|
عرسال وبدايه الصعود الى الهاويه!!
مصطفى القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 09:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنه الصعود الى الهاوية!!. هكذا يبدو المشهد الداخلي على اثر الاحداث الجارية في عرسال وفي طرابلس ، للحرب النفسية والاعلامية التي يمارسها تنظيمي «داعش» و«النصرة» عبر التسجيلات الصوتية والاتصالات الهاتفية بين العسكريين وعائلاتهم، وسط محاولات زرع الفتنة عبر التمييز بين المختطفين على قاعدة الانتماء المذهبي. ،ويبدو ان حال الارباك الذي تعيشه الحكومة اللبنانية الغارقة في ازدواجية الموافقة على التفاوض ورفض المقايضة حتى ولو كان الثمن اعتبار من تبقى من العسكريين في عداد الشهداء، على ما يردد مرجع وزاري محسوب على الثامن من آذار. غير ان تطور الاحداث يبين بوضوح بأن ملف العسكريين بات مرتبطا بالحرب التكفيريه التي انطلقت في سوريا والعراق من جهة، والتطورات الميدانية «المتدحرجة» في عرسال من جهة اخرى ، وما بينهما تحركات الاهالي التصاعدية، والظلم اللاحق بأهل السنّة بحسب البعض. تعقيدات ترجح المعطيات ان تشهد مزيدا من التشابك في ظل اصرار الاهالي على التصعيد ونقل «المواجهة» الى ابواب وزارة الدفاع، بالتزامن مع قطع مزيد من الطرقات الحيوية، في خطوة يضعونها في باب الضغط على حزب الله. تحركات اثارت في الفتره الماضيه، قلق المتابعين ،واشارت التحليلات ان ما يجري في الشارع يصب في خدمة ومصلحة الخاطفين، بالاشاره الى قنوات بعض الجهات التي تحرك الهالي التي لامست الخطوط الحمر في ظل المعلومات المتوافرة عن التصعيد المرتقب والخطوات المقبلة، بعد عزل البقاع عن بيروت وجبل لبنان، وفي مرحلة تالية قطع طريق الجنوب، التي يعتبر الحزب انها من الشرايين الاساسية غير المسموح المس بها تحت اي حجة ، محذرة من دقة وحساسية هذا الموضوع، كاشفة عن تلكؤ وتساهل غير مبررين من قبل الدولة واجهزتها وصلت حدود التواصل المباشر بين الاهالي والخاطفين ما سهل عمليات الابتزاز والتحريض، وقيام موفدين بإيصال رسائل غير مباشرة الى الاهالي من الخاطفين يضغطون فيها عليهم من اجل تضييق الخناق على الحكومة وتكثيف تحركاتهم الاحتجاجية وقطع الشرايين الاستراتيجية. وفيما يمضي الجيش في تعزيز أوراق القوة، مقابل إرباك الإرهابيين الذين يحاولون الضغط على أهالي العسكريين ، تارة عبر إتصالات وطورا عبر التسجيلات، محققا انجازات جديدة نتيجة قصفه المدفعي وتوقيفه قيادات بارزة في «النصرة»، تضاف الى أخرى تملكها الدولة اللبنانية، إحداها التهديد بتسليم الموقوفين والمحكومين الى دولهم من ضمن الإتفاقات المعقودة، والتي تحكم علاقات لبنان بهذه الدول ووفق القانون، تخوفت اوساط سياسية من ارتدادات سلبية لكل ذلك على قضية الاسرى، وعلى الوضع الداخلي اللبناني برمته بعد ما رافق «جمعة لا لذبح عرسال» رغم محدوديته في الزمان والمكان حتى الساعة، وسط الخشية من ان يكون مجمل المناخ الذي يسود عرسال في سياق مخطط لزعزعة الاستقرار في لبنان انطلاقا من هذه البلدة الحساسة جغرافياً ومذهبياً. فقيادة الجيش عازمة على تنفيذ خطة محكمة تم وضعها ، تحظى بغطاء سياسي وسني، لمداهمة كل تجمعاتهم دون استثناء، لتطال كل المخيمات والمباني والشقق التي يشغلونها، بناء على مسح ميداني لأماكن تواجد اللاجئين السوريين قامت به مديرية المخابرات ،رغم المعرفة السابقة لرفض حزب الله المبدئي لهذه الخطوة. يضاف الى كل ذلك ، فشل الحكومة في تأمين وسيط جدي قادر على تحقيق خرق في جدار الازمة. فرئيس الحكومة تمام سلام الذي حصل على وعد تركي ببذل «الممكن»، لمس غياب الرغبة الدولية بممارسة الضغوط على كل من انقرة والدوحة، التي «اهتزت» وساطتها بعد اعلان واشنطن مشاركتها في العمليات العسكرية فوق سوريا.و في مقابل العجز عن ايجاد فصيل سوري معارض قادر على مفاوضة «النصرة» و«داعش»، رغم الحديث عن نجاح شخصية معارضة سورية في فتح قناة اتصال مع المسلحين بناء على طلب شخصية لبنانية رفيعة ادت الى وقف تنفيذ عمليات الاعدام، وابلاغ الوسيط القطري السوري الجنسية استعداده لاسخدام علاقاته في هذا الملف. فشل يقود بحسب المطلعين الدولة اللبنانية الى اعتماد احد الخيارين التاليين في حال ارادت المفاوضات ، الاول اعادة احياء وساطة هيئة العلماء المسلمين، الامر الصعب في ظل مواقف التشكيك التي صدرت سابقا، والثاني العودة الى طرح سابق يقضي بتشكيل لجنة من ضباط امنيين تابعين للمؤسستين المعنيتين تتولى المفاوضات، وهو ما ترفضه جهات سياسية فاعلة داخل الحكومة. المواقف اللبنانية والاممية لم تهدئ نفوس اهالي العسكريين ولا طمأنتهم الى مصير ابنائهم في دولة باتت في عين العاصفة الدولية ، وسط استمرار الخشية من محاولات زج الجيش، الذي يواجه الارهاب بقدرات متواضعة في انتظار اكتمال حلقات تجهيزه بالعتاد عبر الهبات الخارجية!!
#مصطفى_القريشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الرياض الى دمشق
-
القاره السمراء وتكالب القوى العظمى عليها
-
المتغيرات في العلاقات الدوليه العراقيه _ الكويت انموذجا
-
الخلفيات الاستراتجيه لسقوط مطار الطبقه العسكري
المزيد.....
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا
...
-
انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
-
إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
-
رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا
...
-
مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|