|
كيسنجر والإرهاب والنظام العالمي الجديد
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 00:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
. حسن صابر - كنت في لندن عام 1974 وقبل أن أتركها علمت من السفير المصري هناك في ذلك الوقت الفريق سعد الدين الشاذلي أن هناك عددآ من ضباط وجنود الجيش المصري يعالجون من الإصابات الخطيرة جداً التي أصيبوا بها خلال حرب أكتوبر1973 في أحد مستشفيات لندن فصممت على زيارتهم في هذه المستشفى لإظهار وقوف الشعب المصري معهم ولأقبل رؤوسهم وأياديهم ، وأذكر منهم ضابطآ برتبة مقدم لا أذكر من إسمه الآن سوى إسم عائلته " النادي " وتوطدت العلاقة بيننا ، وحرصت على زيارته يوميآ ، فإذا به في أحد الأيام يصف لي طبيعة إصابته وكنت أتجنب الحديث عنها حتى لا أتسبب في آلام نفسية له ، ولكن يا للعجب وجدته فخورآ بإصابته لأنها كانت في سبيل تحرير أرض مصر من الإحتلال الإسرائيلي ، وذكر لي هذا المقدم أنهم تقريبآ يضعون له نصف وجه ، فقد فكه الأيسر ، وفقد أنفه بالكامل، وفَقد عينه اليسرى ، وإحترق جلد نصف وجهه الأيسر، وقد أبدع جراحو التجميل البريطانيين وجراحو العيون والأسنان في عمل فك صناعي له ، وأنف جديد ، ثم تم عمل كسوة جلدية للفك والأنف الصناعيين وتركيب أسنان جديدة على الفك الصناعي . . تذكرت كل هذه التفاصيل حين شاهدت مقدم الشرطة ساطع النعماني نائب مأمور قسم بولاق الدكرور ، أحد ضحايا الإجرام الإخواني ، والذي أصيب في أحداث بين السرايات ، شاهدته على شاشة التليفزيون يوم أن وطئت قدماه أرض مطار القاهرة عائدآ من رحلة علاجية في سويسرا فسجد لله حمدآ وشكرآ وسط إستقبال حافل يليق ببطل مثله ، حين شاهدت وجهه شعرت أن العمليات التي أجريت له ربما تكون مطابقة للعمليات التي أجريت عام 1974 لمقدم الجيش الذي تشرفت بمعرفته ولقائه في لندن ، ولكن كان هناك دائمآ هذا الفارق لأن مقدم الجيش فقد نصف وجهه وهو يحارب جيش إسرائيل المغتصب ليطرده خارج أرض مصر ، أما مقدم الشرطة فكانت إصابته نتيجة عمل قذر من فئة دموية ضلت الطريق وباعت نفسها للشيطان ، وياله من فارق كبير في الحالتين رغم أن كلاهما من الأبطال الذين دقوا أبواب التاريخ ليفتح لهم ولبطولاتهم ، ، ولكن هذه البطولات لم تك كافية لفتح كتب التاريخ التي تدرس في مدارسنا بعد أن إحتلها الزعيم محمود بدر ورفاقه من قادة تمرد .
- علمت أن هنري كيسنجر أشهر وزير خارجية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية قد أوشك على الإنتهاء من وضع كتاب جديد بعنوان " النظام العالمي الجديد " New World Order " ، ومنذ أربعة شهور كنت قد إنتهيت من كتابة سلسلة من تسعة مقالات عن هذا الموضوع ، وبنفس العنوان ، ولهذا فإني أتشوق لقراءة كتاب هنري كيسنجر ، وهل سيتضمن كتابه أن القوى التي تحكم العالم الآن هى النظام المركزي المالي الفيدرالي ، وهل سيتضمن الوصايا العشر التي وجدوها محفورة على حجر من الجرانيت في مدينة إلبيرتون التابعة لولاية جورجيا، والتي تشمل ضرورة إنقاص عدد السكان على كوكب الأرض من سبعة مليارات إلى نصف مليار فقط ، وعلاقة طبقة المتنورين Illuminati مع الماسونية العالمية وبدء التمهيد للنظام العالمي الجديد منذ أيام الثورة الفرنسية ، وأسباب نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية والدور الأمريكي فيهما ، ثم ضرب اليابان بقنبلتين ذريتين في هيروشيما ونجازاكي ، وحرب فيتنام وصولآ إلى مؤامرة ضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك 9/11 تمهيدآ للحرب ضد العراق وأفغانستان ، وكيفية صنع رؤوس الأموال ، وقصة صنع البترو دولار ، ثم فضيحة Bohemian Grove ، وأسباب الحرب على العراق ، و ما هى RFID CHIP ، والزلازل والبراكين المصطنعة ، وأتمنى أن يلتزم هنري كيسنجر بأمانة التاريخ ودقة البحث العلمي ، وألا يخشى الإرهاب الأمريكي ، حيث أن المتبقي من عمره ليس كثيرآ ، وإقترب موعد لقائه مع الله .
