أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وديان عثمان - في الفعل التقدمي














المزيد.....

في الفعل التقدمي


وديان عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 22:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد خصصت هذه القراءة البحثية، لتعريف الفعل التقدمي، بعد ما لم أجد، أي تعريف جدّي للموضوع، و بالأخص للتمييز، بين ما يسمي نفسه تقدميا، و ما هو تقدمي بالفعل.
إذا و بعد البحث في المعاجم، و الحصول على كمّ هائل، من المعلومات غير المفيدة، وصلنا لتعريف يستحق السرد، تعرف مجموعة قاموسك الأميركية على الإنترنت، الفعل التقدمي بأنه: فعل تقوم به قوى سياسية، لإصلاح كافة المجالات،الحكومية، النظرية،الطبية، التأمينية و الإقتصادية.
و تضع المجموعة نفسها، مجموعة من الأهداف، لكي تكون القوى، بالفعل تقدمية.
أولاً: القضاء على الفساد الحكومي، و تأثيراته القوية.
ثانياً: تفعيل العمل السياسي، من خلال زيادة المشاركين، من عامة الناس.
ثالثاً: تحقيق إلزام الدولة، بتأمين إقتصاد عادل، و إيجادها حلول للمشاكل الإجتماعية.
رابعاً: التخلص من السلطة السياسية لرجال الأعمال، و إدخال النساء في العملية السياسية، و تغيير النظام الإنتخابي.
وتعرف المجموعة الرئيس الأميركي، أندرو ويلسون، بأنه رئيس تقدمي.
لكن فلنتوسع ضمن المبادئ، القضاء على الفساد الحكومي.غالبا ما يطرح هذا البند بشكل عمومي، و كأنه لا يحتاج، لآلية عملية، تكون بحجم تعقيدات الواقع، لتغييره بشكل فعّال، يعتبر "التقدمييون" الأمريكيون، بأن القضاء على الفساد الحكومي، يكون بإنتخاب الأشخاص "الأصح" للمهمة، و إذا ما أدخلنا البنود الأخرى، سنخرج بصورة، أنه من الضروري أيضاً، زيادة عدد المشاركين في العملية السياسية، للحد الأقصى الممكن، و تفعيل دور النساء أيضاً، و منع إقصائهن، للوصول بفعالية مع العدد الكبير اللاحق بالعملية السياسية، للتخلص من سلطة رجال الأعمال، و تحقيق إلزام بالدولة، بتأمين إقتصاد عادل، و إيجاد حلول للمشاكل الإجتماعية.
لو كان هذا التسلسل صحيحاً، لكان نجح و لو لمرة، و بخاصة كون الموقع يعتبر الرئيس، أندرو ويلسون، رئيساً تقدمياً، لكن كل ما ذكر، يبقى أضغاث أحلام، لكون العقدة الأساسية، هي مسألة ما لم يتم الإجابة عليه، هي كيف يمكن لأحد، أن يجري تغييراً تقدمياً، ما لم يكن يحمل وعياً و فكراً تقدمياً؟
ما أصبح واضحاً للناس اليوم، أن الفكر التقدمي، يحمله أصحاب الإختصاص، هم الذي يملكون ملكة الإبداع و أدواته، في حين يسيطر على الإمكانية الفعلية، رجال الأعمال بشركاتهم، و غاياتهم الربحية، و التي يمكن أن تحوي ما هو في قمة الرجعية، و في أبسط الأمثال، كأن تقوم شركات الأدوية بتطوير، فيروسات و إطلاقها، للتسويق لأدوية باهظة الثمن، و كأن تقوم بتأخير إستثمار تقدم تكنولوجي معين، بغية إستثماره في المجالات العسكرية حصراً، كونه المجال التي تصرف فيه أعظم الإمكانيات، و أكبر الموازانات، و يحقق أهم عائدات ربحية، فنكتشف أن الإنترنت ظهر للوجود عام 1960 لكنه لم يظهر لعامة الناس حتى عام 1990.
إذاً من هو الأكفأ، بمواجهة سلطة رجال الأعمال، و أصحاب الشركات المتعددة الجنسيات؟
للإجابة عن هذا السؤال علينا إيجاد، من يحمل الفكر و الوعي التقدمي، و من يملك القدرة الفعلية، للتغيير في الواقع، و بالتالي إتمام الفعل التقدمي.
في واقع سيطرة الشركات، و سلطة رجال الأعمال على العملية السياسية، و على جوانب الحياة كافة، و في ظل التحول من الإقتصاد المنتج، إلى الإقتصاد الريعي، في ظل نفاذ الحلول، امام الإقتصاد المنتج بشكل أعمى، للتعامل مع فائض الإنتاج، قد يقول البعض إن المهمشين هم الأولى بالمهمة، لكن كيف قد يستطيع هؤلاء التغيير؟و هم بلا تأثير على العملية الربحية، الجانب الأهم في العملية الإقتصادية، لكن هل يمكن للطبقة العاملة أن تغيّر؟و بخاصة أن الإقتصاد الريعي لا علاقة له بالإنتاج؟
غير صحيح، و أنه في أي مرحلة، توقف إعتماد الإقتصاد العالمي على السلعة، و على إنتاجها، لكن تهميش الربح العائد للإنتاج، تتطلب نقل مراكز الإنتاج إلى دول نامية، كالصين و فيتنام و الهند، حيث اليد العاملة الرخيصة و المتلهفة للعمل بأي ثمن، ليتركز الربح في البيع و إعادة البيع، و تكون الكلفة الأكبر ليس في الإنتاج، بل في التسويق، تعقيدات كبيرة و كثيرة، لا تغيّر شيئاً، في الواقع الذي كان دوماً حاضراً، إن القوى العاملة عموماً و المنتجة خصوصاً، هي المعنية بتنفيذ الفعل التقدمي، وحمله إلى حيز التغيير، لكونها القادرة على التأثير في الإنتاج، و بالتالي التأثير في العملية الربحية، لكن كيف و بأي آلية و تحت أي تأثير؟
لا يمكن التغيير بالإنتخاب طبعاً، لكون القوى المسيطرة، تضع المعايير الإنتخابية، لإعادة تجديد سيطرتها و هيمنتها،إذاً لا تغيير سوى بالحراك الثوري الواعي!
لا يمكن للقوى المنتجة، المولجة بعملية التغيير،أن تغيّر سوى بسيطرتها على السلطة، كامل السلطة، و نزعها من الطبقة المسيطرة من رجال أعمال، و شركات متعددة الجنسيات.
إن أي حراك ثوري ليصبح تقدمياً، يتطلب وعياً ثورياً تقدمياً، هذا الوعي يمكن إكتسابه، أثناء الحراك الثوري، إذ ستدركه القوى الثائرة مع الوقت، من التعامل مع الواقع بتعقيداته، أو يمكن أن ينخرط المثقفون الثوريون في هذا الحراك ليكونوا عقله الواعي،و وعيه التقدمي الثوري.



#وديان_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وديان عثمان - في الفعل التقدمي