أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد قويدر - للحب بصيرة حادة.. يا هشام..














المزيد.....

للحب بصيرة حادة.. يا هشام..


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


"ما أخطأتك النائبات إذا أصابت مَنْ تُحب "
الشريف الرضي
ما أفدح الأخطاء التي يجُّرنا لها الفقدان..
وأنت يا "شريف علي*" على الطريق السماوي..
حدائقه وجناته فوق الُغمام..
أم أنت في البيرة الجميلة تطل على القدس
التي أحببت.. ومسقط رأسك عمواس..
في دمشق الياسمين.. وبيت لحم..؟!
تدوّنُ الحيوات والإلتياعات والفرح في كنيسة المهد..
هنا حديقتنا وجنتنا..
يزيدها ألقاً.. زرقة الضوء الأخير للقمر..
كما شاهدته بأشعة بنفسجية.. في أعياد الميلاد..
ولكن.. ماذا نكتب عنك.. وأنت الكتاب..؟!
أنت الكلمات وشجرة الزيتون الفلسطينية..
ومَنْ يعرف الدرب جيداً..
أنت حيث أنت..!
في الأعالي.. ولم تحصل الأرض على السلام..!
والمجد لكَ ياربُّ.. خيراً وبركة..
لماذا هذا الفقدان المبكر الموجع..
ونحن نُستثنى من كتب الضلال..
كُتبنا مرافيء المحبة.. العزّة والكرامة..
وابتلينا بالإجرام.. وشتى ألوان الكيّد باسمك..!
واسلاموي مبتلى بـِ "الايبولا".. لا يحارب الوباء..
ينفق تريليوناته النفطية الدولارية على التسلح..!
والقدس في المرمى.. أُولى القبلتين وثالث الحرمين..
إنتهاكات لحرمات الله.. وعباده..
لماذا.. يا هشام لم تؤجل الرحيل..!
أم امتلكت الفكرة بكل المعاني..
واشتقت جداً إلى رفيق دربك القائد الشهيد خالد نزال..
وقد قالت الرفيقة ريما نزال: أَنكَ مازلت تُشرف على الحشود وتنظمها..
في التياعك لصديق العمر خالد نزال..
أتذكر آخيل الذي فقد صديقة في الحرب..
وهوميروس كذلك.. الذي اطلق حزنه في وزن سداسي التفاعيل..
وتستمر المعاناة الفلسطينية... التكرار لم يجعل الإلتياع أقل..
لأنه مواساة "تطبيعية".. طالما أنها المقابل اللغوي لزوغان البصر..
وتوحيش الجموع..
وأنت يا هشام الكلمات والمعنى..
وها نحن نتحول إلى بريد اليكتروني.. نسافر خلاله اليكم..
أتذكر حين كنا معاً في دورة خارجية طويلة.. منتصف السبعينيات في بلاد السوفييت..
وكان يدعوك أحد المدرسين للعب الشطرنج.. وهو محترف وعلى مستوىً دولي.. وكنت تُهزم معه.. اعاتبك فترد بابتسامة: "لن أقتل الجنود لينتصر الملك".. كش ملك..
وبالروسية "مات".. وعديد الذكريات على السياق.. قلت للمدرس: الموقف لينيني بوجه الطغاة الكواسر.. وضحك كثيراً..
ما أفدح الأخطاء التي يجرنا إليها الفقدان..!
كنت تقول مثلما يقولها نيتشة: "حين تطارد الوحوش حذارٍ أن تتحول إلى وحش"..
أيها الربُّ..
نرفض أي مكان آخر..
أي وطنٍ آخر..
لن نركب البحرِ.. أو الغيوم..
أو أن تحتضننا أذرع الحواري..
الأرض لنا..
السماء لنا..
القدس لنا..*
القدس أقرب نقطة إلى الله..
بين الأرض والسماء..
ونسورنا فوق قمم جبال النار..
وجبال الخليل..
وينمو أطفالنا بين دمعتين.. وزيتونتين.. وأَرضين هي أرض واحدة..
ما شاء الانقسام والاقتسام بين رام الله .. وغزة..
أطفالٌ يبحثون عن فراشات وملائكة.. قصبتهم القذائف..
وقصبت أُمهاتهم..
على صدر الله بكوا.. أطفال عرجوا للأعالي.. يؤذنون للحبِّ من على منائر الله.... يتلون آيات لله.. يريدون زيتوناً بلا دود وطغاة.. يريدون بحرهم.. بحراً للأسماك وللإنسان..
مليئون نحن بالحسنات التي تسجل لنا يا الله.. يريدون وطنهم.. كي لا يجوب الموت في أزقة مخيماته.. ومدنه..
نحُجُ للناس.. نعيش للحب.. نسير مثلما الأَنبياء التي أحبّت أوطانها.. ودون ذلك جاهلية..
يا هشام..
تومضُّ الأفكار معك..
ويا حشد الأحياء .. أيها المحبون..
أطبقوا أعينكم على دمعةٍ..
لا تذهبوا لتناموا على شجنٍ..
فقدانٌ يشفع في تجديد الحياة..
أتأمل بالحشد فأرى طيفك..
يمنحني الحشد حزناً وفرحاً وفخراً..
فلا أقول وداعاً..
وهذا الكأس سنشربه فرداً .. فرداً
لن تنتهي الرحلة إلا بالحرية..
والربُّ هو الحرية الكبرى..
أنت يا هشام مثل قصص الحب..
فيها الحزن والابتهاج.. والكبرياء.. والصعود للعلا..
هناك نَنَظرُ إلى أنفسنا من بُعْدٍ..
ما يجعل الذاتي يصبح فجأة موضوعياً..
وأنت فرع نديٌّ.. والشعب مكبلٌ بالأرض..
فمن له مثل هذا الحب..! مثل هذا العبق..!
الحشود للتعزية هي واقع.. يعني أنني غير حيّ..
لكن لا يعني أنني غير موجود.. بل موجود..
يا هشام.. يا بلسماً.. ويااا.. وجعاً يرهق.. لن ترحل بعيداً.. لأن من يحبَّ..
اضلاعه غضّة.. والروح مثل شفيف أجنحة الفراشات..
وأنت مَنْ يقول: "نحب لنكون أرق من نسمات الربيع"..
وللحبِّ بصيرة حادة..
حتى تغُشى العيون..

