..
- كوني قبيلة شفتيكِ..
- يا ساري الليل..
- كأنكِ وردات شتاء لم يولد...
- المرجل..
- وردة الحيض أشهى..
- أمدُ يدي ، أتحسسكَ..
- هطولكِ غزالة للتشهي..
- في زاوية من زوايا طفل ، كان..
- لوكيميا البدانة..
- أيزابل..
- لتويج القلب غناء النهدين..
- لماذا أنتِ؟!


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - دائرة الوهم..