|
الى روح سيلان اوزلاب
مجيب العمري
الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 20:38
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
اعترف انني لست الثوري الاخير، و انني لم اعد ماركسيا لينينيا مثلما خلت نفسي يوما. اعترف بان خطابات الثورة اصبحت تصيبني بالملل،انا اصلا كنت اكره خطابات الثوريين في الجامعة فذلك يصيبني بالضجر الى حد الرهاب اذ كنت اظن ان علي استغلال الوقت لاغرس راسي بين الكتب على ان ابقى للحديث عن الثورة. اعترف ايضا انني استعمل لوح اندرويد و حاسوبا امريكيا و نظارة فرنسية ،انا لست ثوريا و لا اناركيا و لا اناهض راس المال و لا الامبريالية و لا حتى علي بن صالح عطار حينا الذي اصبح مهرب كونترا عبر الحدود لكي يصبح من الاثرياء. اعرف انني قد لا اعجبك، لكنني لا احبك، و لا اعشقك، انا ربما احبك اكثر من مما اغمر به كتبي من لطفي.. لكنني قادر على ان اتقمص دور العاشق المتيم في فيلم سوفياتي عتيق من اجلك. في الحقيقة لا اعلم تاريخ ميلادك، و لا اعلم اسمك الثلاثي كما لا اعرف كليتك و لا اسم حبيبك الاول و لا تاريخ قبلتك الاولى فانا لا اهتم لذلك قطعا. لكن لو لكان لقاطعي الرؤوس ذرة كرامة، لفكروا في كل هذه التفاصيل قبل فصل راس رفيقتك.. انا نسيت اسم رفيقتك التي قطع راسها على ابواب كوباني.. لا يهم. فهي ايضا جميلة، راسها الذي يتدلى جعل المشهد جميلا على بشاعته و بشاعة الثعبان الاقرع قاتلها. انا حقا اتسائل لو كان لذلك الثعبان الاقرع القادم من جليد غروزني حبيبة شقراء تقطر دلالا و انوثة، هل تراه فعل ما فعله في القصير و الحسكة و ريف دمشق و اخيرا بكوباني ؟ ما اضيق عالمي الصغير و ما اوسع مخزن رصاصاتك و ما اعظمه. هافال سيلين اوزالب ساسميك الرفيق بلغتك كما ارضك كما زهرك كما جبال قنديل و زاغاروس اين اكتست الارض بطيبك و ارتطم بالقاع رصاصك، اعلم انك لا تهتمين الان بولهي حتى و ان طلبت الغيلة الى جانبك بنفس الرصاصة امام نفس القميء الوسخ، لن اكون حينئذ على طرف النقيض بل ساكون الى جانب خصلاتك و ساتعطر بعطرك ذلك الذي تخفين قنينته قرب مخزن الرصاص، ساخط على شفتيك باحمر شفاهك و ربما ركعت لك متعبدا حتى لامست جبهتي زهر السوسن. ستبتسمين و ستضحكين و ستطلقين جدائل شعرك، سوف تلبسين نظارتك العتيقة و تضعين ثوبك الزهري القصير، ستكونين فاتنة في الحفل الاخير اين قابلتك في خيالي لاول مرة، ساراقصك على انغام شيفان مسرا لك في اذنيك عن سر هذا العالم : لا الطب و لا الكهرباء و لا الحقوق و لا قوانين البحر و لا حتى الطاقة النووية او المال بقادرين على ان يصنعوا حوافز وجود هذا العالم ، هذا العالم معقد بسيط، ان ما يجعلك عزيزتي ترفعين السلاح هو نفس ما جعل آديسون يصنع فانوسه و هو تماما ما جعل سارتر يهيم ببوفوار و هو نفسه ما الذي يجعلنا نتنفس و نتشبث بالوجود، هو كذلك ما يجعلني اضيع وقتي في كتابة رسالة حمقاء : انه الشغف. نعم انستي انه فقط الشغف و الحب و الكره و الحقد و العشق و غير ذلك مما لا معنى له من مشاعر لم نقابلها يوما و لم نصافحها حتى و لم نجالسها في مطعم قديم او بار رخيص. هؤلاء عزيزتي اوغاد حمقى و سيبقون كذلك، لا تلقي لهم بالا مادمت ساخلد ذكراك، لا يهم ان احببتني ام لم تفعلي، اعلمي انني احبك و سافعل و ربما واصلت الحياة و اخترت لابنتي من الاسماء اسمك. تلك الرصاصة الاخيرة التي استقرت في جسدك، اين كانت؟ اين صنعت؟ من صنعها من ؟ملاها بارودا؟ هل علم صانعها انها ستسقر في جسدك الطري ؟ صانع البارود و الرصاص هو الاخر يرسم الاقدار، يعلم ان صنع يديه ينهي الحياة، انه سليل الالهة و كاتب الاقدار، تخيل ان العالم توقف عن صنع الرصاص.. تخيل ان كل رصاصة هي حبة اسبيرين او جرعة بينيسيلين، او باقة ورد او حتى قرص ليزري لفلم هندي رخيص . الن يكون العالم افضل ؟ لن تسمع انين ام تتالم، لن يتمزق قلبك و لن تئن الصخرة التي استقبلت دماءك في رحمها، و لن تبكي سماء كوباني مطرا على رحيلك. رحيلك جعل من ساحة الوغى معبدا ، اسقط الرب من جبل الاولمب عرى الداعرين باسمه و رفعك فاضحيت انت جايا ام الارض و بساطها. هذا المعبد لك، هذه الارض لك، و هذه السماء لك. اما بسمات ثغرك فهي لنا, لن اغار ان قاسمت الرجال بسمات ثغرك . لو اعيدت لك الحياة، كنت منحتك زجاجة البوتاسيوم لتذهبي بسلام بارتجاف بطيني قاتل.. ذلك افضل فانا اود ان اواجه ثغرك للمرة الاخيرة من دون دماء..
#مجيب_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البوتاسيوم اكسير حياة في زمن داعش
-
ثورة المشرط التونسي, من فلسفة النضال الى خزي لاعقي احذية الن
...
-
الارهاب في تونس من وراء النظارة.. مجرمون ام ضحايا ؟
-
نبي الفصام.. شيزوفرينيا الثورة
-
فوضى ما بعد الثورة : الاطباء الداخليون في المستشفيات التونسي
...
-
ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية
المزيد.....
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
-
برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر
...
-
غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|