أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس....الحركة الوطنية والدور المأمول














المزيد.....

القدس....الحركة الوطنية والدور المأمول


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون أية رتوش او مجاملات او تجميل للواقع فالحالة المقدسية لا تسّر لا عدو ولا صديق،والمقدسيون وحدهم هم من يتحملون العبء والنضال والمقاومة والمقارعة والتصدي والدفاع عن حقوقهم ووجودهم وقدسهم ومقدساتهم وأقصاهم في وجه آلة قمع صهيونية "متغولة" و"متوحشة" وحكومة عنصرية متطرفة تمارس بحقهم اعتى وأبشع أشكال القمع والتنكيل والتطهير العرقي،بغرض طردهم وترحيلهم قسرياً خارج مدينتهم،التي عمليات تهويدها وأسرلتها تتصاعد بوتائر عالية.
والمدينة ليست مستهدفة بخطر الأسرلة والتهويد فقط،بل هناك عدو يتربص بها لا يقل خطورة عن الإحتلال الصهيوني،ألا وهو واقعها ونسيجها الإجتماعي الذي يسير نحو الإنحدار والتراجع بشكل خطير،وبما ينذر بتفكك وتحلل هذا النسيج،حيث نشهد حالة من التصاعد والجنون في عمليات الإحتراب العشائري والقبلي،والتي تعدت وتخطت كل الخطوط الحمراء،فنحن نشهد وبشكل لافت وكبير،عمليات قتل تجري على خلفيات نزاعات وصراعات قبلية وعشائرية وأسرية وعائلية عنوانها ميراث أو ملكية عقار او ارض او خلاف على مال،وحتى ابسط من ذلك مكان وقوف لحافلة او سيارة ،او مشكلة بين طفلين أو شخصين وغيرها.
هذا الدمار المجتمعي الشامل المترافق مع هجمة وحرب شاملة يشنها الإحتلال على المقدسيين في كل مناحي وشؤون حياتهم وتفاصيلها اليومية إجتماعية وإقتصادية وحياتية وغيرها،في ظل غياب وضعف للحركة الوطنية بمختلف ألوان طيفها السياسي ومركباتها ومؤسساتها وأذرعها الجماهيرية والشعبية،جعل المقدسيون يبحثون عن توفير الأمن والحماية لهم في عناوين أخرى،أبرزها العنوان العشائري أو حتى اللجان المرتبطة بالإحتلال،وهذه العناوين المتسيدة والمتصدرة للمشهد المقدسي،لا تقود المجتمع المقدسي نحو بر الأمان،أو تحقق له الأمن والإستقرار والسلم الإجتماعي،فهؤلاء يعملون في مجال إطفاء الحرائق ووفق اجندات عشائرية وقبلية،ينشدون لإنتمائهم القبلي والعشائري أولاً لا الوطني،وحلولهم ومعالجاتهم للأمور لا تسهم في بناء مجتمع مدني، وتسلمهم دفة القيادة المجتمعية،تاتي في ظل فراغ وغياب لدور الحركة الوطنية،التي يراهن عليها المقدسيون بأن تتصدر هذه المشهد،والتي يامل منها ان تكون الحاضنة والعنوان لهم في قضاياهم الوطنية والسياسية وهمومهم الحياتية والإقتصادية والإجتماعية،ولكن هذه الحركة الوطنية تعيش أزمة عميقة بفعل تشرذمها وتفككها،وصحيح انها تتعرض لعملية قمع وملاحقة من قبل الإحتلال،ولكن هذا لا يعني ان لا تمارس وتأخذ دورها في دفة القيادة وتصدر المشهد المقدسي،وهذا يتطلب منها بكل مكوناتها ومركباتها واطيافها،أن تغادر فئويتها وعقليتها الإنغلاقية،وان تعمل على صهر جهودها في بوتقة واحدة،من خلال عنوان وطني قادر على أن يتصدى ويستجيب لهموم القدس والمقدسيين،فالحرب على القدس اكبر من كل الفصائل والعناوين،والإحتلال يمتلك كل مقومات القوة والبطش والقمع،وللتصدي له ومواجهته بحاجة الى إرادة سياسية ووطنية مقدسية موحدة،قادرة على الدفاع والصمود والمواجهة،وليس مطلوب ان يكون عنوان وطني أو مرجع بدون حوامل وأذرع تنظيمية وشعبية وجماهيرية،فالحركة الوطنية عليها أن تمد جسور تواصل وتفاعل وبناء ثقة مع الجماهير،فهذه الجماهير هي التي تمنح الثقة لهذه القيادة او تنزعها عنها،فالبقدر الذي تعمل به هذه القيادة وتتواصل وتتغلل في اوساط الجماهير،وتستمع وتصغي لها،وتعمل على معالجة همومها وقضاياها،وتوفير الحماية والأمان لها،وقيادة دفة الدفاع عن وجودها وأرضها ومقدساتها،حينها ستكون الجماهير في خدمة القيادة الوطنية،بل وستشكل لها السياج والدرع الحصين.
الحركة الوطنية في القدس قادرة على النهوض،وقادرة أن تشكل حالة جذب وإستقطاب لكل العناوين والمرجعيات المقدسية الأخرى،لكي تتكامل أدوارهم معاً في سبيل خوض معركة البقاء والوجود في القدس،ولكي تنهض وتاخذ دورها وتتحمل مسؤولياتها وتتصدر المشهد،فعليها اولاً ان تقف مع ذاتها،وتراجع مسيرتها وتعترف بقصورها واخطائها،وغيابها عن تصدر المشهد المقدسي،هذا الفراغ الذي عبأته قوى أخرى،مما دفع بالجماهير الى فقدان ثقتها بالحركة الوطنية على مختلف مكوناتها ومركباتها.
نعم المشهد المقدسي في هذه الظروف الحرجة والدقيقة بحاجة الى من يدق جدران الخزان بقوة،بحاجة الى من يبادر ويقود،بحاجة الى من يكون على مستوى التحدي،فهناك حرب مفتوحة مع الإحتلال،على كل الجبهات والصعد،وتجري بشكل يومي،من يقود ويواجه ويتصدي لمخططات تهويد وأسرلة القدس،ستكون الجماهير المقدسية وفية ومخلصة له،فالجماهير المقدسية من كثرة الخيبات،وما تسمعه من شعارات وخطابات دون ترجمة لفعل حقيقي على الأرض،اصبحت غير مكترثة ومباليه،وتشعر أنها وحيدة في المواجهة دون أي مرجعية او عنوان او سند حقيقي،فلا الشعارات ولا البيانات ولا الدعم اللفظي تدغدغ مشاعرها وعواطفها.
ما حديث مؤخراً من تسريب جماعي للبيوت في وادي حلوة بسلوان،هو ما بعد الخطوط الحمراء،والحركة الوطنية قبل غيرها مسؤولة عما وصلت إليه الأمور،فلو كان لها أنياب لما تجرأ احد على تسريب مثل هذا الكم من العقارات،وعاد يمارس حياته الطبيعية،كان شيئاً لما يحصل فهذا يدلل على حجم الإختراق والإنهيار في مجتمعنا،وما يعتري حركتنا الوطنية من ضعف.
مرحلة فارقة وحاسمة وظرف صعبة تمر بها القدس،والمعارك القادمة أشرس واخطر،وبحاجة الى حركة وطنية موحدة،تعيش وسط الجماهير تقودها بالفعل والعمل،وليس بالشعار والبيان،فهل تدرك حركتنا الوطنية ذلك،وتقوم وتمارس ما هو مأمول منها،أم ستبقى في حالة من الترهل والسبات؟؟.
القدس المحتلة – فلسطين

