أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - هل تعوّض الأحاسيس -المنبريّة- المعلوم من الشيء بتحسّسه تحت المنبر؟ .. فوق ؟














المزيد.....

هل تعوّض الأحاسيس -المنبريّة- المعلوم من الشيء بتحسّسه تحت المنبر؟ .. فوق ؟


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 03:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. أي هل من الممكن عن طريق الإحساس تقييم الشيء بنفس تقييمه بالقواعد المكوّنة له .. في اللغة مثلاً , الإيقاع الصوتي للغة يلعب الإحساس الشخصي دوراً بارزاً في تقييم نوعيّة نغمته بغضّ النظر عن اتّباع القواعد لمكوّن الكلمة أو الجملة من ناحية القواعد اللغويّة .. ففي اللغة العربيّة يتملّكني أحياناً وكأنّني حين أستمع لترتيل من القرآن بفخامة تنقلني بعيداً إلى عالم من القشعريرة .. أحياناً أحاول تفسير مثل تلك المشاعر "فأفرمل" مشاعري عند نقطة الصفر قدر ما أستطيع لأتبيّن هل هي حث لملكات الحنين تأخذني للماضي هل هل .. وما فائدة الاقشعرار وأنا مؤمن تماماً بما يدعوني له بما لست بحاجة لترغيبي بالترتيل .. هل فكّر أحد المكّيّون زمن النزول بمثل ما أفكّر به اليوم وهو يستمع لصوت ابن مسعود يرتّل ؛ كفر بعقله أم آمن بعواطفه ؟ أكيد هناك بعقله من كفر إن كان الترتيل "يستجدي الجميع" .. هل الترتيل لمخاطبة أصحاب العواطف , أم هل هو عام لمخاطبة الجميع , لا يستقيم الأمر إطلاقاً فلابدّ وهناك تمييز قد تكون "ورتّل القرآن ترتيلا" خاصّة بظرف لقوم بعينهم اندثر "تنجيمه" ففقدت "الضرورة من التنزيل" مع ما فقدنا الكثير جدّاً بحيث بدا القرآن "مخلوق" كما أراد الخليفة المأمون أكثر منه "منزّل" ؟ .. أكيد هو الماضي , التربية الطفوليّة والنشأة لها أجوائها الّتي نقشت نسماتها فوق أغشية الحنين الرقيقة تثار مع كلّ إثارة من شجن .. فالفخامة لا تعني إلاّ رفض ما غيرها ولا تقبل إضافة للواقع بل هو المكان الّذي يرسمه لك التفخيم ؛ كقصر فخم ذو طراز قديم جميع أثاثه ينتمي لمرحلة ولّت من الذوق والتذوّق لا يصلح تعلّق على جدار صالته لوحة لعمل حداثي فنّي في الرسم حتّى ولا مرحلة من مراحل "الدادائيّة" القريبة جدّاً لعصور الفخامة ! أو ملصق "جشتالت" لفتاة معاصرة ترتدي زيّ سباحة "معاصر" كأن يُعلّق في غرفة نوم فخمة تعود للعصر الباروكي .. إذاً التفخيم لا يستوعب سوى مرحلته .. ولغتنا العربيّة أظنّها كذلك , يعني هذا بما أظنّها تتعرّض للموت في حين نحن وبسبب "الاقشعرار" نظنّها بوهم أنّها لا زالت تؤثّر فينا في حين ضلّت قاصرة عن التعبير الحداثي مالم يدّارك الجميع ويستنفر ؛ في وقت أنّ النشأة الدينيّة هي الّتي تحوّل المؤثّر المرتّل في نفس المستمع إلى ذكريات ماضيه التربويّ الأوّل فيحنّ إليه لكن لا يرغب العودة إليه في قرارة نفسه فيستغفر الله في سرّه ويستعيذ به من الشيطان لينسى الوساوس ! ما يطمئنني أكثر بصحّة حدسي هذا هنا هو أنّني كنت مارّاً بطريق تجاري وسط باحة مستديرة لحيّ أوروبّي عتيق أحبّ المشي راجلاً فيه لا على درّاجة هوائيّة كما اعتدت واضح عليه طرزه العمراني الفخم , حقيقة هزّ وجداني بشدّة صوت شبه أوبرالي مسمعي يؤدّيه شاب واضح على معلم وجهه