أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - لا أحد يخدمنا من أجل الإنسانية














المزيد.....

لا أحد يخدمنا من أجل الإنسانية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 19:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معظم أصحاب رؤوس الأموال حين يبدؤون التفكير بإقامة أي مشروع اقتصادي يفكرون في جدواه الاقتصادية من حيث الربح والخسارة وفورا أول ما يخطر على بالهم موضوع الأرباح, فيحسبون أرباحهم في الساعة وفي الدقيقة وكم تبلغ في الأسبوع وفي الشهر وفي السنة, ومن المؤكد أن أصحاب المشاريع من المستحيل عليهم أن يبدؤوا في مشروعٍ ليست من ورائه أرباح, فهم يحلمون بالأرباح أولا وأخيرا ولذلك من النادر أن نجد رأسماليا ينشأ مشروعا خدماتيا من أجل المنفعة للناس من دون أن يحصل على أرباح, وهذه إحدى ميزات المجتمع الرأسمالي الحر, ومن ناحية أخرى أيضا المشاريع السياسية فلا يمكن للسياسيين أن يمنحوا الناس بعض الخدمات إلا إذا كانت تلك الخدمات تعود عليهم بالأرباح الطائلة, مثل كسب ثقة الناس وكسب أصواتهم وقت الترشيح للانتخابات, وكما يقول المثل العامي : (ما حدى بقلك كيف حال أبوك,إلا كيف حال أمك؟) ففي مجتمعنا المعاصر من النادر أن يقدم لك أي شخص خدمة إنسانية بدون مقابل من ورائها أو من دون أن تجلب له منفعة شخصية, حتى الذي يخدمك لله, فإنه يكون طمعان بالجنة وبالآخرة وبالثواب من الله , ولن يعطيك أحدٌ من ماله الخاص إلا طمعا بأن يزيده الله أكثر مما أعطاك,ولو توصل إلى قناعة تامة بأن الله غير موجود ولن يجزيه شيئا وليس هنالك ثواب ولا عقاب فإنه حتما لن يقدم لك أي خدمة ولا أي دينار من دنانيره, وبهذه الحالة لا أحد في المجتمع الرأسمالي الحر يخدمك من أجل الإنسانية فقط لا غير.

ولكن بعض الملاحدة الذين يقدمون العون للفقراء وللمحتاجين وهم غير مقتنعين بالثواب هم أفضل من أولئك المتدينين الذين يخدمونك من أجل أن يتقربوا إلى الله, ومن ناحية اقتصادية, تتوقف المشاريع الربحية عند تراجع قيمة أرباحها, وتبقى البضائع في المخازن والمستودعات لحين ارتفاع أسعارها, ويخبئ التجار الكبار المواد الغذائية في مستودعاتهم عند وجود إشاعة تتحدث عن ارتفاع أسعارها في السوق ويخرجونها للناس بعد أن ترتفع أسعارها, وإنه لأول مرة في التاريخ يجوع الإنسان بسبب فائض الإنتاج وليس بسبب نقص في الإنتاج, فأيام زمان كانت الناس تعاني من الجوع بسبب عدم توفر المواد الغذائية بصورة كافية للناس, وكانت الناس لهذا السبب تعاني من الفقر ومن الجوع, ولكن بعد تقدم الصناعة وتحسين أدوات الإنتاج صار من الممكن أن تشبع تلك المصانع غرائز الناس وبطونهم, ولكن خيبة الأمل حدثت بسبب تراجع قيمة الأرباح فعاد الناس إلى الجوع مر ة أخرى بسبب عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق, علما أنها موجودة في مخازن التجار أصحاب الأطماع الجشعة جدا ولهذا السبب تعاني الناس من الفقر ومن الجوع ومن نار ارتفاع الأسعار, فنحن اليوم نخرج إلى السوق بمعية أولادنا ونسائنا للتسوق ولكننا نعود وأيادينا فارغة وآذاننا ترط على الأرض أمامنا وبقلوب حزينة ومكسورة نظرا لارتفاع الأسعار, وبما أن الأسواق مليئة بالبضاعة وبالمواد الغذائية فإنه من اللازم والمنطقي أن نحصل منها على كل ما نريده, ولكن للأسف نجد التجار قد فرضوا على البضائع أسعارا كبيرة وبما أن قدرتنا على الشراء ضعيفة وبما أن التجار يحلمون بالأرباح فإننا وللأسف نعود إلى عصر الجوع مرة أخرى بسبب الجشع والطمع وسياسة الاحتكار, لقد كانت الناس في الماضي تعاني بسبب نقص في المردود والبضائع والمواد الغذائية, واليوم كل شيء بفضل الآلة موجود ومتوفر بصورة مكثفة ولكننا نحلم بهبوط الأسعار وهيهات أن تهبط الأسعار مرة أخرى, لذلك نبقى نعاني من الجوع والفقر.

