إنها ليست دولة -السيسى- .. ولكنها دولة -الشعب- !!!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** فى تصريح عجيب صدر من مؤسسة الرئاسة .. صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئاسة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد، بوقف برنامج «آخر النهار» للإعلامى محمود سعد، ووصف ما تردد عن تدخل «الرئاسة» لإيقاف البرنامج، بأنه شائعات هدفها إثارة البلبلة فى مصر، وأوضح أن موقف الرئاسة من الإعلام محايد، وأن الإعلام له الحرية الكاملة فى تصرفاته ما دامت ناضجة وواعية بما لا يضر بمصلحة البلد. وشهدت الأيام الماضية تعرض عدد من إعلاميى برامج «التوك شو» لوقائع قطع البث، والغياب عن الشاشة لأسباب بعضها سياسية، والأخرى فنية أو تقنية ..

** وهنا دعونا نتوقف عند هذا التصريح .. هل مهاجمة "محمود سعد" هى للرئيس أم للدولة المصرية والشعب المصرى الذى يدفع الثمن من أرواح أبنائه .. فمن حق الشعب أن يمنع أى إعلامى يحرض على هذا الوطن من الظهور على أى قناة فضائية .. بل ويقدمه للمحاكمة ..

** من حق الشعب الذى يدفع الثمن من أرواح أبنائه أن يقف ضد مؤمرات الإعلام والقنوات الفضائية المأجورة .. من حق الشعب أن يقول لمحمود سعد أو غيره من الممولين من الخارج أو الداعمين لجماعة الإخوان ، كفاكم تضليل وكذب بإسم الشعب .. فقد سئمنا ولم نجد أى إعلامى يحاكم .. لقد سئمنا من المؤامرات التى تدار على الملأ والضحك على الشعب ، وعدم الإلتزام بميثاق العمل المهنى والشرف الإعلامى والصحفى .. فما نراه على الفضائيات وبرامج التوك شو والقنوات المصرية هى قمة المهزلة والمسخرة ، وعدم المهنية فى سرد الأحداث ، ومحاولة لتضليل الرأى العام وإسقاط الدولة المصرية ..

** على الجانب الأخر .. وصلت المهازل أن يجتمع كل رؤساء الصحف فى مقر حزب الوفد ، أول أمس لوضع برنامج لرفض الإرهاب ، والعمل تحت ميثاق شرفى لحماية أمن وسلامة الوطن .... ولم يجتمعوا بنقابة الصحفيين .. لأن من يدير النقابة هو الإخوانى محمد عبد القدوس وشركاءه من جماعة الإخوان الإرهابيين .. فقد حول البعض مصر إلى عزبة ..

** وهنا نقول لسيادة السفير علاء يوسف المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية أن مصر ليست ملك للسيسى بل هى ملك لشعب مصر .. مصر ليست ملك لرئيس الوزراء إبراهيم محلب بل هى ملك الشعب ..

** كفاكم طبطبة على الفاسدين .. لأن هذا الفساد فى الإعلام منذ وكسة 25 يناير ، والشعب صامت صمت القبور .. والفساد يزداد .. وقد عادت مصر كعزبة لمن يصرح ومن يمنع ومن يمنح .

** هل تعلمون ما كان يكتبه مجدى الجلاد عندما كان رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم .. فقد دعا الجلاد أسطول الحرية 2 للإبحار إلى غزة من أحد الموانئ المصرية فى محاولة لجرجرة الجيش المصرى للإحتكاك بالسلطة الإسرائيلية التى كانت تمنع وصول هذه البواخر إلى غزة .. والذي أعتبره الجلاد رسالة أمل جديدة بأن الثورة لا تسعى لتغيير الواقع الداخلي بل تسعى أن تكون سياستنا الخارجية .. تلقفت المبادرة "حماس وفتح" واعتبروها خطوة إيجابية لكسر الحصار على القطاع ، وهو ما أسعد القيادى فى حماس "محمود الزهار" وأعتبر أن هذه الدعوة هي ما تحتاجه القضية الفلسطينية ، بما يتواكب مع فتح معبر رفح ..

** ومع ما يحدث اليوم من قتل لجنودنا على حدود العريش وداخل سيناء ، والمتهم الأول فى هذه المذبحة هى منظمة حماس الإرهابية .. وتم إغلاق المعبر .. ألا يحق لنا العودة إلى تلك المقالات التى كان يكتبها الجلاد لتخريب وتدمير سيناء .. ألم تكن كتابات الجلاد هى دعوة لحماس للدخول إلى سيناء ودعوة لهدم المعابر حتى يتم إغراق الوطن بالأسلحة وإسقاطه ، وهو ما يحدث الأن ..

