أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ندى أسامة ملكاني - الحرية والحتمية في فكر كارل ماركس















المزيد.....

الحرية والحتمية في فكر كارل ماركس


ندى أسامة ملكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 14:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيرا ما بدأ مفكرو الفلسفة السياسية بتحليل الطبيعة البشرية كمقدمة ضرورية لنظريات نشأة الدولة والسلطة السياسية، من نظريات مبنية على مفهوم القوة أو العقد الاجتماعي أو حتى النظريات الإلهية. وكانت وما تزال قضية حرية الفرد من أكثر المعضلات التي تتناولها الفلسفة ولا سيما في إطار العلاقة ما بين الحرية والضرورة. فالإنسان بكينونته الداخلية يتمتع بالحرية وهو في حريته قادر على التفكير والخيار وإعمال عقله فيما يخص عالمه الداخلي والعالم المحيط به ما يميزه عن سائر المخلوقات. وفي آن معاً، هناك تطورات تحدث في العالم الخارجي بما يستقل عن إرادته. والعالم الخارجي هو، الشروط والعوامل والأحداث التاريخية المحيطة به وتطورات العالم الطبيعية ، بما يقابل العالم الداخلي للفرد من مجموعة الخيالات والانفعالات والأفكار والسلوكيات والخبرات المتراكمة التي تكون شخصية الفرد.
فمن الفلاسفة من أكد على أن الإنسان محكوم بشروط العالم الخارجي ومضمار فعله لا يتعدى كونه التأقلم والتكييف ومنهم من أكد على أن فعل الإنسان لهو الذي يحدد تطور العالم الخارجي من حوله وإن كان هناك جزء من التطور محكوم بالشروط التي تسير بما لا يخص إرادة الفرد.
وعند الحديث عن الحتمية الخارجية، يتقدم بعض المفكرين بنقد الفكر الماركسي لكارل ماركس، وأقول "لكارل ماركس" لأشير حصراً إلى كارل ماركس وليس إلى الماركسيات بتياراتها المختلقة سواء اللينيية أو المعاصرة، يتقدمون بنقدهم بناء على عبارة كارل ماركس في "نقد الاقتصاد السياسي": "ليس الوعي الذي يحدد شروط الحياة الاجتماعية، بل شروط الحياة الاجتماعية التي تحدد الوعي"، بما يعني أن نمط الإنتاج في الحياة المادية يحدد شروط العملية السياسية والفكرية. ما يحدث في البنية الاقتصادية التحتية يعطي للفكر وللسياسة في مجتمع ما وفي لحظة تاريخية ما صيغتها كبنية فوقية. ويقفون في نقدهم لماركس عند هذه النقطة ليقولوا إن ماركس "أب الحتمية" وبما أن الوسائل المادية تحدد شروط تفاعلتنا فهناك خط حتمي يقف عنده الوعي وفعل البشر.
ولكن كارل ماركس لديه مؤلف "نقد فيورباخ" "الإيديولوجية الألمانية". في نقد فيورباخ يبرأ كارل ماركس نفسه مما أسماه:
Passive Materialism
أي المادية السلبية التي تنظر للإنسان على أنه مفعول ونتاج بيئة خارحية مستقلة عن فعله وعن وعيه، وأن المادية التي يطرحها تنظر لفعل الإنسان من زاوية الإبداع. وفي الإيديولوجية الألمانية يؤكد وأنجلز على أن في نهاية التاريخ هي إدراك الإنسان لاستقلاله وإنهاء الاستغلال.
الكثير من مفاهيم ماركس عن الإنسان مستوحاة من هيغل ولاسيما في تحديد معنى الإدراك الذاتي بالنظر إلى العمل كنشاط إبداعي وليس كسلعة كما في النظام الرأسمالي، فالعمل هو تعبير عن قدرات الإنسان العقلية والمادية كما أنه غاية بحد ذاتها وليس وسيلة لذلك العمل يجب أن يقرن بالمتعة لأنه مجال للإبداع.
راجع Eric Formm, The Nature of Man, 1961)
