|
نساء المسلمات يتظاهرن في البصرة
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:11
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
نشر موقع الجيران خبراً وصورة عن تظاهرة نسائية يطالبن بعدم مساوات المرأة بالرجل وتثبيت اسقاط حقوقهن في الدستور ’ ووصفها الموقع كقطعة ظلام متحركة واغلبهن من حرم المسؤولين في مدينة البصرة . حقاً كانت غيمة داكنة شديدة العتمة رعدها يشبه الهتافات ــ عاشت عبوديتنا ’ تسقط حقوقنا ــ يشتركن فيها زوجات المتعة الأحتياط المتكدسات في سراديب المسؤولين وقادة المليشيات ’ ولما كان المتظاهرات مغلفات’ فلربما يوجد بينهن من هو مغلفاً مختبأً ايضاً من بعض المسؤولين الكرام. حدثت هذه الأهانة الفاضحة لنساء العراق في البصرة ’ مدينة التاريخ والعلم والفن والتنوع الثقافي ومنبع الأشعاع الفكري والحضاري للعراق والمنطقة والعالم . لم يتطرق الموقع الى ذكر باقي الشعارات’ ربما لعدم واقعيتها وسخفها ’ لكن بعض البصريين اكدوا على مطالبة البهائم المتظاهرة بحق تقرير المصير لأقليم جنوبستان كما هتف قبل ذلك بعض الكتبة من الرداحين المدعين الأنتماء للعراق " نعم لجمهورية جنوبستان " . ربما كان الأمر رد فعلٍ للتظاهرات الصاخبة في اقليم كردستان من اجل حق تقريرالمصير (الأنفصال) الأمر في كردستان يختلف تماماً ’ لقد استطاع الشعب الكردي ان يكرس خصوصيته وحالة عزلته عبر اربعة عشر عاماً من القطيعة مع العراق ’ وايضاً له الحق ان يجرب حظه في حسن جواره مع جيرانه الجدد في تركيا وايران ودولة تصدير التفخيخ الأسلامي ’ لكن نبقى مخلصين الا يستيقظ الأخوة الأكراد متأخرين وبعد خراب اربيل . قال لي احد الأخوة الأيرانيين " لقد دخل جراد الحرس الثوري مدينة البصره ’ وكارثته تزحف بأتجاه مدن الجنوب والوسط الشيعي " وكان محقاً تماماً . الآن بداء الناس تتلمس خطر الكارثة خاصة بعد تصريحات السيد عبد العزيز الحكيم وهادي العامري عن اقليم الوسط والجنوب العراقي وانتشار نغمة جنوبستان بين الكتبة تحت الطلب . ان الشعب العراقي وبعد خلاصه غير المكتمل من همجية النظام البعثي ودموية حروبه العبثية تغير جذرياً واصبح مسالماً مع ذاته ومع جيرانه ينشد الود وحسن الجوار وتجنب ردود الأفعال والكوارث ’ غير ان الجارة ايران ــ ومع شديد الأسف ــ لم تستوعب مبداء حسن الجوار مدفوعة بثقافة ونوايا التطرف القومي الطائفي البغيضة ’ فهي التي لازالت تحتل ارض عراقية في الجانب الآخر من شط العرب وتعامل العراقيين العرب هناك بقسوة وشوفينية ’ وهي التي تحتل بعض الجزر من دولة الأمرات العربية ’ وقد هددت آخيراً على لسان قادتها الجدد " اذا ما تم مقاطعة ايران دولياً فأنها ستقطع تصدير النفط الخليجي عن العالم ’ تعني ( احتلال الخليج ) الى جانب تدخلها السافر في الشأن العراقي ’ كتصدير الأموال والأسلحة والزمر المخابراتية والمخدرات وجراد الحرس الثوري حتى بلغ صلف الملالي رعونة صدام حسين وربما ستبلغ مصيره عاجلاً . يقول المثل الجنوبي " اذا ارادت الدجاجة من الديك ان ــ يركبها ــ تلح بنقر مؤخرته " نظام الملالي في ايران يلح الآن في نقر مؤخرة امريكا والعالم ’ وسيستمر حتى ( .......... ) مثلما حصل للنظام البعثي . ان الأطماع والصلف الأيراني رغم الآذى الذي سيلحقه في العراق وشعبه فيبقى الآمر مشكلتهم وهم وحدهم الذين سيدفعون الثمن ’ ربما عاجلاً ’ لكن مايثير الأستغراب وعدم الأستيعاب كيف تسمح بعض القوى التي تدعي الوطنية والأنتساب للعراق ان تصبح جسراً لعبور الأطماع الأيرانية ’ واحياناُ تعبر عن تبعيتها ودورها اللاوطني وكأنه امر غير مخجل’ وتتصرف بغرور وكأنها تحقق انجازاً . لقد بلغت قسوة الأوضاع في الجنوب العراقي و وسطه وخاصة في مدينة البصرة حدود المآساة العراقية في عهد النظام البعثي وربما تجاوزتها في وجوه عديدة ’ وبعد التظاهرات الأخيرة ومشاريع اقليم وسط وجنوبستان واتساع نفوذ نظام الملالي العراقية ونمط ولاية الفقيه وكذلك اتساع نفوذ حكومات المليشيات المحلية واستهتار بعض القيادات الطائفية بالقيم الأنسانية والوطنية للشعب العراقي وغبائها ورعونة تصرفاتها وسقوط هيبة الدولة ومركزيتها ’ الى جانب حالة التذمر والأحباط الشعبي اصبحت الظروف مهيئة ومقبولة وطنياً وشعبياً للترحيب ب 09 / نيسان آخر لتحرير الجنوب والوسط العراقي من عنف ارهاب الحكومات المحلية للمليشيات الطائفية المسلحة ’ بعدها سيدرك المغفلون حجمهم ومنزلق رعونتهم ’ وسيدركون ايضاً ان من لم تكن له جذور في وطنه سيبقى وكيلاً ذليلاً طارئاً على الآخرين . ان سرب البهائم المستوردة يتظاهرن مدفوعات للاسأة الى الأم والزوجة والأخت والعمة والخالة والبنت العراقية الكريمة ’ والنيل من التقاليد الحميدة لبنات الرافدين’ انهن ليس اكثر من بقايا فضلات فاسدة من بضائع اسواق زواج المتعة المهين . ان سرب البوم البليد يعبر بحق عن الجفاف الفكري والمعرفي والأنتماء الوطني للذين يدفعونه بأتجاه النيل من عزة وكرامة المرأة البصرية . ان الحادثة بشكل عام تعبر ايضاً عن تقاسيم الغزو المدمر لظلامية النظام الأسلامي في ايران وهمجية التحجر العقلي والفساد الروحي والأنحطاط الأخلاقي للطلائع المعممة للهيجان الطائفي .
المانيا 17 / 08 / 2005
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|