أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-















المزيد.....

استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


ياسين شامل
يقسم الكاتب جاسم العايف كتابه "مقاربات في الشعر والسرد"* إلى ثلاثة أقسام. الأول: يخص الشعر. الثاني السرد. والثالث المسرح، وثمة مقال عن كتاب الراحل( خليل المياح) تحت عنوان "الباحث خليل المياح.. واستقلالية العقل أم استقالته.."؟!. هذه المقاربات التي أشتغل عليها الكاتب جاسم العايف،تنضوي تحت رداء عملَ فيه فعالية المجتهد في مواكبة النصوص والعمل على إيجاد المنافذ كي يدخل كلا النصوص التي أختارها ويصل إلى الهدف المرجو منها. وأرى أن المظهر الأبرز لعمل الكاتب في هذه المقاربات، هو رؤيته التي يمتلكها إزاء النصوص وتكاد تكون مشتركة لما تقدمه، بغض النظر إن كانت هذه الرؤية من الداخل أو من الخارج، أو كانت الرؤيتان متداخلتين. وإذا كان "فرانك أوكونور" يعطي وصفاً لبطل القصة القصيرة ليس باعتباره فرداً بل جماعة: "وهي جماعة تعاني من ألوان الضغوط الاجتماعية، وتسعى جاهدة إلى متنفس أو خلاص". نجد أغلب الكتابات التي تناولها الكاتب في مقارباته، تزخر بالشخوص الواقعين في لجات المعاناة والمصائر المأساوية. إن اختيار النصوص، قد ساعد على استشراف الأطروحات، على أساس تنوعها. ما بين التوثيق التاريخي الذي يستوجب ذلك في بعض المقاربات وعرض ما كان من سطوة السلطة وقمعها في تلك الفترة. انه يتناول في مقارباته الكثير من الأحداث، فهو الشاهد الأمين لزمن مضي وترك الأسى والحزن. ويعيدنا (العايف) إلى ما جاء به الكثير من الكتاب عن تلك الفترة العصيبة والتعبير عنها بكتابات في الشعر والسرد لتأتي مقارباته ذات توصيفات نتلمس فيها تحركاً دلالياً، ورؤى جمالية.
لوحة الغلاف
لوحة الغلاف تتناثر عليها حروف (Freedom) ونعرف إنها تعني (الحرية)،وحروف الكلمة المتفرقة. تأتي كاملة، وقد لا يستطيع المرء أن يجد لها مفهوماً متكاملاً، لكنها غالباً ما تأتي بصيغ مختلفة،كالخلاص من العبودية، أو الرفض،وربما الاعتراض،وغيرها،وغالباً ما تكون هنا كتقاطعات مابين الفرد والسلطة، فتصادر حريته، وتمتهن إنسانيته.يمكن أن نجد الحرية في عدة جوانب من التخطيطات المتناثرة على لوحة الغلاف،وهي تريد أن تأخذ أشكالها بحرية تامة. هذه اللوحة للفنان (هاشم تايه) تقع أسفل العنوان ،لتتناغم مع العنوان ويرتقى محتوى الكتاب بها إلى عالم الحرية الفسيح، والتي هي حلم الإنسان في هذا الوجود واشكالياته. لتشكل اللوحة وما في صفحات الكتاب كلاً مترابطاً،وقد كان اختياراً موفقاً لما يضم هذا الكتاب في صفحاته من توقٍ نحو الحرية.
