أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثقافةُ والتحلل














المزيد.....

الثقافةُ والتحلل


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كتحلل الواقع إلى إقطاع سياسي مجمد في رأسمالية حكومية والذهنية الدينية إلى إقطاع متحرك مأزوم متفسخ بين الناس، يتمظهر ذلك في فقدان الثقافة ركائزها وشبكتها الاجتماعية الاتصالية ودورها وحضورها النقدي الفاعل.
دور الثقافة في الانتاج يتحلل، تغدو هي ذاتها مأزومة بحاجة إلى تشريح ودرس وتطوير، إنها البنية الحديثة الضعيفة التي تتفتت وتتدهور وتعود إلى الوراء، لدور الوسيط بكل نتائجه.
لا تلعب الوسائط الجماهيرية دوراً بنائياً، تغدو مظاهر للتفسخ العام، لا تقدر على تطوير الأدوات التي تطورت سابقاً لحد معين، ولهذا تغدو الثقافة شللاً وجماعات مستفيدة من موت الثقافة، من عجزها عن إنتاج الكتب، وإحياء النقد وتحويل الروابط لتجمعات ديمقراطية وطنية.
وهذا غير ممكن ويتعارض مع النقد الذي هو فلسفة أدبية وفنية حية، الكائنات الإبداعية تموت، تحتضر المكتبات العامة والخاصة تغدو علامات عجز بدلاً من أن تكون جسور ثراء.
التحلل في جوهره هو تحلل شخصيات الفئة الوسطى الصغيرة التي لم تعد قادرة على التحليل، على ربط الكتب والمقالات والفنون والآداب المأزومة بأزمات الواقع المنقسم العائد للوراء، قطعت علاقاتها بالفكر والفلسفة وتخثرت في أفكار وأشكال العصور الوسطى، راحت تعيد الاسطوانات المتوقفة منذ قرون.
المنطق والفلسفة أبعدا عن الممارسات، بدت أشكال العصور الوسطى تفرض نفسها، ويباسها التاريخي، فيصبح الشباب شيوخاً قبل أن يمارسوا أي تجارب صراعية حقيقية مع الواقع، مكتفين بمعاركهم الزائفة، يرتبطون بأكياس النقود غير المفتوحة، تصير ظاهرات التكرار وعجين التراب اليومي والافلاس الفكري وعدم فهم السياسة والبنى الاجتماعية هو الجهل المقدم للقارئ.
الترابطات التحليلية وتحليل السياسة التي هي أم الكتاب الرملي النثري غير ممكنة في وعي هو متفسخ كذلك، عاجز عن الوصول لأدوات منهجية، وبدلاً من أن يكشف السياسة تجمده، يقع أسيراً لألغازها فيتجه إلى التعميمات والإنشاءات اللغوية العاجزة عن كشف أي شيء.
الثرثرات اللفظية السياسية هنا ظاهرات معبرة عن تكسر المنهجية والعودة إلى خطابات الدعوية الدينية حيث كل شيء ينزل من فوق، فلا أدلة، ولا تشريح، على اليومي والجوهري، تغدو الكلمات خطباً منزهة منزلة من فوق، فلا مخاطبة للعقول بل ردماً لتناميها في كشف التناقضات الاقتصادية والاجتماعية للواقع، فلا يوجد مصطلح التناقض في مثل هذا الوعي، فالواقع مكتمل، سرمدي، لا يمكن أن ينفجر.
الغوص في التناقض نتاج عقلية ديناميكية، ولهذا فإن الذين كتبوا الدراسات الأولى عن الثقافة تجمدوا، تفسخاً مع الواقع المتفسخ.
ولهذا كانت النصوص والظاهرات الاجتماعية بلا تناقضات تاريخية بل بتناقضات شخصية سطحية، وتغدو الوفود والجوائز والمجلات والآثار أشكالاً للتحلل لا غنى لواقع الثقافة.
هو التحلل السردي وقد صار سياسة بيروقراطية، هي النصوص وقد عجزت عن كشف التناقض فصارت حطاماً من آثاره.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةُ القاهرة
- لغةُ التوصيفِ والفلسفة
- البُنى والأزمات
- الديمقراطية الحديثة وبناؤها
- مراحل الفئات الوسطى
- انهيارُ الفلسفة وسقوطُ التحديث
- عاميةٌ مساندةٌ للشمولية
- إزاحة التحديثيين عن لعبة الكراسي
- الأسلوبُ الآسيوي للعنف
- لا ديمقراطية بدون بورجوازية!
- زئبقية الوعي
- عبد الكريم قاسم.. هل كان مجنوناً؟
- النثرُ السطحي والتاريخ
- القحطُ والنفطُ
- تناقضٌ جوهري غير محلول
- الشاه وحداثةٌ لم تكتمل
- عمودٌ وهمودٌ
- بورقيبة وانتصارُ الحداثة
- حين تصير المعرفة انفجارات
- أردوغان والخداع السياسي


المزيد.....




- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثقافةُ والتحلل