ناصر ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 03:00
المحور:
الادب والفن
ارتباك
نص ناصر ثابت
رام الله ليست على طبيعتها
وأنا لستُ على طبيعتي.
أحاولُ أن أتظاهر، ولكنني لستُ كذلك.
كل شيء حولنا ليس على طبيعته.
الرياحُ، والسيارات، والقطط، وألواح الزينكو، وأصوات الباعة، كلها ليست على طبيعتها.
لا رام الله، ولا أنا، ولا ما بيننا من الكلام المعلق على الارتباك.
حتى انسياب الحبر من قلمي على الورق، وانبعاثُ موسيقى الحفيف من أغصان شجرة اللوز الواقفة أمام نافذتي.
هنالك أحاديثُ جانبية للفَراشِ، والنحلِ، واليمام على أسلاك الهاتف.
هنالك همسٌ خفيف بين الجدران، والطرقات، والنوافذ والأبواب.
هنالك ضبابية ما في القلب، وحيرة في المساءات المتراكمة على مد البصر.
كل الأشياء ليست على طبيعتها، لأن هنالك شهيداً سقطَ برصاصةٍ خطفت توردَ الوجه، وتركت الجثة مدلاةً على شجرة الغياب.
لا يوجد شيءٌ على طبيعته، لا رام الله، ولا أنا. وحده الشهيد هو الذي ظل على طبيعته!
رام الله
8-8-2014
#ناصر_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