|
إلى متى ستصمُد كوباني المُحاصَرة ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 23:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالهمرات والمُدرعات الأمريكية وراجمات كاتيوشا الروسية والسلاح والعتاد من مُختلَف المناشئ .. تقوم عصابات داعش المُجرمة ، بالهجوم على مدينة كوباني البطلة منذ حوالي الشهر .. مدينة كوباني المُحاصَرة بإحكام من ثلاثة جهات .. والجهة الرابعة أي الجهة التُركية ، لاتسمح بوصول حّبة دواء ولا قطعة شاش ، لا لُقمة طعام ولا قنينة ماء ، ناهيك عن السلاح او العتاد .. الى كوباني . الحِصار من الجنوب والشرق والغرب .. مفهومٌ ، فقوات داعش الفاشية العَدوة ، هي التي تُحاصِر ، بصورةٍ سافِرة وعلنية .. لكن الحصار التُركي ، هو الأكثرُ إيلاماً .. الحصار التُركي المُرّكَب هو الطعنة الغادرة . أردوغان تُركيا ( الديمقراطية ) ، لايسمح للمتطوعين من أهالي كوباني اللاجئين الى تُركيا ولا لكُرد تُركيا ، بعبور الحدود والتوجه الى كوباني للدفاع عنها .. قوى أمن تُركيا ( الديمقراطية ) قتلتْ لِحد اليوم أكثر من ثلاثين من المتظاهرين في المُدن الكردية التركية ، المُحتجين على السياسية التركية تجاه كوباني .. وجرحتْ المئات وألقتْ القبض على الآلاف أيضاً .. تُركيا الطامحة لدخول الإتحاد الأوروبي ، لاتسمح بدخول عشرة آلاف نازحٍ مدني من كوباني ، منتشرين على الحدود منذ عدة أيام .. تُركيا ( الإنسانية ) ترفض إستقبال جرحى المقاتلين الكُرد المدافعين عن كوباني .. والكثير منهم فارقوا الحياة على الحدود نتيجة ذلك . في الوقت الذي تُوّفِر تُركيا ، لعصابات داعش ، كُل ماتحتاج إليهِ .. بصورةٍ مُباشرة " في السابق ، أي قبلَ حوالي السَنة " ، وبصورةٍ غير مُباشرة بعد ذلك ولغاية اليَوم .. والحسابُ مدفوعٌ على داير مليم ، من قِبَل دول الخليج ولا سيما قطر والسعودية . كُل ذلك بعلمٍ أكيد ورضىً ضمني من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً . أما القصف الجوي الأمريكي والغربي " المزعوم " على داعش في مُحيط كوباني ، فهو لِحد الآن شَكلي وغير مُؤَثِر وضحكٌ على الذقون لا أكثَر . ......................... الى متى ستصمد كوباني البطلة ؟ .. ذلك هو السُؤال المُلِح .. كيفَ لبلدةٍ صغيرة مُحاصَرة من الجهات الأربع ان تُقاوِم الى ما لانهاية ؟ .. بدون أمدادات من أي نوع ، بدون كهرباء .. ولا ماء كافٍ ولا طعامٍ يسُد الجوع ولا دواءٍ شافٍ .. بلا أمدادات سلاحٍ وعتاد ؟ .. كُل ذلك ، ضد قواتٍ إرهابية شرسة ، أطاحتْ بالجيش السوري بإمكانياتهِ الكبيرة ، في العديد من المُدن .. وهزمتْ الجيش العراقي بكل أسلحته وعتاده ، في بعض المحافظات ، خلال سويعاتٍ فقط .. بينما مُقاتلوا كوباني من الجنسَين .. هؤلاء المقاتلين الإسطوريين .. الذين يصمدون منذ قرابة الشهر ، في وجه أعتى المجرمين ، ما زالوا صامدين من شارعٍ الى شارِع ؟. وزير الخارجية الفرنسي في أنقرة ، للتنسيق مع تركيا .. ووفدٌ أمريكي سيصل في الإسبوع القادم ، للتفاهم مع تركيا حول كيفية التعامل مع الوضع في كوباني .. وممثل الأمم المتحدة يطلب من تُركيا على إستحياء ، بالسماح بدخول المتطوعين عبر حدودها للدفاع عن كوباني .. كُل هذه المساعي والتحركات [ سلحفاتية ] .. فإلى ان يجتمعون خلال أيامٍ وأسابيع ، ووسط تماطُلٍ مشبوهٍ ومتعمد من النظام التركي .. فأن كُل ساعةٍ تَمُر ، تعني سقوط شهيدةٍ بطلة او شهيدٍ شُجاع ، في كوباني .. والعديد من الجرحى .. كُل دقيقةٍ تمضي .. تعني المزيد من المُعاناة والمآسي للباقين الصامدين في كوبانيكراد .. تعني وقوع شارعٍ آخر بيد العدو الداعشي ، تعني سقوط حَيِ آخر .. في هذه الحرب الغير مُتكافأة . .................... أرى ان تُركيا وأمريكا والغرب وحلفاءهم المحليين .. كُلهم لايُريدون في أعماقهم .. أن تبقى كوباني صامدة .. لايُريدون تحديداً أن ينتصر هؤلاء المُقاتلون الذين يعشقون الأرض والوطن ، ليسَ فقط لأنهم [ يساريون ] ، بل لأن المرأة عندهم تلعب دوراً بارزاً أيضاً . مُقاومة كوباني الثورية ، جاذبة لمُختلَف المقاومين بغض النظر عن جنسياتهم وأديانهم " وهنالك شابٌ أمريكي أبيض يُقاتل في كوباني ضد داعش منذ أسابيع ، مثلاً " ، وهنالك المسلم والإيزيدي والمسيحي والعلماني واللاديني والنساء ، في صفوف المدافعين عن كوباني . تركيا حزب العدالة والتنمية ، وأمريكا والغرب .. يحبذون أن يطول عُمر داعش لسنواتٍ طويلة .. بفكرهم التكفيري المتخلف وهمجيتهم منقطعة النظير .. فبمثل هؤلاء يستطيعون تنفيذ مخططاتهم في المنطقة . عصابات داعش الفاشية ، من جنسياتٍ وقومياتٍ مُختلفة ، ولكن الإسلام المُتطرف التكفيري يجمعهم . ..................... حتى لو سقطتْ كوباني كُلها بيد عصابات داعش الفاشية .. فأن جذوة الثورة فيها ، لايُمكن أن تنطفأ . فشعبٌ ينجب بيريفان وآرين .. لا يُمكن أن يُهزَم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت
-
- السهرات الإسطنبولية -
-
ثلاثة رسائل من كوباني
-
- أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -
-
اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
-
- اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
-
قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
-
تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
-
بينَ وادِيَين
-
المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
-
- كوبانى - تحتَ النار
-
العَرَب السُنّة الموصلليين
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
-
أكسير الصراحة
-
عُقداء وعُمداء
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
المزيد.....
-
لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م
...
-
بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و
...
-
برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع
...
-
نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في
...
-
سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد
...
-
إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب
...
-
فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع
...
-
عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ
...
-
لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت
...
-
زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|