- سورية . . أين أنتي حبيبتي . . أين حضارتك التي ضربت في أعماق التاريخ آلاف السنين . . أين حبك للحياة ، وحب الحياة لأهلك . . أين قدودك الحلبية . . أين لياليك الحلوة . . ما عرفت شعبآ يحب الليل مثل شعبك ، ولكنه ليل الفرح والسعادة ، وليس ليل القتل والإرهاب ، وما عرفت عائلة سورية إلا ويوجد فيها مغنية أو مغني ، وواحد على الأقل يجيد العزف على آلة موسيقية ، أين مأكولاتك لذيذة المذاق ، لماذا إنفضت الإحتفالات وإبتعدت عن أرض سورية ، سؤال لا يبحث عن إجابة لأنها معروفة ، فالإحتفالات لا تتواجد مع الحروب ، والغناء لا يسمع وسط ضجيج أدوات القتل والموت ، الطيور تبحث عن الهدوء والسكينة كى تصدح بأحلى النغمات ، كيف لأبنائك أن يصدحوا بالغناء وهم خائفون مرتعشون ، لأنهم إذا عاشوا اليوم فلا أحد يضمن لهم أن يعيشوا غدآ أو بعد غد . . ماذا فعلتي يا حبيبتي كي يكون هذا هو مصيرك ، أهو ثمن الصمود والتصدي اللذين أعلنتي عنهما وتمسكتي بهما أم ماذا ؟ كانت قلوبنا تهفو إليك يا شام ، نريد زيارتك ، ونريد الصلاة في مساجدك ، فإذا بأهلك يا سورية يغادرونها ليس بحثآ عن عمل أو وظيفة ، أو طمعآ في ثراء زائل ، بل غادروك طلبآ للحياة وهربآ من موت مذل ، غادروا منازلهم وعاشوا في مخيمات على سفح الجبال وفوق رمال الصحراء ، ما أقسى أن أشاهد شعبآ أبيآ كريمآ يصارع البرد والأمطار كي يعيش الحياة ، ويهرب من طيور الظلام كي تلتهمه خفافيش الليل . . يارب رحمتك بأهلنا في سورية فهم أبرياء ، حرموا حتى من حرية مع من يكونون من أطراف النزاع . . إلطف بهم يارب وخفف عنهم ، وأرسل لهم ملائكتك ليرحموا أطفالهم ، ونساءهم ، وشيوخهم ، فأنت سبحانك قادر على إزاحة ظلمة الحرب عنهم وعودة شمس السلام والحب إلى ديارهم . . آمين يا رب .
- ربما تظن الولايات المتحدة الأمريكية أن من حقها أن تخطط لمؤامرات تخدم مصالحها في أي وقت ، وفي أي مكان بالعالم ، لكن من واقع أنها دولة عظمى ، يجدر بها ألا تعامل بقية شعوب الأرض بغباء وإزدراء . . أنا شخصيآ إنسان بسيط ، ولا أمثل إلا نفسي ، لكني أكره أن يعاملني أحد بإستغباء وأن يهين ذكائي . . كانت هذه مقدمة لابد منها قبل أن أبدأ الرد على الطلب الأمريكي من مصر بأن تنضم إلى القوة العسكرية الموحدة التي شكلت لمحاربة إرهاب داعش ، فمنذ بضعة أشهر فقط كانت أمريكا هى الداعم الأساسي لتنظيم إرهابي آخر هو تنظيم الإخوان المسلمين فدبرت وخططت لكل أشكال التآمر على مصر لأنها القوة الوحيدة في الشرق الأوسط التي إستطاعت مواجهة مخططات هذا التنظيم وإسقاطه والعجيب أن أمريكا لازالت تحاول حماية أعضاء هذا التنظيم الإرهابي في نفس الوقت الذي تطلب فيه مشاركة مصر في مواجهة داعش ، ومما لاشك فيه أن أمريكا لازالت تتذكر التحالف الدولي ضد العراق ولكن هذا النموذج لن يتكرر بعد أن أدرك العالم كله أن الدولة هى التي سقطت في العراق وليس صدام حسين فقط ، وقد أدى هذا السقوط إلى تقوية نفوذ النظام الشيعي في إيران حتى كاد أن يكون هو الخطر الأكبر على دول الخليج العربي بعد أن دانت له السيطرة على أنظمة الحكم المتعاقبة في العراق ، ويتساءل المصريون ومعهم بقية الشعوب العربية عمن تكون داعش ، فمنذ ثلاثة شهور لم نكن نسمع عن داعش ، ثم ظهرت فجأة على مسرح الأحداث في سورية ومنها بدأت الإنتشار وظهرت كقوة عسكرية يحسب لها ألف حساب خاصة في محيط دول متهالكة عسكريآ مثل سورية والعراق ولبنان ، وتستمر الأسئلة والإستفسارات عن داعش على النحو التالي :
* من هى القوة الكبرى التي عملت على خلق هذا التنظيم ؟ * من يتولى توفير مصادر التمويل التي تعتمد عليها داعش في عملياتها ؟ * من يزود داعش بالمعدات العسكرية المتقدمة التي تستخدمها في عملياتها العسكرية ؟ * ما هو سقف الأهداف التي تريد داعش تحقيقها ؟ أو بالأصح يراد لداعش أن تحققها .
