أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الثقافة العربية.. والمقدّس!














المزيد.....


الثقافة العربية.. والمقدّس!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إلى أي حد استطاعت الثقافة العربية المعاصرة ان تفصل بين المقدّس والدنيوي؟ والى اي حد استطاعت هذه الثقافة ان تقلص من سطوة المقدّس وهيمنته الأسطورية علي العقل العربي؟ او كيف يمكن تحديد جغرافية المقدّس والدنيوي في دنيا هذه الثقافة؟

تلك الأسئلة طرحها الباحث «على اسعد وطفة» في بحثه عن المقدّس المنشور قبل سنوات في «اضافات» المجلة العربية المتخصصة في علم الاجتماع.

نعم هذه الأسئلة وغيرها لاتزال مطروحة في وقت بلغ الارهاب بكافة تلاوينة التي سيست الدين ما بلغ من عنف وممارسات واعمال بربرية تعود الى عصور الجاهلية!

يستعرض وطفة معاناة الثقافة العربية من هيمنة المقدّس الاسطوري اللاعقلاني فيتمثل في نظره في ظهور دعوى الانبياء الجدد الذين فتحوا باب الاجتهاد في التحريم والقتل والمنع والامتناع، في ايديولوجيات وعقائد اسطورية تتجسد في دعاوى الترهيب والارهاب، كما تتمثل في تقديس رجال السياسة وتعظيم رجال الدين، في ولادة اساطير قديمة جديدة، ودعوات متقادمة متجددة، وافكار وبدع محدثه في قدسية النصوص والاحداث في تقديس الكلمات والمواقع والاشياء، في كرامات الاولياء الصالحين وفي جيروت اهل النفوذ والسلطان!

وباختصار ما يود قوله هو: إن هذا التقديس غالباً ما يرتبط بعقلية التحريم وعقلية المنع والامتناع، وهكذا تتحول الثقافة العربية المعاصرة الى حقل من الممنوعات، الى مساحات ممتدة تنزرع فيها ألغام (التابو) في كل حدب وصوب. انها حالة الانتصار الشامل لمقدس رهيب محاط بكل مخارز القمع والاكراه الذي يقطع على العقل امكانية الحركة والمناورة والحضور!

كيف نواجه هذا المدّ الاسطوري لمقدس لاعقلاني يوظف في خدمة القمع والارهاب؟ والجواب على ذلك يطالب الباحث الثقافة العربية بالعمل المتواصل من اجل بناء طاقة علمية ومنهجية جديدة تستطيع ان تسجل حضورها في عالم اليوم وفي مواجهة المقدس الاسطوري والكشف عن جوانبه التي التي تتنافر مع العقل وتتعارض مع الدين. كما يطالبها ايضاً بالعمل المستمر على احياء النزعة العقلية وازالة الطابع المزيف للوجود بمعنى انها مطالبة بأمرين اساسيين هما: تحديد علمي موضوعي للحدود الفاصلة بين المقدس الاسلامي والدنيوي وهذا عبر رؤية عقلانية، ثم يتوجب على هذه الثقافة ان تهتك حجب واسرار المقدس اللاعقلاني الاسطوري وان تعيد الى العقل والانسان مكانته ودوره في تفسير الكون والحياة والوجود على نحو علمي.

ويستطرد الباحث في القول ان الاوهام الكبرى تتبلور اليوم في وعي الانسان العربي، وتفرض نفسها على هيئة حقائق مطلقة لا تناقش ولا ترد. لقد بلورت هذه الاوهام وعياً شعبياً خاطئاً يعوق كل نهضة وكل تفكير سليم، وهذه الاوهام تحتاج الى معاول النقد وطاقة الحوار، انها تحتاج الى ابجدية جديدة قوامها الايمان الراسخ بأن طاقة العقل المتحرر من ايقاعات الاساطير هو وحده الذي يمكنه بناء وعي تاريخي يناسب حركة العصر، ويتناغم مع جوهر الحقائق الكلية والنوعية.

وكما أشار سابقاً ان الحقائق التي تقف وراء اهمية الوعي التاريخي المتحرر من التقديس والتدليس تعود الى المقدسات الزائفة في ثقافتنا العربية وتحت تأثيرها نحن نعيش في ثقافة تسحقنا بأصنامها ومقدساتها الزائفة حيث يسمو فيها كل شيء، وينحدر الانسان.

ففي عالم تطغى القدسيات الزائفة على نحو شمولي، يتحول الانسان فحسب الى حالة دنيوية مبتذلة مقهورة يفقد فيها كل مقومات وشروط الوجود والكينونة والابداع.

انها حالة الانسان الذي يتحول في حقول الالغام القدسية، حيث تتحول فيها كل الكائنات والرموز والأشياء الى مقدسات: الاب والام والوطن والمعلم والعادات والتقاليد والاعراف والحكام، والطقوس والقوى الخفية والسحر والشعوذة والتمائم والاحلام، والتاريخ والتراث والانبياء الجدد وزعماء الاحزاب وقادة الانتصارات، والمفكرون والشيوخ ورجال الدين.

وتأسيساً على تقديس النص لا العقل فان الاصولية الدينية الطائفية بالرغم من انها تدعي الديمقراطية اساساً للحكم ومنهجاً للحياة فان جوهر عقائدها تنص على عكس ذلك، وهو ما يتضح في ممارساتها على صعيد هياكل الدولة وحقوق الانسان سواء كان نظام ولاية الفقيه المنحاز لوصاية الفرد او دولة الخلافة والحاكمية لله والعودة الى الاوائل «السلف الصالح»، ويتضح ايضاً في العنف والارهاب والتكفير الدي يستند الى مبررات اثبت الواقع انها لصيقة بعصور

ماضوية مشبعة بالتخلف والوصاية والاعتقاد بالمقدّس والحقيقة المطلقة التي لا تقبل النقد والجدل، وما الحركات الاسلاموية باشكالها المختلفة الا أوضح دليل على ذلك!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح عيسى.. وحوار حول اليسار
- تقرير التنمية البشرية العام 2014
- الأمن الغذائي!
- محاربة الإرهاب.. والإصلاحات الداخلية
- أبو العز الحريري
- التنوير في فكر العروي
- السودان.. وإعلان باريس!
- وزارة التربية والثقافة الوطنية
- بين التطرف والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!
- الإمارات بوابة الاستثمارات الأجنبية
- السياسة الدينية والدول العلمانية
- ارتفاع الدَّيْن العام
- الدولة المدنية
- الاستثمارات
- جورج حزبون
- تنازلات بالجملة
- تداعيات الأزمة السياسية
- الإصلاح الإداري (2-2)
- الإصلاح الإداري «1 – 2»
- العرب والعالم نحو تواصل متكافئ ومنتج


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الثقافة العربية.. والمقدّس!