أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الأربعاء: الحب هالحرفين














المزيد.....

تغريدة الأربعاء: الحب هالحرفين


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 02:08
المحور: المجتمع المدني
    


تقول القواميس أن الحبّ هو كيمياء متبادلة، وهو تعلق لا يُستطاع التخلص منه، ولا يُصبَر على مفارقته، وغالبا ما يصاحبه العذاب. وقد ورد في القرآن الكريم: "إن عذابها كان غراما"، كما جاء في الحديث النبوي :"حبّك الشيء يُعْمي ويُصم" لأنه ـ أي الحبّ ـ إيثار المحبوب على جميع المصحوب، وموافقته حضورا وغيابا، وهو الذكر الدائم للحبيب وعدم السلوان. ومن الغريب أن ندعو لصاحب العزاء والفاتحة بـ "السلوان".
وللحب شعار هو القلب الأحمر، وله أسماء كثيرة منها: المحبة، الهوى، الصبوة، الشغف، الوجد، العشق، النجوى، الشوق، الودّ، الخُلّة، الغرام، الوله، الهُيام والتعبد.
ولمعنى "الهوى" نقرأ في السِفر، أن خولة بنت حكيم كانت من اللائي وهبن أنفسهن للنبي، فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهبَ نفسها للرجل؟ فلمّا نزلت الآية: "تُرجي من تشاء منهنَّ"، استدركت عائشة قائلة: يا رسول الله، ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك.
كما نقرأ في معنى "الهيام" أنه جنون العشق، فالعاشق المستهام، في كلّ زمن وفي كلّ بلد، يستبدّ به العطش إلى محبوبه، فيهيم على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، فينعكس عليه ليصبح كالمجنون، أو يكاد يجنّ على قول شوقي:
ويقول: تكــــادُ تـُجنّ به فأقول: وأوشك أعبُده
مولاي وروحي في يده قد ضيّعها سلِمت يده
بل يكون هو (المجنون) المتعبد الذي يصدح:
أصلي فما أدري اذا ما ذكرتها إثنتين صليتُ الضحى أم ثمانيا
وفي العشق نقرأ لأبي زكريا الفراء: "العشق نبت لزج، وسُمّي العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب". والفراء حجة، فالنحاة يعدّونه أمير المؤمنين في النحو.
وفي الحبّ العذري يقول البوصيري، الشاعر الامازيغي المولود بمصر قبل قرون سبعة، في قصيدته الشهيرة "البُردة":
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرّقني والحُبّ يَعترضُ اللذاتِ بالأَلمِ
يا لائمي في الهوى العُذريِّ مَعذرة ً منّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلـُمِ
واختلفت الناس في نظرتها الى الحبّ، ما بين شرق وغرب، فقراء وأثرياء، ماركسيين ودجّالة، فلاسفة ومتصوفين، شعراء وتجار، بدو وحضر. فمثلا، مرّة نزل اعرابيّ ضيفا على صاحبه الحضري، فتعشيا وتسامرا. ومن حديث لحديث صارا يتحدثان عن العشق وأحواله وقصصه في بيئتيهما، فقال الاعرابي:
ان عاشقنا يرصد محبوبته من على بعد فرسخين، يتأملها وهي تملأ الجرّة في النبع البعيد، ويتلهف لها ويتحرق وهو يراها مع صويحباتها آيبات الى السلف، وبعين فؤاده يميزها بينهن وكلهن متشحات بسواد العباءات، ويبات الليل كله يعدّ النجوم ويسترجع القصيد ويئن ويزفر الآهات والنجوى.
وهنا ناغاه الحضري قائلا: أما عاشقنا فهو يواعد صاحبته مهاتفة، وعند منتصف الليل تعبر "المالومة" سطحا أو اثنين وتأتي للقائه، يطفئان الموبايلات، ثم يذوبان في جحيم من القبل، ويلتحمان فتحرق اللهفة ملابسهما التي تطير بعطابها مع الريح، وهكذا يفترشان الكاشي ويلتحفان الفضاء، ويفقدان النطق والسمع والبصر حتى مطلع الفجر.
هنا انتفض الاعرابي ضجرا وخجلا وكرامة، وصاح:
ـ يا أخي، هذا الذي تتحدث عنه ليس حبّا، هذا "جهاد نكاح"!



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الاربعاء: الى متى يا بغداد؟
- تغريدة الأربعاء: دم في الشوارع
- تغريدة الاربعاء: الذئب وعيون بعشيقة
- تغريدة الاربعاء: الولاية الثابتة
- تغريدة الاربعاء: سلامة الرؤساء
- تغريدة الاربعاء: العريف
- تغريدة الاربعاء: يا ضوه ولاياتنا
- تغريدة الاربعاء: حكمة الحصيني
- تغريدة الاربعاء: عليجة من قمر
- تغريدة الاربعاء: ما هي أحلامك؟
- تغريدة الاربعاء: عن الانتخابات الاسرائيلية
- تغريدة الاربعاء: (العراقية) العراقية
- تغريدة الاربعاء: ما يصيرون أوادم
- تغريدة الاربعاء: بعير الحكومة
- تغريدة الاربعاء: الخازوق العراقي
- تغريدة الاربعاء: وجدتها
- ديالى .. برتقالة الثقافة
- تغريدة الاربعاء: زرق ورق
- تغريدة الاربعاء: الولد طار.. يمه يايمه
- تغريدة الاربعاء: خدوجة العظمى


المزيد.....




- ترامب يقترح برنامجا للترحيل الطوعي مع إغراءات للمهاجرين -الط ...
- تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة ا ...
- مع دخول حرب السودان عامها الثالث.. هجمات على أكبر مخيم لاجئي ...
- الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا ...
- تعليق الأمم المتحدة على احتجاز الناطقين بالروسية في كييف وني ...
- اعتقال ناشط فلسطيني في أمريكا أثناء مقابلة للحصول على الجنسي ...
- الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق ...
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام 3 أجانب وتكشف جنسي ...
- الأمم المتحدة: نزوح 125 ألف شخص منذ مارس بجنوب السودان بسبب ...
- السودان: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحذر من -عواقب كارثية- ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الأربعاء: الحب هالحرفين