يوسف شوقى مجدى
الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 00:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بعد ما اصبح للعلم مكانة عظيمة لا احد يقدر ان يتجاهلها .. حدث صراع منتظر بين القائد القديم الذى كان يسود و هو الدين قبل ان يأتى الدخيل و هو العلم !.. و كان ذلك الصراع حتمى و متوقع و كان ذلك لسببين .. اولا : كان الدين يتمتع بقيمة كبيرة فى نفوس الناس حتى جاء العلم و الذى لم يكتفى فقط بتوضيح الظواهر التى حولنا توضيحا صحيحا بعيدا عن الخرافات القديمة ، فتمتع ايضا بقيمة عظيمة فى عقول البشر فاصبح العلم منهجا عقليا يفسر كل شىء .. فنشأت الفلسفة العلمية "لهيكل" الذى سوف نتحدث عنه فى مقالٍ اخر . ثانيا : التضاد الملحوظ بين الدين و العلم فالاول يميل الى الغيبية و الثانى يريد دليل على اى شىء !! ... و العلم قد اثبت خطأ جميع التفسيرات الخرافية التى قدمها الدين على مر العصور .. و لهذه الاسباب خرج لنا فلاسفة عظماء.. هؤلاء الفلاسفة و الاهوتيين حاولوا تنظيم العلاقة بين الدين و العلم و من هؤلاء.. هربرت سبنسر ،و اوجست كومت ،هيكل ، و ريتشل و يوجد منهم من يميل للنزعة الطبيعية او العقلية و من يميل للنزعة الروحية و الشخصية التى سنتناولها هى "البرخت ريتشل " و مذهبه "الريتشلية" و يميل ذلك الشخصية للمدرسة الروحية .. ولد الاهوتى "البرخت ريتشل" فى برلين سنة 1822 لأب كان قس فى كنيسة "القديسة مارى" ببرلين .. فكرة مذهب ريتشل هى الوصول الى العقيدة الايمانية الخالصة و هذا سيحدث لو تم تنقية العقيدة من كل الشوائب التى علقت بها على مر الزمان ..و أول هذه الشوائب .. الفلسفة ،و الميتافيزيقيا ،و الاهوت الطبيعى و كان رأيه موافقا لرأى "لوثر" و لكن بعد ان طرد لوثر الفكر المدرسى ، عاد ثانية هذا الفكر و فى رأى "ريتشل" الفكر و الفلسفة و النظريات تفسد الدين لان الدين هى علاقة فوق طبيعية و ماورائية لا يستطيع اى علم ان يصل اليها فالدين عبارة عن امور روحية بحتة ..و طبعا لا يضر اذا قدمنا نقدا بسيطا فى هذه النقطة .. فريتشل جعل من الدين شىء غيبى و خرافى لا نصل اليه بعقولنا بل نصل اليه بالعاطفة و هذا كلام -فى رأى- لا يساوى شىء فى المنطق ..
ثانى هذه الشوائب ..هى السلطة الانسانية الدينية و كان يقصد بها ريتشل السلطة الكاثوليكية فالانسان المسيحى لا يوجد عليه سلطة غير سلطة المسيح يسوع ..
(1) ..
فلذلك نرى ان فصل ريتشل و ساباتييه للدين عن العلم كان فصلا راديكاليا !!
(1)من كتاب العلم و الدين فى الفلسفة المعاصرة لاميل بوترو
#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