إن بمقدور شركات البناء الضخمة أن تبني في العالم كله مسكنا لكل مواطن دون أن تأثر تلك الإسكانيات على ميزانية تلك الشركات, وبمقدور شركات الأغذية والدواء في العالم أن تلبي حاجات الناس الغذائية بالمجان دون أن يؤثر ذلك على أصحاب تلك الشركات وذلك كله بسبب تطور البناء وتطور صناعة الغذاء والدواء, ولكن المشكلة أنه من النادر جدا أن تجد من يبحث عن تقديم الخدمات للناس بدون أي مقابل, ولكن للأسف الخدمة وتقديم الخدمات ليست من أجل الخدمات نفسها, فالنقاء ليس من أجل النقاء والصفاء ليس من أجل الصفاء والحب ليس من أجل الحب والفداء ليس من أجل الفداء والوطنية ليست من أجل الوطنية وأصبنا بخيبة أمل كبيرة جدا فبدل أن نشبع بسبب فائض الإنتاج صرنا نجوع بسبب فائض الإنتاج لأن التجار يحتكرون البضائع ليرفعوا أسعارها وليحصلوا من ورائها على أرباح طائلة وكل ذلك على حساب شقاء المواطن وتعاسته, لقد أصبنا بخيبة أمل في المدارس وفي الجامعات وفي الشوارع, وبدل أن يكون التعليم مجانيا أصبح التعليم مكلفا جدا وكل ذلك على حساب الآباء والأمهات وتعاسة المواطن ليصاب طالب العلم مرة أخرى بخيبة أمل كبيرة, وحين نلتف حول الوطن نجد أن الأغلبية لا تلتف حول الوطن وإنما حول السلطة, وتوسعت الخدمات لتطال أكبر فئة من الناس ولكن الخدمات لم تعد من أجل الناس ولا من أجل الإنسانية فكل المستثمرين بالدين وبالدنيا كلهم يطمعون بالفائدة من وراء تقديمهم للخدمات, فكما يقول غاندي: كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن.

إننا نطمع أن يخرج لنا أصحاب رؤوس أموال يقدمون المساعدات من أجل الإنسانية ولا يفرقون بين مسلم ومسيحي ويهودي وزنجي وسيخي وبوذي, إننا نطمح بأن نحصل على خدمات من أناس لا يفكرون بالمنفعة بدلا منها, فمتى سنجد أناسا يخدموننا دون أن يطمعوا بجنة الله أو بصوتنا في الانتخابات, نحن محتاجون إلى العطف بدون مقابل.







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب أن نشكر الشعب اليهودي
- الحب والقتل في مجتمعاتنا العربية
- مختار القرية
- إسرائيل دولة قريبة وبعيدة
- الشفاء من الاكتئاب يؤدي إلى الانتحار
- الحمير والبقر والتيوس
- من ذكريات طفل عاش يتيما
- هنالك في المكان البعيد
- كيف يعرف المسيحي أنه ابن الله؟
- العقل والمال
- المشكلة في عقلي
- التلفزيون الأردني قبل 35عام.
- نحن محتاجون للعطف
- مشغول ومُتعب جدا
- كلمة كافر يجب أن تموت
- الإله الأكثري أو إله الحد الأقصى
- أقتل أباك وستنهض
- الأنبياء ليسوا فوق النقد أو القانون
- إبريق الوضوء
- مشغول في حب نادين البدير


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - لا أحد يخدمنا من أجل الإنسانية