أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - نكرزات من العقل الباطن














المزيد.....

نكرزات من العقل الباطن


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


إنه بهلول المهبول الذي لم يعد اسمه هو اسمه .. أصبح يمشي ويتلفت مهزوزا ً ، يبصق على الأرض ويهز رأسه ويلوي عنقه ويقول : لا اريد العودة إليك ِ طلقتك ِ .. انا احب ان اعيش حتى في جنون .. أنا لست مجنون ، أنا لست مجنون ..
عيونه تلتفت يمنة ويسرى في ارتياب ، شعره المصبوغ يوحي للجميع مابه من عصاب ..
بيده دائما عدة نصبه واحتياله مع أنه يعاني من مرض الفصام ؛ حقيبة فيها ثمة أوراق بيضاء وكمبيالات قديمة ..
اشترى شهادة أكاديمية ليكمل قصة النصب التي يطرحها على الناس ، وكأنه انسان سوي ، يتظاهر بحب الأخرين ، يحدثهم مقسما ً أغلظ الايمان أن سيحميهم من شر الشيخ " الدونجوان" صاحب أشيك لباس في مدينته ، الشيخ الذي جعل النساء ترتمي عليه كارتماء الحمام على الماء في مسجد بني أمية بالشام .
" الشبح المجهول " الذي يراه مرعبا ، يخاف من ذكر اسمه .. يصوره للناس أنه شبح مخيف ليرتاع شباب " الفانتازيا " من سيرته ثم يتهرب من كلامه بحجة القانون .
" يكش " ، وينتفض كلما سمع اسم ذالك الشيخ النسونجي الذي يقض مضجعه ليل نهار .. فيحلم به أحلاما ً غريبة غير منطقية ، حتى أنه حلم ذات يوم أن الشيخ الدونجوان يؤشر له أن تعال ونام هنا ، ولما اقترب منه ضمه الدونجوان من الخلف ومنع عنه التنفس والكلام ، استيقظ مأخوذا وهو " يصيح أنقذوني أنقذوني شيخ شبيح ونسونجي " وأخذ يبكي بكاءً مر ّ لم يشعر به أحد إلا مطلقته الشقراء التي ضحكت عليه وهو يبكي ويستغيث .
شتم صديق زوجته لأنه على علاقة بالشيخ الدونجوان ، نهره في بيت المال الذي تتوزع منه المساعدات على الناس ، قال له : أنت مثل صاحبك عميل ياعميل الشيخ ، أنتما تشكلان خطر لا أستطيع وصفه .. كلكم ياأصدقاء الشيخ الدونجوان في قائمة الأعداء ..
قالت مطلقته أنه ومن سوء معاملته لضباط الأمن الوقائي الذين يرأسهم ، ونتيجة لفعلته الشنيعة عندما حاول تحريف أقوال ماركس ولينين أن أمه حاولت الانتحار .. لم تعتقد يوما ً أن ابنها يترك القائد الملهم ويذهب مع المنشقين الضالين ، رغم أنها لم تكن تعرف القراءة والكتابة ، وكانت تصدقه " سابقا " لما كان يكذب عليها ويقول عن المجلدات اليسارية المعروضة في " خزانة الملابس والتي جعلها مكتبة لكتبه الضالة " أنها تفاسير لفضيلة الشيخ كارل ماركس وفقهاء في الشريعة الاسلامية ، لذلك كانت تأتيه نوبة هستيرية كل مافتح مجلد من تلك المجلدات ويصيح : " لم يكن ماركس على حق ، لم يكن ماركس على حق .. انا سأطلعكم على نور الحقيقة " .
قال لزوجته التي طلقته ذات مرة : الشيخ الدونجوان يأتيني في كوابيس الليل وأحلام اليقظة ، هذا الشيخ الذي أخذكِ مني لن أتركه بسلام .
ويتداول أهل المدينة قصتهما باستغراب لأنه لم يعرف أحد ماهو سبب عداوة البهلول لصديقه القديم الشيخ الدونجوان الذي أصبح شبحا بعد أن قاد فصائل يسارية ضد النظام .
فالشيخ الدونجوان الذي يكبره بسنوات قرأ الانجيل قبل القرآن ، ولم ينسى أن يقرأ نشيد الانشاد ..
علمــّه كيف يكتب اسمه ، وكيف يتمكن من الحاسب القديم الذي يملكه ، وعلمه كيف يجب على الرجل أن يرضي زوجته .
شكت مطلقته ذات مرة لصديقه الشيخ برود العلاقة بينها وبين البهلول .. وقالت أن فترة طويلة مرت لم يقل لها كلمة حب واحدة ، ولم يقم بواجبه نحوها منذ فترة طويلة ، وأنه هو السبب في برودها نحوه مما سبب لها مرضا اضطرت على أثره أن تجري عملية استئصال الحب بينهما ، ومن يومها اعتمت بمعلمه الشيخ الذي تنظر إليه باعجاب كبير ، وتأتيه خلسة في بيت استأجره خصيصا َ لممارسة هواياته في الكتابة والحب ، تشكي إليه زوجها المنحل وتطلب منه الحل ، ثم ترتخي بين يديه قائلة أيقظني ايها الشيخ ، انت تسحرني بكلمات تؤثر بي وتجعلني انام بين يديك ... اقرأ علي ماحفظته من كتب الحب ، وعلمني ماحفظته من كتاب الله والعهد القديم اقرأ لي ماحفظته من نشيد الانشاد ثم تردد قائلة :
" لرائحة أدهانك الطيبة. اسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى "ما أجمل خديك بسموط، وعنقك بقلائد "
يجاوبها : ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة. عيناك حمامتان ، ، وتقول : ها أنت جميل يا حبيبي وحلو، وسريرنا أخضر ..
كلمات حب ، وجمل وتعابير جميلة يتبادلاها مع الكثير من القبل ..
هكذا أصبحا يتبادلا الحب ، والبهلول مخبول في محفله التي انضم اليه بعد أن حرف ماكتبه فضيلة الشيخ ماركس عن الدين وعن الله نكاية بالشيخ النسونجي ، يكتب كل يوم رقية فيها كثير الدعاء والكلام المكتوب على عواهنه ، يتعامل بلؤم شديد .. قلبه محروق على شئ قد أضاعه في بلاد الله الواسعة ..