مقاربات الغرائبي واليومي
الكاتب(العايف) يبحث في النص إن كان شعراً أو سرداً ليتقصى ما هو غرائبي وواقعي يومي، ضمن رؤيته، ويحدد تفسيراً، أو تحليلاً ليقترب بقوة مما يريده، أو يطمح إليه، وفي "مهدي محمد علي: شجرة مثمرة ..ومنجز غمرته الظلال" نقرأ: "رسخت تجربته الشعرية منذ بداية السبعينات بتواصله مع النشر، واعتماده ما سمي حينها بـ(القصيدة اليومية)". ونقرأ:" ثمة حضور يومي للمشاهد، مستقى من بساطة الحياة، ومصادفاتها الغريبة، المدهشة المكتظة". وفي إقرار ضمني يؤكد العايف: "عام 1973 نشر مهدي في جريدة طريق الشعب قصيدة بعنوان (قصيدة منزلية) عدت من أهم القصائد التي تناولت ربة البيت، وعبودية عملها المنزلي اليومي" (ص15).وفي القسم الثاني، يتابع الكاتب في مقارباته واستكشافاته، في (أوراق جبلية) لزهير الجزائري تحت عنوان، "أوراق جبلية: تجربة ذاتية وتنوع المنظورات الإدراكية".نقرأ:"لأن السارد/ الجزائري / كان في توجهه الكتابي - السياسي يمثل صوت وصورة المحيطين به، والمشاركين في الإعراب عن وجهة نظره، لذا أبعدهم عن كل ما سبق. وفي الظن إن هذا الجانب أسهم على نحو ما، في تقليل فرص التنوع على المنظورات الادراكية، وأفقد السرد (اليومي) مرونة الحركة بين المواقع المتبدلة للأصوات أو الشخصيات المشاركة" (ص107). ونجد في كتاب المقاربات صوت وصورة الكاتب في الحياة اليومية التي نتمثلها في الواقع المتخيل وتتجلى في الواقع المرئي.وكذلك نقرأ ما جاء عن المجموعة القصصية انكسارات مرئية لياسين شامل، تحت عنوان: (انكسارات مرئية.. محاولة لاختراق المألوف والشائع): "وهذا ما سعى نحوه (في انكسارات مرئية) باعتماده على حركة الحياة اليومية ووقائعها وتجلياتها ومعطياتها والقاص-شامل- يثق ويعتمد على ما قاله (جون برين):" تذكر دوماً انك تتلمس طريقك إلى ما تكتب مستعيناً بإحساسك..ولذا فعليك أن تكتب لترضي ضميرك أولاً، وان تنقل بأمانة ونزاهة تامّتين،رؤيتك للعالم الذي يحيط بك".(ص126). وفي (كوكب المسرات): "شهادة جارحة .. تعدد التجنيس" نقرأ: " فللكاتب سيرته وتجاربه التي يروي فيها مراحل ما في حياته، وقد رواها السباهي بلغة أدبية تمتلك طاقة جمالية وتعبيرية عبر تشكلها وتوجهها السردي، ومع حدتها الجارحة والقاسية، وذات التوجه والمنحى الذي يبدو (غرائبياً) لكثافة واقعيته الفعلية" (ص88).
مقاربات المراثي
أهدى الكاتب(العايف) كتابه إلى زوجته الراحلة. ونجد في اغلب ما طرحه الكاتب حول مهدي محمد علي، ما هو إلا رثاء عميق. وفي موت الشاعر الشاب (مهدي طه) يقول الكاتب عند سماعه الخبر: يا للفجيعة.. أيها ".. ..." أما آن لكم أن تعرفوا إن للصبر حدود؟! ". نشعر بعمق المأساة في ذلك الواقع القاسي الذي يحيل الإنسان إلى عدم ويمتهن آدميته، فلم يكن موت الشاعر (مهدي طه) موتاً عادياً، فهو في عمر الشباب، ومات غرقاً وهو يجيد السباحة.وفي بداية هذه المقاربة عن الشاعر مهدي طه يختار الكاتب هذا النص:
"إذا ابتكر النهر ثانيةً لعبةً للغرق
سيضمخ كفي دمي
وسأصرخ من غرقي: أبتعدْ".
ويوضح لنا (العايف) عمق المأساة، وهي بالحقيقة مأساة العراقيين نتيجة لوجود النظام الشمولي. وتحت سطوته تكون الثقافة، والحياة ،الإنسانية معها، موجهة باتجاه واحدٍ يخدم مصالح النظام ويمجد رأسها وتوجهاتها، ويتعرض للقهر ومن ثم التصفية لمن يحمل رأياً مغايراً ولا يهتف مع الهاتفين. ونقرأ "كان ذلك أول الرحلة التي بدأت عام 1972 حيث ألقى الشاعر قصيدته (صورتان على نافذة..أنجيلا ديفز) لتنتهي نهاية مدوية وفاجعة، عام(1975 ) إذ أنضم إلى قافلة الغياب أصدقاء جدد لمهدي طه." ص 29. وثمة لفتة جميلة ذات دلالة ، غريبة، حيث يكشفها لنا (العايف) بأن عمر الشاعر (مهدي طه) قد توقف عند الثانية والعشرين سنة ، وكذلك عدد قصائده كانت أثني وعشرين قصيدة، يا لسر الأقدار، وحمق تلك الأيام، وفاجعة المصير الإنساني للشاعر الشاب(مهدي طه). والكتابة عن المغدورة (أطوار بهجت) هي بحد ذاتها مرثية كبرى، وذلك لهول الفاجعة والمصير الذي حل بها، إذ: "وضوح مشاعرها الوجدانية والإنسانية، وهنا تكمن شجاعة (أطوار) التي تميزت بها وقادتها نحو الغياب المأساوي المادي، الذي سنخضع له جميعاً ذات لحظة ما" (ص40). وكذلك في دراسته المعنونة "جدل الشعر والرسم" عن كتاب الرسام والناقد خالد خضير (قيم تشكيلية في الشعر العراقي). يكفي أن نقول في ديوان "أمير من أور" للشاعر حسين عبد اللطيف" هو رثاء الفنان الراحل شاباً في الغربة (أحمد الجاسم).كل ما طرحناه، وما لم نطرحه، من ملامح المراثي المتناثرة في صفحات الكتاب، يتناغم مع رثاء الإهداء الذي يشكل بؤرة الرثاء وهو أكثر التصاقاً بوجدان الكاتب.
