بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 09:32
المحور:
الادب والفن
وهنا لابد من التنويه إلى أن الإنسان السوري القديم كان يرحب بكل ما هو جديد اذ كان التجار الفينيقيون وبحكم سفرهم ومعرفتهم بروحانيات الشعوب يجلبون معهم بعض الآلهة فيرحب بها السوريون ويضيفونها إلى آلهتهم دون أي تعصب أو حقد وعلى سبيل المثال لا الحصر أصبح مقرّ زيوس سيّد الآلهة اليونانيّة في الجبال الساحليّة السّوريّة لا في الجبال الاولمبيّة الساحليّة اليونانيّة.ترى أين هو ذلك الإنسان السوري وما هي الظروف التاريخية والدينية التي جعلته يرفض الاخر ؟ أرى أن الجواب يكمن في عجز القائمين على هذين التيارين في تحويل النظرية إلى تطبيق ذلك لأن القائمين على التيار الإسلامي أفرغوا الإسلام من الروحانية لصالح الطقسية أوالشكلانيّة ومن خلالهما رفضوا الآخر المختلف معهم وهذا ينطبق على بعض التيارات القومية التي حولت فكرها إلى حالة خطابية بعيدة عن الواقع , وفي الوقت ذاته رفضت الآخر المختلف معها باختصار عانى التياران الإسلامي والقومي من عطب سيكلوبي " النظر للعالم بعين واحدة " ما يحدث الآن في سوريا كان أحد نتائج رفض الآخر المختلف متناسين التاريخ السوري الذي يستقبل الاخر ويقبله كما هو , أي أن المتأسلمين جعلوا أنفسهم حراساً للسماء يمنحون أوراق الصعود إلى الجنة أو السقوط في الجحيم .أما أصحاب التيار القومي فراحوا يمنحون بطاقات المواطنة لمن يتفق معهم ويخونون كل من يختلف معهم حوار 6 باختصار لقد عمل التياران على حجب وجه سوريا القديمة ولو أن القائمين على التيارين قرأوا التاريخ السوري لاحترموا التنوع وقبلوا بالآخر )) .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