أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - يوميات














المزيد.....

يوميات


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 21:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




يعصره الألم ويشعر أن هواء المنزل بات خانقاً، فيخرج للشارع للا شيء، المهم الخروج.
يمشي حيث اللا شيء تاركاً المهمة لرجليه تقودانه كيفما اتفق على اديم ارض هذه الأجساد، ماتوا فنسوا كما سيموت ويُنسى، يسير في غيبوبة من تفكيرٍ وسَرَحانٍ ما أوقظه منه إلا دَوي زحلقة اطارات سيّارة كادت تدهسه.
ألالم ليس من الأمراض بل من الأعراض، هذا ما أخبر به الطب قديماً وحديثاً. تعصر الامك لتخرج دمعة أو اهات تخرج مع نفثات سيجارة أو (اووووف) من ضجر.
يُقبض النهار ليحيا الليل الطويل وأحلى ما فيه الخلوة، يقلب بالريموت محطاتٍ ومحطات ويتذكر أن ما فات مما يُسمى حياة هي أيام عمره التي مضت وتمضي وستمضي كمضي القناة تلو القناة بكبسة زرٍ في أجزاءٍ من الثانية.
يفتش عن ضحكٍ لعله مخبأ في فلم أو مسلسل أو مسرحية أو حتى اعلانٍ تجاري لتذهب عنه كدر وغم ما سمعه وشاهده في نشرة الأخبار من قتلٍ وتفجير وفساد لقناة شريفة جداً تضيف من عندها لتسيء أكثر وتتلوها تغطية اعلامية لا تقل بالشرف جداً عن النشرة ومحلل سياسي (كلب بن كلب) بعدها.
انتهت قائمة القنوات ولكن لم ينتهي عمره بعد فله يومٌ جديد سيبدأه في الغد سيكون ربما أسوأ من أمسه ولو تساوا فلله الحمد والمِنّة ولو كان أفضل فيا لمحاسن الصدف.
ما قيمة هذا العمر وهذه اليوميات التي يأكل يابسها أخضرها، وماهو هذا الحاضر الذي تهرب عنه بذكريات ايام ماضية تداعب بها شرودك بصفناتٍ لم يصفنها (مطي) في حر شهر اب (اللهاب).
من تساوا يوماه فهو مغبون، مقولة سمعها من ذي قبل فعرف أنه مغبون (بن 16) مغبون.
يهرب من حاضره بذكرى ماضيه وعندما كان ماضيه وقتذاك حاضراً كان يهرب منه أيضاً بذكريات أقدم لم يعشها بل قرأ عنها وعرف مما قرأه أنها كانت أفضل لدى مقارنته إياها بواقعه المعاش.
ليس هو فحسب بل مجتمعه الذي يبات سكراناً على ذكرى الحضارات القديمة وماثرها وينبوع الخيرات المتدفقة التي ألبسته وإياهم جلباب الألم لا من خيرها (معاذ الله) وكثرته، بل لما فعلت ببلده وقادت على قدر كثرتها أن تصبح كثرتها كشحتها بل أشح.

ليس محظوظ...!
ولو صادفه الحظ مرة فالحظ محظوظ...! من (خرب بالحظ)...!

أهي حياة تلك التي يعيشها من يتنفس فيها باحثاً عن ملجأٍ ليفرّ من واقعه، يفرّ من نفسه بأحلام يقظة، يفرّ منها بصفنات تطول وتقصر حسب المنغصات.
نعيب زماننا والدنيا وحبها وكم هي زائلة ولا تساوي (عفطة) ونروي قصص خيانتها، أهي تلك التي نعمل كالحمير من أجل أن نحياها ونحيا وجعها وهمها، وماله ومالها ولهمها.

مال هذا الصداع لا ينتهي، وماهذا الضجيج الذي يدوي في الرأس عند لحظة الهدوء، سياط تجلده جلداً مبرحاً.
هذه الراحة الحلم، وهذا العمر الذي يقضيه من يقضيه سكراناً بحياته اليومية ولا يصحا إلا عندما ينام ليعيش، وحتى عندما تنبعث في روحه الروح عند نومه فتنغص عليه (قاعدة بيانات) من ذكريات تخرب عليه أحلامه فتقلبها كوابيس ينتفض على أثرها من فراشه ليجد نفسه في ذات الكابوس.

مال لهذه النغمات ما عادت تطرب القلب، ومال هذه القصائد ما عادت تلهب اللب تشيّطه ولهاناً من سحر البيان، ما عادت كذلك، أهو سوء الحظ أيضاً (من خرب بيه).

يستمر البلاء ويستمر الألم ويعيش ما بقي له من أيام ولله المشتكى وعليه المعوّل، ولكنه لا يستسلم للألم والحسرة والهموم فقرر التحدي وأن يستمر وفي حسبانه بقعة ضوءٍ من أمل.



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين فكي نقابة الصحفيين العراقيين
- ما خانك الأمين فالخائن أمير المؤمنين
- وشاح الحروف العربية بألوان الاعظمي وشعر طه
- وشاح الحروف العربية بألوان فريال الاعظمي
- الأنتخابات والكلاوات
- رأي في الأحلام وحقيقتها وتفسيرها
- ذئب الأنبار ونعجة ميسان
- عاش ابو خليل
- الزوج لا يسمع وابتلت الزوجة
- إكتسب خبرة من هذا المدير
- الأسلام شرفٌ وصمه المسلمين بالعار ج2
- الأسلام شرف وصمه المسلمين بالعار ج1
- فوك الحمل تعلاوة
- البرلمان وقصة المائدة الكبيرة
- برلمان المستهترين
- احصائية بخسائر العراق على مسؤوليه
- صناعة الأخبار
- بين الفتحة والكسرة فضيحة
- من المستفيدين من قتل العراقيين
- الفرق بين مسلمي بورما والعراق


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - يوميات