روز جبران
الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 08:20
المحور:
الادب والفن
في دمشق
في دمشق ، أنت مرغمٌ على حملِ روحكَ بين كفّيك
في دمشق، أنت طفلٌ تلعبُ الغميضةَ مع الموت
وإن خسرتَ ، فاشهق ، وارمِ أحمالكَ عندَ آخر محطةٍ للحياة وصافح موتك
صافح موتكَ واجعلهُ صديقكَ الودود
في دمشقَ، وأنت تتكأ على جرحك ، لا تصرخ
هناك من يصرخ ولا جرحَ يتكأُ عليه
هناك من يصرخ ، ولا من رصاصةٍ واحدةٍ تسند لهُ قهره
فالقهرُ أعظمُ من جرح
في دمشق ، ابتسم كلّما هممت بالخروجِ من بيتك
ابتسم حتى لعدوك الذي يبعدُ خطوات قليلة عنك.
في دمشق ، في هذا الحي الفقير ، أعيشُ الآن
وغداً لا أعلم في أي حيّ سأموت
أتنقلُ من حيّ لآخر
ولا أستقرُ إلا في ذاتِ الأنين.
في دمشقُ لي طفولةٌ لم تنضجَ بعد
لي كأسُ نبيذٍ أقرعهُ وحدي ،في هذا العتمِ الذي يتأرجحُ بين حياةٍ وموت.
دمشقُ اليوم
فيلمُ رعبٍ طويل ، لم تكتب نهايتهُ بعد .
يرسمني قاسيون الآن
شجرةً عطشى ، لريحٍ أريدها أن تقتلعَ جذوري
لعاصفةٍ رمليةٍ تنسف هذا العبث الحاضرَ بكل تفاصيله.
في دمشق ، كل مدينةٍ هي دمشق
كل روحٍ تزأرُ في محرابِ الموت هي دمشق
دمشقُ الآن مراهقةٌ اغتالها عاشقٌ محترفٌ في القتل .
روز جبران
#روز_جبران (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