|
تركيا وايران في الميزان والقبان
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المؤسف ان تركيا وايران تلعبان دور كبيرا في قضايا الصراع الحاليه التي يمر بها وطننا العربي وذلك حافظا على دورهما الاقليمي والدولي من منطلق خدمة مصالحهما فقط ضاربين بعرض الحائط كل النسج الاجتماعيه لاوطننا العربيه داعمين للارهارب الاسلامي ومساعدينه على الانتشار ضد شعوبنا العربيه غير ابهين بالدمار والخرب واعداد القتلى من الابرياء الذين يسقطون في كثير من ارجاء وطننا العربي. تركيا تريد اعادة الخلافه العثمانيه وان تتزعم العالم السني وبالمقابل ايران تريد ولاية الفقيه وتزعم العالم الشيعي كلاهما ينطلقان من منطلق الاسلام والاسلام السياسي تحديدا لكن مع فارق ان تكون الزعامه لاحداهما. يتنافسون على تقاسم الادوار فيما بينهما لكي يكون لهما نفوذ وتأثيرفي المنطقه على حساب شعوب الدول المحيطه واراضيها واقتصادها وتبعيتها.اي اما ان تكون تحت الهيمنه التركيه او الايرانيه. ايران تريد اعادة امجاد الامبراطوريه الفارسيه وتزعم دول المنطقه خصوصا الدول التي فيها مسلمين شيعه ومع ذلك فهي لا تنئ بنفسها عن دعم السنه ايضا وحسب المصالح وكفة الميزان . تركيا تريد اعادة امجاد الامبراطوريه العثمانيه التي حكمت نصف العالم وكانت الاوطان العربيه ترزخ تحت حكمهم لمدة 400 عام وعاثوا في الارض فسادا ونهبوا مقدرات هذه الشعوب وسخروا ابنائها في حروبهم ومارسو البطش والسبي والغنائم . والمضحك ان عالمنا الاسلامي دائما يتذكر الحروب الصلبيه عام 1095 وما تلاها ويتنسى اننا كنا تحت الاحتلال والوصايا والاستغلال العثماني التركي فقط لانه اسلامي حتى انهيار دولة الخلافه 1928 أي 400 عام من الذل والاحتلال .والا فما الفرق بين الاحتلال الانكليزي والفرنسي او التركي؟ يبقى المفهوم واحد(سيطره واستغلال وتسخير ونهب ) الا اذا اعتبرنا ان الاحتلال التركي على اساس انه اسلامي حلال والانكليزي والفرنسي المسيحي حرام. الاحتلال الانتداب الوصايا التبعيه الاستعمار كلها مردفات لاخضاع شعب وهيمنة شعب على شعوب اخرى واستغلالهاواستعبدها وتسخيرها والسيطره على مقدراتها وقمع حرياتها. في السياسه لا يوجد اصدقاء دائمين لكن يوجد مصالح دائمه. كلا البلدين تركيا وايران تدعمان الارهاب بشكل او بأخر . فلا عجب ان يصرح نأئب رئيس الولايات المتحده جو بادن ان تركيا تدعم الارهاب ومن ثم يعتذر .فهذا لا يعتبر زلة لسان من مسؤول بهذا الحجم لو لم يكن هناك دلائل ومؤشرات خصوصا لحليف وعضو في الحلف الاطلسي الناتو مثل تركيا ويوجد مصالح مشتركه بين البلدين.(امريكا وتركيا) كما وان معظم تدفق الارهابين الى سوريا والعراق للانضمام الى المنظمات الارهابيه خصوصا داعش من الاراضي التركيه تحت سمع وبصر وغض الطرف التركي عن ذلك.فتركيا ممر امن للرجال والسلاح والاموال. دعم تركيا لاخوان مصر ومعادتهم للنظام المصري وكذلك دعمهم لحماس وتحريضهم على الاستمرار في القتال خلال العدوان الاخير على غزه منما زاد من اثر هذا العدوان باعداد القتلى والدمار نتيجة سؤ التقدير والعناد. تركيا وقطر اليوم تسعيان لتقويد واشعال المزيد من الحرائق في المنطقه المشتعله اصلا. اما ايران فهي دوله داعمه لللارهاب وتتدخل في كل شؤون المنطقه وهي اليوم ترفع شعار نصرهاوسيطرها على اربع عواصم عربيه مهمه في المنطقه بيروت عن طريق حزب الله وصنعاء عن طريق سيطرة الحوثين وبغداد ودمشق. معظم قيادات القاعدة يتمتعون بملاذ امن في ايران.
