انيس شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 10:10
المحور:
الادب والفن
الاهداء اليه الى (عماد عبد الرحمن )
كان قد طلبها مني فلم اتاخر عليه فكتبت له كلماتي فكانت كالاتي
من ورقا" ملون يزهو .. وحبرا" من منشأ اصيل لالون به كلماتي واحرفي .. وقلما" ذات لونا" جميل ومرصع بالشذر والكرستال الذي يتبهرج في انعكاس الضوء .. وكلمات استسقيتها من رحم معاناتي .. واحزاني .. وابتذال اراه كل يوم من هذا وذاك اركنه جنبا" على رفا" اهملته واقفلت شباك تلك النافذة .. لانني تخطيت تلك المرحلة .. لاستخلص اليك كلماتا " جميلة تليق بتاريخك العظيم .. يابلدي .. لانك تستحق مني اجمل وارقى الكلمات ..
لقد تهنا في عصرا" لم نقرأ عنه .. في الكتب او المجلات او حتى في تاريخا" مزيفا" كان قد دونه مستهترا" جبان .. كل افكارنا ..هواجسنا ..احلامنا ..طموحاتنا .. ذكرياتنا .. طفولتنا ..مدارسنا .. لم يعد لها قيمة فقد غابت فرحتنا من زمننا" بعيد بالاتي المستحيل .. حتى جمالها اصبح .. باهتنا".. باردا".. وشعلة" اطفئة كنا قد احتجنا لها في يوما" كهذا ..
الى متى ستبقى كسيح القدمين .. وها انت ترى .. فلم يعد شيئا" .. الانسان .. واين هو .. الضمير .. اين هو الاخر .. الجمال .. اين هو الاخر .. لم يعد شيئا" في بلدي سوى .. الحزن في كل مكان .. وضحكات منافقة .. واقداما" تنفذ الاوامر ماتحتاج اليه كل يوم .. اصبحت هذا انت يابلدي ..
أه يابلدي .. من منا لم يحزم حقائبة .. من منا لم يذف الدموع .. ومن منا لم يذكر اياما" سالفه قد مرت عليه كانت قد خطت في ذاكرته شيئا" جميل .. او كتب ذكرياته على جذع شجرة .. او مقعدا" في حافلة وهو مبتسم .. او رحلة في صف دراسي ..
يابلدي .. كلك جمال .. كلك عظيم .. كلك جميل ..
يابلدي مذا اصنع لك لاشفيك .. ماذا اكتب لك من كلمات لترضى ..
آه يابلدي تحزنني حين لاتستجيب .. فكل العقول والذكريات والابرياء والشهداء الذين تتناثر اشلائهم كل يوم بين الازقة والشوارع .. والراحلين منهم دون عنوان .. والباقون لأجل الامل البعيد .. الاتستجيب .. يابلدي يحزنني امري ..لانني ساحزم حقيبتي وارحل .. دون عنوان .. يابلدي ..
#انيس_شوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