محمد ابداح
الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 14:10
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
حُكام الديجتال
يبدو أن دول الوطن العربي قد باتت مؤخراً،مسرحاً لإفلام الإثارة والتشويق الخيالية على غرار مسلسلات الأطفال الكرتونية، كمسلسل ( أبطال الديجتال)، والذي تقوم شخصياته الكرتونية باستدعاء وحوشها الأسطورية المروّضة، فتنقضّ على الأعداء وتفتك بهم ، وفي النهاية دائماً ما ينتصر أبطال الديجتال، غير أنه من نافلة القول، التذكير بأن كافة الأحداث التي تقع في تلك المسلسلات الكرتونية تحدث في عوالم افتراضية وخيالية ، على خلاف ما يحدث في دولنا العربية الحبيبة، فالأحداث فيها حقيقية وليست خيالية، وعالم الديجتال هذا، يُمثل كل شبر من أرض الوطن العربي الكبير، والذي اقتطع منه فلسطين لصالح الصهاينة ، وشمال العراق لصالح الأكراد وجنوب السودان لصالح بعض المرتزقة بدعم من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ، وحالياً جاري العمل على اقتطاع المزيد من الأراضي العربية لصالح جهات غير عربية في كل من سوريا ولبنان واليمن وأما أبطال الديجتال أيها المشاهدين الكرام، فهم السادة زعماءنا وحكامنا العرب المغاوير، والذين كلما اقتضت الحاجة أم لم تقتضي، يستدعون وحوشهم الأسطورية والتي تدعى زورا وبهتاناً (الجيوش الوطنية)، والتي ثبت تاريخياً ومع مرور الوقت ثبت بأنها ليست وطنية، بقدرما هي جيوش مراسم تشريفات وحماية خاصة لكراسي أنظمة الحكم العربية ، وهي حتماً وبعد العديد من التجارب المريرة ثبت بأنها ليست جيوشاً ( باسثناء الجيش المصري)، بل هي عصابات وميليشيات قبلية وطائفية مسلحة موجهة ومدفوعة الأجر، وتشكيلات حزبية وجماعات فئوية ، وثلة مرتزقة مدربة جيداً للقتل، ومنها ما يدعى حرس الحماية الرئاسية ، وخير مثال على ذلك هو ما يحدث الآن في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن والصومال والسودان ، وعصابة فتح والأربعين مفاوض، في الضفة الغربية بفلسطين ، وغيرها من الدول العربية، وأما الأعداء يا أصدقائي، فهم بلاريب الشعوب العربية الغازية النازية الفاشية الإرهابية ، فلطالما شكلت الشعوب العربية مشهداً دامياً تبقر فيه البطون وتفقأ فيه العيون وتقطع فيه الرؤوس، وتسحل فيه الأجساد، تماماً كما تفعل شخصيات أبطال الديجتال ووحوشها الأسطورية ولكنها في الحقيقة وللأسف الشديد، لاتفتك إلا بالشعوب العربية المسحوقة، أما أسوأ ما في تلك الأحداث إن المتحكم بمفاتيح لعبة المجازر الدامية ، والتي تحرك حكامنا المُلهمين وحيواناتهم المتوحشة، هي نفسها الدول العظمى راعية السلام الدولي، فهنيئا لنا بحكامنا العرب أبطال الديجتال.
المحامي محمد ابداح
#محمد_ابداح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