محاربة الارهاب الداعشي يخضع لابتزاز الدولتين فهم من جهه يددعون محاربته ومن جهه يدعمونه بطرق مباشره او غير مباشره.وكلا البلدين كانا احد اسباب سيطرة وكبر نفوذ هذا التنظيم اذ ان كلاهما مستفيد ويستفيد وسيستفيد من محاربته ودعمه مما يجعل الوضع وكانه معادله تحمل اجابتان وكلاهما تنصب في مصالح الدولتين. ابران اليوم تساوم في محاربة داعش على بقاء برنامجها النووي وعدم الاعتراض على مساره .تساوم على بقاء النظام السوري مع الاسد او ربما ازاحته لكن عدم زوال النظام .تساوم على بقاء صنعاء تحت رحمة الحوثين وتدفع نحو تقسيم اليمن وكذلك بقاء نفوذها في العراق ودعم حزب الله اللبناني واذا لم تنفذ مطالبها ستبقي المنطقه مشتعله كما هي مع احتمال ازديادها اشتعالا وهي في كلا الحالتين رابحه من بقاء او زوال داعش لان الخطر الاكبر لا يشكل عليها فهي في المنطقه الامنه. محاربنها للدواعش خاضع للربح والربح أي ان لا خساره بذلك لمصالحها الانيه. تركيا تريد منطقه عازله ومن ثم امنه من الاراضي السوريه لضمها اليها مع ضعضعة موقف الشعب الكردي الذي يتعرض لهجمه على ابناء شعبه في كوباني مع الاستمرار في متابعة خطة السلام مع الاكراد وتحيدهم.تريد ضمنات دوليه لمساعدتها في الحرب على الارهاب الذي رعته وحضنته وهيئت له الاجواء
الاستنتاج كلا البلدان يسعيان الى مصلحتهما رغم ان احدهما تتزعم العالم السني والاخرى العالم الشيعي .كلاهما يلعبان على الوقت البدل الضائع في محاربة الارهاب وينتـظران ان تقدم لهما المزيد من التنازلات لذلك.تركيا تريد اضعاف الاكراد ومنطقه امنه واتفاقية سلام كرديه تركيه لصالحها وايران بقاء النظام السوري والحوثين باليمن ونفوذ لكليهما في العراق و و . على المدى القريب قد تحقق الدولتان انجازات لصالحهما لكن على المدى البعيد فان البلدانسيتعرضان لمشكل داخليه اذ ان الغليان الجماهري الداخلي على سياستهما وتطرفهما سيكون له توابع تركيا ستواجه مشاكل مع الخلايا الارهابيه النائمه في بلادها وستواجه مشاكل مع ال20%من نسبة سكانها الاكراد الذين تريد عقد اتفاقية سلام معهم ومع زعيمهم المعتقل في تركيا عبدالله اوجلان خصوصا ازاء رفضهم حتى اليوم مساعدة مدينة كوباني الكرديه المحاصره ومنعهم وصول الامدادات والدعم الكردي لاخوانهم.وستواجه اعداد كبيره من النازحين السورين وبقاء الكثير من الارهابين في اراضيها. ايران تواجه تذمر سكانها نتيجة التشدد والحصار والقمع والارهاب الديني. رغم كل ما ذكر في مقالي لكن الخاسر الاكبر هم الابرياء والمعذبين والمستضعفين من شعوبنا الذين راحو قرابين لحكام دكتاتورين وعملاء وخونه ولم يدمقرطوا شعوبهم وبقينا تحت الوصايه الدينيه والهيمنه والتبعيه للغرباء.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام يحارب الجميع ولا حرب عليه
-
مطالبة المرأه بالمساواه تتعارض مع دينها
-
داعش سقوط الاقنعه وكشف المستور
-
الاسلام يخسر المعارك وقد يخسر الحرب
-
حماس والانتصار بطعم الهزيمه
-
علي بابا دوت كوم والاربعين مخترع
-
الاسلام السياسي والارهاب الديني يلتقيان بالاهداف
-
الحرب على الارهاب فقط اذا هددت المصالح
-
نريد وطن بلا نفايات
-
اليوم اطفئ شمعتي الاولى في الحوار
-
لا تقحموا الدين والحجاب في كل باب
-
دونية المرأه في الفكر والنهج الاسلامي
-
الملحد لا يذبح ويكبر الله اكبر
-
الاسلام المعتدل وفظاعات الصوت والصوره
-
ديمقراطية امريكا لنفسها ومصالحها فوق الجميع
-
خيارات هيلاري الصعبه انتجت داعش
-
لبيب مع الفلسطينين وليس ضد يا مكارم
-
تراجع مكانة ومكتسبات المرأه في عالمنا العربي
-
غزه وحماس بين رؤيتي لبيب وابوشرخ
-
فاسية داعش ونيام اهل الكهف
المزيد.....
-
شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت
...
-
-لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل
...
-
وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت
...
-
شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان
...
-
شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف
...
-
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف
...
-
أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
-
لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
-
-فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|