** هذا ناهيك عما يفعله محمود سعد طوال حلقات برنامجه من سخرية من الدولة المصرية ، وسخرية من الجيش المصرى ، والإدلاء ببعض حركات وجهه بصورة إستفزازية .. فهو يستفز أكثر من 90 مليون مواطن ..

** عندما قتل أبناءنا منذ يومين .. يبدو أن صاحب قناة النهار شعر بفداحة المسئولية ، فقرر وقف برنامج محمود سعد لإمتصاص غضب النخبة الكبيرة من الشعب المصرى .. ولم يمضى أكثر من 24 ساعة على قرار وقف البرنامج إلا وفوجئنا بالأمس بتصريح أخر من رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات النهار ، وقال أننا لم نستبعد أحد، قائلًا: "إن شاء الله محمود سعد هيكون على الهواء يوم الأربعاء"، مؤكدًا أنه في بعض الأوقات تحدث خلافات في أي مؤسسة، لا بد وأن نصل فيها إلى حل نهائي "" .. ولكن ما أساءنا أن يخرج تصريح من السيد رئيس الوزراء بأنه لا يتدخل فى منع أو إستمرارية أى إعلامى فى إحدى القنوات الفضائية ، ثم نفاجئ بتصريح أخر من السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية بأن الرئاسة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بوقف برنامج محمود سعد .. وكأن الدولة أصبحت ملكا للسيد رئيس الوزراء أو ملكا للسيد رئيس الجمهورية ..

** إن الدولة المصرية ليست ملك لهذا أو ذاك .. بل هى ملك للشعب المصرى ، ومن حق الشعب المصرى أن يحاكم من يسئ له بل ويحاكم صاحب القناة ، ومن حق الشعب المصرى أن يحاكم المتآمرون والخونة على هذا الوطن ، ومن حق الشعب المصرى أن يحيل جميع قضايا الإرهاب إلى محاكم عسكرية ، وليس من سلطة أحد أيا كان منصبه منع رغبة 90 مليون مصرى من إحالة التنظيم الإرهابى الإخوانى إلى المحاكم العسكرية جراء ما إرتكبوه فى حق هذا الشعب وحق جيشنا العظيم .. ومن حق الشعب المصرى أن يلزم رئيس الدولة بفرض قانون الطوارئ فى جميع محافظات مصر .. نظرا لما يتعرض له الشعب المصرى من تفجيرات وإنفجارات وقنابل ..

** ليس من حق رئيس الدولة أن يرفض رغبة 90 مليون مصرى يطالبون بالقصاص العادل لدماء أبناءهم التى سقطت فى جميع أنحاء سيناء ، وعلى أبواب قصر الإتحادية ، وفى ميدان التحرير ، وفى جميع شوارع مصر ومحافظاتها .. لم يكن الفاعل لكل هذه الجرائم إلا جماعة الإخوان الإرهابيين ، يساندهم قوادين من الإعلام وليسوا إعلاميين حقيقيين .. بل أن المهازل التى نراها تدعونا نستاء ثم نتساءل كيف يتم إحالة بلاغات من خونة ومتأمرين ضد إعلاميين شرفاء يكشفون المخططات الإرهابية ، لتدمير مصر .. ونفاجئ بأن من يحال للمحاكمة هم من يدافعون عن مصر ومن يحمون الوطن ...

** دعونا نتساءل .. من هو هذا الصفراوى المدعو محمود سعد الذى يجعل رئيس وزراء مصر ، ورئيس جمهورية مصر يعتذرون له يبررون بأنهم ليس لهم دخل بوقف برنامجه .. ألم يكن هذا الإعلامى يحارب الجيش ويحرض على الدولة .. هل وصل إهتزاز دولة بأكملها مثل مصر أن تبرر وقف برنامج لأحد المأجورين الخونة العملاء لأمريكا .. بأنهم ليس لهم دخل ..

** هل وصلت الدولة لهذا المنحدر أن تعتذر لهذا الشخص الذى كان يجب أن يحاكم مثله مثل الجلاد ومثل أى مخرب يحاول أن يزعزع إستقرار هذا الوطن ؟ ..

** كيف يستقيم الوطن إذا ظللنا نسير على هذا الدرب .. هل سنعود لنطالب بإسقاط النظام ؟ .. وهل سنظل فى ثورات دائمة ؟ .. وفى دوامات لا تنتهى ؟ ..

** السيد الرئيس .. لقد تعودنا منكم الحسم ولكن ما نراه الأن هو تراخى وطبطبة على كل من يهاجم هذه الدولة ؟ ... فهل تنتبهوا قبل فوات الأوان !!!

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات