سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 17:18
المحور:
الادب والفن
حصار وتبعثر
إلى نصيره سحقتها التجربة
ستلاقي نفس مصير زوجة صديقي الذي قتل، فحاصرتها العيون الجائعة، والأجساد العاطة برائحة الفحولة، التي ترتعش لخاطر الأنثى، الأرواح المسكينة الهاجسه بموتٍ دانٍ يحوم والتي هرأتها الأخيلة والأحلام والعادة السرية. عصفت بها العيون. وانهالت عليها دعوات الحب والزواج والمضاجعة ولما يمضي شهر على دفن زوجها بمقبرة الموقع. كانت تأتي برسائل تجدها مدسوسة في فراشها، ملقاة في طريقها، أو يسلمها الشخص المعني بنفسه، رسائل غرام فاضحة وأخرى رزينة تأتي بها إلينا باكية، غير قادرة على تحمل ضغط الحصار الفظيع وفداحة فاجعتها الطرية. وكنا نقويها بحكيم الكلام حتى تقاوم جمره، والدسائس والقيل والقال المزدهر كلما تشددت في تمنّعها. قاومت رغباتها المستثارة. قاومت إلى حين. ثم انفجرت عنيفة بعد أن سعّرتها سيول الفحولة الجارفة، وخلاصاً من الانجراف في مهاوي ومتاهات الرغبة التي كانت تسر باشتعالها لها فقط، نصحتها بعد أن شاورتني بالاقتران بمقاتل، ما لبث هو الأخر أن قتل بعد أسابيع بقصفٍ جوي هاداً أخر حصونها، فظلت تدور بين زوج غيور وعشيق، مستعبدة لنزواتها العارية الصريحة حيث لا رواء. فأبعدوها إلى الحدود لتضيع بالمنفى بقايا إنسان.
1999 دنمارك
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