وحتى تتضح الإجابة على هذه الأسئلة والإستفسارات يبقى من حق الدول المشاركة في التحالف ضد داعش أن تعلن أن الضربات الجوية لن تحسم المعركة وأنه بدون التدخل البري لن يتم القضاء نهائيآ عليها ، والدليل أنه رغم مئات الطلعات الجوية وقصف أهداف لداعش إلا أنها تزداد قوة ويتضح ذلك جليآ في بلدة كوباني التي تحرز فيها داعش إنتصارات ملحوظة تكاد تؤدي إلى إحتلال البلدة بالكامل ، وهناك من يشك في أن داعش هى إنتاج إستخباراتي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وأنها تبلغ بموعد الضربات الجوية قبل وقوعها حتى تتخذ من الإحتياطات الأمنية ما يحافظ على مقاتليها ، ثم تصدر البيانات التي تتحدث عن عدد القتلى في صفوف داعش دون التأكد من مصداقيتها ، ربما لهذا السبب لم توافق أمريكا على أهمية التدخل البري كما إقترحها السيد / رجب طيب إردوجان رئيس جمهورية تركيا .
ثم لماذا التركيز هذه الأيام على داعش بينما لازال تنظيم القاعدة يعبث بأمن ليبيا ، ولازال الحوثيون يعبثون بأمن اليمن تنفيذآ لمخطط إيراني يستهدف السعودية وبقية دول الخليج ، ولازال التنظيم العالمي للإخوان المسلمين يواصل مؤامراته على مصر مستخدمآ كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، وتنظيم خلايا القدس الجبان الذي يتباهى بإغتيال الضباط والجنودالمصريين ، ولماذا السكوت على جماعة بوكوحرام الإرهابية التي تختطف وتقتل في نيجيريا وبقية دول أفريقيا دون رادع غربي لها سواء من أمريكا أو أوروبا . . نحن نتساءل لماذا لا تعلن حرب مباشرة على كل التنظيمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم إن أردنا إستئصال كل أشكال الإرهاب ، أما الإبقاء على بعض التنظيمات والتركيز على البعض الآخر هو نوع من الإبتزاز السياسي والعسكري الرخيص تمارسه الدول الكبرى ضد شعوب العالم كافة .
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خمر الإخوان وحشيش 6 أبريل!
-
دومة: الإرهابي..
-
نصر أكتوبر في عيون وقحة
-
سلام سلاح لخير أجناد الأرض في يوم النصر
-
معركة الثغرة: هكذا انتصر جيش مصر رغم أنف الصهاينة والإخوان
-
اغتيال رئيسة الأرجنتين
-
جندي في جيش مصر.. ولا فخر
-
آينشتين: الإسراء والمعراج صحيحة
-
السيسي يقدم للعالم رسالته في الديمقراطية
-
سلاح ال(HAARP) الأميركي يشعل النار في الأقصر
-
منجم السكري المنهوب (عيني عينك)
-
السيسي يناور كالفراشة ويلدغ كالنحلة ... (فيديو)
-
تمرد غزة: حماس ازدادت توحشاً .. والفلسطينيون يحلمون بالخلاص
...
-
الإخوان والمخابرات الأميركية وراء إسقاط الطائرة المصرية
-
أمريكا تقصف مصر بسلاح الزلازل -HAARP-
-
آلن وست: الخارجية المصرية هزمت -الأميركية- في موقعة داعش!
-
صرخة ضابط شرطة!!
-
-الوطن- تحاور عدو الوطن!!!
-
إلي مخابراتنا الوطنية: الإخوان العائدون مجرد جواسيس
-
الأزهر رهينة في يد الإرهاب الإخواني
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|