وهيئة ملبسه البسيط التديّن وكأنّه أحد شخوص رواية "مرتفعات وذرنك" فرّ منها عبر آلة عبور الزمن إلى تلك الباحة في تلك اللحظة وقد كانّ يشدو تحت سقف باب على دكّته الأولى لبناء فخم قديم وبعض المارّة استطاب الاستماع فوقف "مستطعماً" والشاب "يرتّل" ترتيل أوبرالي بأعلى ما أمكنه من طبقات صوتيّة تموج بسرعة إلى أعلى وبرصانة ليهبط سريعاً باتّزان شجيّ يهزّ الوجدان فعلاً أنساني "وإذا الوحوش حشرت" ! وهكذا فيبدو عليه الانفعال رغم تماسكه الواضح و بحيث دبّت في أوصالي نفس عوارض استماعي لصوت أبو العينين الشعيشع .. حقّاً كانت دقائق لن أنساها إطلاقاً ولن انسى وجه ذلك الشاب "الوذرنكيّ" وهو يرتفع بنا أعلى إلى طبقة سماويّة ما بحيث تعلّقت أكثر بالغناء الأوبرالي أتابعه أكثر بكثير من ذي قبل .. هو أثّر بي لكن على خلفيّة فنّيّة متقدّمة "مطمئنة" لا أدري لولاها ما هي حقيقة مشاعري ستكون , هل سأعزف عن سماع "نمطي" , وسيكون مملّ حتماً , وأبحث عن كلّ جديد ؟ ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجيشاه ؛ حَلّوه لتذبحنا داعش وطائرات , هلا ذبحوا جيش -الأسد ...
- -رصاص- ذكي يصيب الجندي المنبطح فقط
- الجعفري ؛ قائلاً ..
- اللهمّ -عجّ- فرج إسرائيل من النيل إلى الفرات بديلاً عن التهر ...
- الحجيج متّهمون وإن حجّوا , هلا تقونن ذنوبهم ..
- الأميركيّون متورّطون , اللهم لا شماتة
- بادّعاء داعش , إسقاط النظام السوري عبر الموصل , ب-تعاون- الم ...
- الصدر يغرّد خارج -الزرب-
- حكومة ميانة وطنيّة
- 1991 العراق بصدّام -المرعب- هدّد أمن الجيران وفي 2003 هدّد أ ...
- كُبّيهه صُبّيهه .. هيّا ننتحر بداعش أفضل من هالعيشة الگشرة
- الخوف عبادة .. لدى العرب
- المالكي بعد أن كعّ كأس ثمانيته كعّاً يتوسّل أخرى يلحس بلسانه ...
- سينتصر الكردي .. ولأنّ غزّة قراراتها نبض شعبها المتمرّس غصبا ...
- الهيكلة المحمّديّة للاسلام الهيكلة الداعشيّة له
- سبايكر للتغطية على مصعب ابن عمير
- الرياضة تجارة سياسيّة في بلداننا وليست الصناديق الانتخابيّة ...
- هي هكذا وظيفة السائق -الحكومة- الأضرار الناجمة تتحمّلها هي ل ...
- ما تفعله داعش استنساخ لما فعلته جيوش عمر وعثمان ومعاوية
- رسالة إلى قادة حزب الدعوة .. هوّه إسلام -لو كشّافة- !


المزيد.....




- هل يعاني بايدن من مرض باركنسون؟ البيت الأبيض يعلق والمتحدثة ...
- -قصف مستوطنة لأول مرة منذ بداية إطلاق النار-..-حزب الله- ينف ...
- -نيويورك تايمز- تكشف زيارة طبيب أعصاب 8 مرات للبيت الأبيض
- مسؤول سعودي يبحث في السودان استئناف -منبر جدة- والبرهان يتحف ...
- البنتاغون يعتزم مواصلة تطوير صاروخ -سنتنيل- العابر للقارات
- البيت الأبيض يقر بوجود فجوات بين حماس وإسرائيل بشأن اتفاق وق ...
- الولايات المتحدة تمنح بولندا قرضا بقيمة ملياري دولار لتلبية ...
- بوتين: التنمية الأسرية أولوية للدولة
- سحب سفينة الشحن -فيربينا- بعد استهدافها من قبل -الحوثيين- إل ...
- 6 أشهر فقط أمام -الناتو-.. روسيا تحذر


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - هل تعوّض الأحاسيس -المنبريّة- المعلوم من الشيء بتحسّسه تحت المنبر؟ .. فوق ؟