|
خلاص وطننا - الجزء الثاني
ابو حازم التورنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 00:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلاص وطننا _ الجزء الثاني
ابوحازم التورنجي
ان ارتباط العراق بدولة الاحتلال بهذا النطاق الواسع وفي كافة المجالات ، كلف ويكلف وطننا غاليا وكثيرا ، وبما يجعل العراق أسير الافكار والتصورات والتوجهات الامريكيه ، الامر الذي افقده روح المبادرة وحيويه الدوله المستقله ذات السيادة والقرارت الوطنيه المستقلة ، وجعله بلدا عاجزا على النهوض بمفرده بدروه ومسوؤليته الوطنيه ،وبمقارنة بسيطة (مع الفارق الكبير )بين توجهات حكومة ثورة 14 تموز 1958 وتوجهات حكومات ازمنة الاحتلال الامريكي ، يجد امامه صورة واضحة لحجم الاغلال التي تضعها هذه الحكومات الطائفيه، بايدها لتبقى مغلولة عن اتخاذ اي توجه وطني مخلص يخدم مصلحة البلد ، حتى وان تعارض مع مشيئة الولايات المتحدة وسياستها ازاء العراق ، وعليه فالمطلوب تصعيد النضال الوطني لفك ارتباط العراق بدولة الاحتلال ، اي الخروج من دائرة النفوذ الامريكي ، الذي خرب ويخرب المنطقة والوطن ، واعرف جيد، ان هذه المهمة شاقة وكبيرة ، وتستلزم قوى وطنيه ثوريه تلهمها مصلحة الفئات الاجتماعية المسحوقة من الشعب العراقي بل والمصالح العليا للشعب العراقي .فلقد اثبتت القوى السياسية المنخرطه في ما اصطلح علية ( العملية السياسية ) فشلها وعجزها عن طرح تصورات لمعالجات وحلول جذريه تسهم في تخليص البلد من ازماته وتدفع به الى الامام بعيدا عن الهيمنةالامريكيه ، لانها تصطدم دوما بالسقف الذي رسم لهذه العمليه في أطار المشروع الامريكي ، وليس حصرا ، بل على سبيل المثال ، فمنذ بداية الاحتلال وحتى يومنا هذا لم تات حكومه وطنيه قادره على تحطم الاساس و القوالب الطائفيه التي بنى المحتل مجلس الحكم عليها ووفقها ، بل جرت الاستكانةوالاستسلام لهذه القوالب حتى تحولت الى مايشبه القوانين الثابته لواقع لايمكن تجاوزه في تشكيل ايه حكومة ، بما افقدها اي مدلولة اوصله بالمهام الوطنيه ، وتحول الامرالى مهزله : حكومة تقررها الطوائف وليست حكومه تتقرر ما على الطوائف ،،، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة الى حكومة تكنقراط وطنيه عابرة للطوائف والمذاهب تضطلع بمهام مهنية بحته تحتمها الظروف الطارئة الاستثنائية التي مر ويمربها عراقنا ، ولسنا أول بلد يدخل هذه الانفاق المظلمه ليحتاج الى حكومة اختصاصات لمعالجة الازمات وليست حكومة ممثلي الطوائف الفاسدين الذين اغرقوا البلد في الفساد والجرائم وعمقوا الازمات .. وواهم ايضا من يظن أن السيد العبادي رئيس وزراء الولايه الثالثة لحزب الدعوة وحلفاؤه ، يمتلك عصى سحريه لمعالجة وترميم وتصليح ما كدسه سلفة من اتلال الفساد والخراب والانكسارات العسكريه المخزيه في اكثر من مجال حيوي ولست هنا بمعرض سرد الخسائر والنكبات.... لكنني في معرض التوقف عند معطيات ما تركته لنا حكومة المالكي ، وعلى اساسها اطرح باننا مطالبون بوفقة جديه وحاسمه امام ضرورة اعادة بناء وتشكيل كامل الموسسة العسكريه وهيئاتها الملحقة على اساس الانتماء الوطني الصرف والكفاءة المهنية وتثبيت مبداء المكافئة والمعاقبة في الاجراءات العسكريه... اني لا اتوقع حلول ومعالجات جذرية لازمات العراق ، طالما بقيت ذات العقلية وذات المعايير (الطائفيه ) هي المعتمده في طرق التعامل مع الازمات، والتجربه قد دللت على ذلك بما لا يبقي للشك من مجال وعلى صعيد هيكل الموؤسسة العسكريه ، فالامور قد غدت واضحة بما لايقبل اللبس ،عن عجز هذه الموسسة في الصمود امام التحديا ت رغم جسامة التضحيات والخسائر التي يقدمها خيرة الشبيبة من ابناء وطننا ،وعليه يجب التوجه لبناء جيش وطني جديد ، وفق ما معمول به في دول المنطقة ان لم اقل ، وفق السياقات التي ثبتتها ثورة14 تموز ، وقد يعترض من يقول لا وقت لدينا لهكذا مهمة ، فالوقت حرج والبلد في حالة حرب ، أؤكد ان ذلك لايتعاض اطلاقا حسب ما ورد في تجارب العديد من الشعوب التي كانت تخوض حروبا داخلية وخارجيه ، فالامران يسيران بخطين متوازيين ، الجيش السابق أحتوى على العديد من الكوادر والكفاءات والقبادات الوطنيه التي لم تتلطخ ايديها بالدم ولم تتلوث بقذارات البعث الفاشي وادرانه ، فلماذا لايجر الاستفادة من تلك الطاقات والمهارات في حدود القضايا التأهيليه او التدريبيه بعد ان يجري فرزها والتعامل معها وفق المباديء والمقاييس الوطنيه ... وللتأكيد ايضا في جانب اخر أن الارهاب المستشري لا يمكن تحجيمه والقضاء عليه دون تجفيف منابعه البشريه اولا وقبل كل شيء ، فمعدلات البطالة العالية ، وتصاعد نسبة الفقر الى مديات عالية في ظروف من العوز والفقر والضائقة الماليه وبالترافق مع تصاعد نسبة الامية والجهل ، كلها توفر مستودع بشري يمد قوى الارهاب بالطاقات العمياء والقوى البليدة نحن بحاجة الى حملة وطنية شاملة تعيد الاعتبار للقيم والمفردات الوطنيه التي يجري السخريه منها او سحقها تحت مزنجرات من العادات والتقاليد الجديدة التي جاءت مع الاحتلال وصنائعه لتخريب كل ما يمت للروح والحمية الوطنية بصله ، فمن ينسى كم كانت الروح الوطنيه والحماس الوطني لابناء العراق الغيارا متأججة دوما مع اي حدث يمس القضايا الوطنيه ، ولشعبنا الامن والسلام غوتنبرغ 20تشرين أول 14
#ابو_حازم_التورنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلاص وطننا ،بين الاوهام والمشاريع والطموحات والوقائع
-
امة فاسدة من فساد علمائها
-
البعث وداعش فاشيون قدامى وجدد، أحدهما يكمل الاخر
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|