رشيد قويدر

• الاسم الخاص للرفيق هشام في الدورة الخارجية.
• أول مظاهرة نسائية فلسطينية في القدس، بعد سقوطها بأيام قليلة، قادتها المناضلة ريموندا الطويل رغم عنف الاحتلال لقراره منع التجول، ورَفَعتْ حينها يافطة عليها شعار "القدس لنا"..



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نحو أُفق ثوري فلسطيني جديد..-
- نتنياهو يتخبط في انتهازيته.. والقدس تنتصر لفلسطين
- -منظمة شنغهاي-.. الحلف السياسي العسكري نحو التعدد القطبي
- شيركو بيكه س.. نسر الفكرة محلق..
- الثورة وثقافة التغيير.. مصر نموذجاً وقاطرة عربية
- المفاوضات الفلسطينية - -الإسرائيلية- ... وشراء الوقت
- مدن الصفيح .. الفقر والأرزاق
- الأنوثة المغلولة ..
- -خير الرجال ما قلّ ودلّ-
- -أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء-
- أيها الكَرّام ... أعطنا نشرب
- إعادة بناء البراءة...
- الأردوغانية والأطلسي وما بينهما
- البوتينية .. روسيا الصاعدة إلى ربيعها
- الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-
- عار التدخل الخارجي ... والإملاءات الأمريكية
- نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية
- احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد قويدر - للحب بصيرة حادة.. يا هشام..