خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 08:37
المحور:
الادب والفن
أبطالنا تفأرنوا ...
خلدون جاويد
ياوطنا ًعن ذاتِهِ قد غدا
مُهَجّراً مُشرّداً مُبْعَدا
لا وردة في غصنِها فتـّحَتْ
لا بلبل غنـّى ولا غرّدا
تصَحّرتْ أحلامُنا اُجْهـِضَتْ
آمالنـُا فالوطنُ استشهدا
السيفُ قد حزّ واعناقنا
طاحت وغـُيّبْنا ببحر الردى
الوطن الزاهي بالوانِهِ
ناح سوى أسْوَدِهِ ما ارتدى
دماؤنا للسيف أضحتْ لِمَنْ
هبّ ومَن دبّ بأنْ يغمدا
دَمُ العراقيين طالَ السما
نواحُهُمْ والدمعُ فاق المدى
وانهَدَرَ المنفى فلا عودة ٌ
كيما نزور الوطنَ الأجردا
عنـّا بحثنا لمْ نجدْ صنوَنا
لتنظر القاموسَ والمُنجـِدا
لا أحَدٌ يرحمُ امواتـَنا
لن يسعفَ الاحياءَ لن ينجدا
نحن الرمادُ ، الريحُ تمضي بنا
إلى الهبا ، لقد خـُلِقـْنا سدى
حرائق الأوغاد حاقت بنا
واختص عزرائيل واستفردا
سلـّمْ علينا !إنقرضنا ولنْ
نـُنسخَ أو نـُخلقَ أو نـُوجَدا
يازمنا أسقط ُ مِن ساقِطٍ
مذ قتلوا "كريمنا" الأوحدا
وحلـّت الشذاذ مِن بعدِهِ
وموطني "استـُبْعـِثَ" واستُعبـِدا
وبثّ فينا سُمّه الأعجمي
وقد غدا كلكامشٌ مُقعدا
وانتكستْ سومرُ لانخلـُها
يزهو ولا الطيرُ بلحن ٍ شدا
الفُ هنيئاً لعراق ٍ قضى
نحْباً ، وبالأسقام قد عيّدا
يازارعَ الورودِ في "بابل ٍ"
غير الدِما والشوكِ لن تحصدا
قد صحّروا أرضَكَ واستعبدوا
نسلـَكَ بل شجّكَ سيْفُ العدا
يا أيّها العبدُ الذي قـُـيّـدا
إحلمْ بأنْ تصحو غدا سيّدا
حسبي بأن تورق آمالنا
وصوتنا يسمو ويعلوالصدى
لولا خرابٌ هدّ بنيانـَنا
وأمسَنا ويومَنا والغدا
سُرّاقـُـنا عاثوا بنا ، جارُنا
عهّرنا، قحّبَنا ، قوّدا
أبطالنا يا للأسى جُلّهُمْ
تفأرنوا، وفأرنا استأسدا
*******
26/10/2014
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