استهداف القارئ
في مجمل المقاربات التي أشتغل عليها الكاتب(العايف) أستهدف فيها القارئ لأخذه إلى منطقة مؤثرة قد يتحقق في ارتداداتها الحلم الإنساني في الوجود، وهذه المنطقة فعالة في عمق الذات نفسها، ولها اشتغالها في الوضع العام.وإن كان الكاتب قد عمل في حدود معالمها بدراية منه، أم دونها، فقد بانت تلك المنطقة ومؤثراتها على المستويين الموضوعي والدلالي. قد نجدها مثل (يوتوبيا)، حلم الوجود الإنساني، وحلم الشباب بتغيير العالم عبر أفكارهم وتطلعاتهم، فالكاتب يريد أن يؤكد للقارئ، إن كل هذه المآسي التي تعرض لها الكثيرون من كتاب النصوص وما دار في النصوص، من استلاب، وظلم وتشظي، وغيرها هي مرفوضة، والكاتب (العايف) يطمح أن يتحقق حلم الإنسان كأغلى قيمة في الوجود، ما هي إلا اجتراح يتماهى مع التاريخ الذاتي للكاتب.وقد يبدو، ما تقدم جلياً حين نقرأ "سقوط الإنسان تحت القسوة والتعذيب، انهيار الأحلام الشبابية والأمنيات الثورية من أجل العدالة الاجتماعية - الإنسانية، تلك (اليوتوبيا) التي تسربت مكابداتها كالماء من بين الأصابع، بفعل الدكتاتوريات المتعاقبة" (ص90). وبما يمتلكه الكاتب من سعة في الاطلاع، وما أكتسبه من خلال التجربة المعرفية و الحياتية، واعتماده المصادر الرصينة، فقد بذل في(مقارباته..) جهداً كبيراً، وأجاد.
*منشورات مجلة( الشرارة) النجف- ط1-2013. الغلاف للفنان هاشم تايه



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر فوزي السعد ومراثي (الريشة والطائر)
- ما وراء السحب.. إدانة للحروب وخساراتها
- -ممر الضوء-.. البعد عن الخسائر الفائضة
- عبد الكريم كاصد .. (45 ) كتاباً وأكثر
- رسوم على ورق..المعرض التشكيلي الثامن للفنان:.. هاشم تايه
- في رثاء العراق .. ؟!
- المحنة العراقية
- النفط في العراق:.. التاريخ.. والراهن.. و المستقبل
- عاصفة أوراق: ماركيز.. وعواصف: العراق
- (أردابيولا) ل(يفتوشينكو):..استشراف لمجتمع في طريقه إلى الانه ...
- عن: قراءة في السَّردِ النّسوي العربي - للناقد العراقي: عبد ا ...
- رحلة علي عيدان مع قصيدة النثر:.. و(هنالك.. وأبعد)
- الأول من أيار..وبناة الحياة..صناع المستقبل
- الشاعر منذر خضير:.. ورحلته إلى السماء السابعة
- قدرات الدماغ البشري الفائقة:.. و علم (الباراسيكولوجي)
- في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (2 -2 )
- في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (1 -2 )
- مقاربات في الشعر والسرد..شهادة عن الإبداع العراقي الحديث
- في الذكرى الثمانين لأضواء: ( 31 آذار 1934)
- كنت ألمحه..؟!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-