14/10/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الإعمار...والأجندات السياسية
- أمام حكومة الحمد الله مهام كبيرة وعقبات كثيرة
- ما بين تصريح جون بايدن وتقرير مجلة -فورين بوليسي-
- عيد ....تغيب عنه كل معاني البسمة والفرح
- سلوان في قلب الخطر وتحت خط النار
- حوارات عبثية ....مفاوضات عبثية
- إتفاق فتح - حماس العبرة في التنفيذ
- القدس.....وغياب السلم الأهلي
- الحوثيون يغيرون قواعد اللعبة
- مع إنطلاق حوارات فتح وحماس/عقبات كبيرة أمام التهدئة والإعمار
- -داعش- لم تسقط من السماء ...والمطران نداف كذلك
- قراءة في معرض صوت وصورة
- تحريض سافر ضد العرب المقدسيين
- حرب أمريكا وحلفائها على الإرهاب غباء أم إستغباء..؟؟
- شهداء القدس وهموم القدس
- -داعش- وإزدواجية المعايير في محاربتها
- نحو إعادة صياغة الوعي العربي
- كيف سنتفق وهل من الممكن ان نتفق ..؟؟
- حقائق على أبواب العام الدراسي الجديد
- الذاكرة الإنسانية تحفظ مبدعيها والشعوب تحفظ للشهداء نضالاتهم ...


المزيد.....




- مع تقدم القوات الأوكرانية.. روسيا تقدّم آلاف الدولارات لوظائ ...
- فيضانات وأضرار كبيرة في ألمانيا بعد عاصفة عنيفة وأمطار غزيرة ...
- سيرا على الأقدام.. قصة شابين إيرانيين هربا إلى ألمانيا
- بينيت يطالب بتغيير القيادات السياسية والعسكرية
- روسيا تكشف عن ناقلة جنود مطوّرة في منتدى -الجيش-2024-.
- اكتشاف هام قد يساهم في محاربة اضطراب شائع لدى الأطفال
- مارك زوكربيرغ يزيل الستار عن تمثال لزوجته
- الكشف عن طائرة نقل ضخمة روسية مسيرة ذات الإقلاع العمودي في م ...
- موسكو تندد بمحاولات الاستخبارات البريطانية تجنيد الدبلوماسيي ...
- الهند.. العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في جميع عينات المل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس....الحركة الوطنية والدور المأمول