فإذا كان التاريخ بمنظور كارل ماركس في "البيان الشيوعي" هو( صراع طبقات) بين من تمارس الاستغلال باحتكارها للأدوات المادية وبالتالي السلطة السياسية وتلك المستغلة التي لا تملك سوى جهدها العضلي، وأن هناك مساراً تاريخيا محددا من المشاعية البدائية إلى النظام الرأسمالي الحالي، فإن هناك لحظة تاريخية يتجسد فيها فعل الفرد لصناعة التاريخ، ولا يمكن أن تتبلور هذه اللحظة بدون الوعي، وعي الطبقة العاملة لأسباب وطبيعة استغلالها ولاغترابها عن ذاتها وعن المجتمع نتيجة لظروف الاستغلال، فهي مغتربة أولاً بسبب تحول العمل الإبداعي إلى آلة بل تحول العامل ذاته إلى ماكينة من ماكينات نمط الإنتاج الرأسمالي وبالتالي أصبح الإنسان عبداً لآلة تسهم في تحريك وتعظيم الإنتاج الرأسمالي وهي بالوقت عينه تعظم استغلالها. اللحظة التاريخية التي تستطيع هذه الطبقة أن تبحث عن فعلها في مسار التاريخ هي اللحظة الثورية، الفعل الثوري ومحركه الوعي. مفهوم الفرد عند ماركس ليس
بمنظور الليبرالية "
Individualism
أي الفردانية بل كفرد في مجتمع وبالتحديد في طبقة لها ظروفها ووعيها في إطار جملة العلاقات الاجتماعية
الإنسان بهذا المفهوم يطور وعيه عبر التاريخ وصولا إلى إتمام عملية الوعي الذاتي والتي هي فهم العالمين الداخلي والخارجي وليس ذلك وحسب بل العمل على التغيير
لذلك فإن مادية ماركس هي مادية تبحث عن العلاقات المادية في صيغة التفاعلات بين البشر والعمل أولا ثم بين البشر والعالم الاجتماعي ضمن صراع الطبقات وأخيرا العلاقات بين البشر كمظومة كلية بإطار تناقضاتها.
ماركس بدأ من الجزء إلى الكل، تناول في فلسفته الفرد وفعل التغيير في سياق التاريخ ثم وجد في الشيوعية العودة الواعية إلى الفرد كإنسان في مجتمع، فيها يطور نفسه ويزيل الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ويصبح إنسانا حقا، كحل للصراع بين الحتمية وحريته. وفهمه للحرية ليست بإطار مفاهيم الليبرالية بل في إطار فهمه لطبيعة الاستغلال، فالحرية والاستقلال هو حينما تكون سيد نفسك ليس فقط بالحريات السياسية بل بدءا في حقك بأن تستمتع بالعمل وتمارس إبداعك ليس لتعظيم أرباح النظام الرأسمالي، والتحرير هو تجمع إرادات الأفراد لإنجاز الفعل الثوري والتغيير ، في حين أن هيغل بدأ من فكره الضمير العالمي الذي تكون فيه الدولة والحريات السياسية أولا أعلى وأسمى تعبير عن هذا الضمير.
ليس من السهل فهم فكر كارل ماركس وليس من المنطق بناء النقد على اجتزاء مؤلفاته، بدون نظرة كلية لفكره يكون من الصعب التعبير عن نظرته للتاريخ. فإذا كانت نتيجة النظريات مبنية على مقدمات وفقا للمفهوم السقراطي والأفلاطوني، فالشيوعية هي نتيجة مقدمة ماركس في دراسة التاريخ وبرأيي الخاص هي حتمية ليس بالمعنى الدارج بأن ماركس ناقض نفسه حينما آمن بالتغيير ووقف عند الشيوعية كنظام حتمي ينهي التاريخ القسري، بل انطلق من مقدمات وطرح نظرية متسقة بنت عليها كل الماركسيات المعاصرة ..فكان إنجازة في التغيير بل إن الكثير من الماركسيات بدأت تولف بين واقعية وجود واستمرار الدولة ومفاهيم كارل ماركس.



#ندى_أسامة_ملكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في لغة السياسة
- ما بين الإقصاء والتطرف...استلاب المواطن العربي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ندى أسامة ملكاني - الحرية والحتمية في فكر كارل ماركس