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
كاتب وناشط سياسي سوري .



.



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهكذا تورد الابل يا سيد أشرف المقداد ، التطرف يسئ إلى لحمة ...
- رعاع .. وقبول بتزويرالحقيقة ..
- هل فعلا إبراهيم القاشوش الحقيقي مازال حيّ ؟؟
- اعتقال مناضل معه كتاب
- إجراء تمثيلية انتخاب الأسد تثبيت للحكم التوليتاري في البلاد
- على هامش يوم المرأة العالمي / المرأة السورية ستبقى رمز التحد ...
- حول ما كتبه د. العبدولي في مقدمة كتاب إسلام الأكراد
- عيد رأس السنة في الأحياء القديمة
- ملاحظات عن مشروع الإدارة الذاتية في كردستان الغربية
- أنا شمدين من عفرين ..
- شخصيتان مؤثرتان في حياتي - أولهما خطيب وثانيهما فوال -
- - أنا وأخي في قبر واحد -
- ربحان رمضان في ردهً على تساؤلات موقع خبر 24 الألكتروني
- بشارة تستأهل الفرحة : خبر وحدة أحزاب كردية في سورية
- حرصا على تآخينا .. . فلتوأد الفتنة قوتان مرفوضتان في الثورة ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًالجزء ال ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا :: الجزء ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًللأستاذ ...
- حول المقال المتعلق بالأزمة الكردية السورية - للأستاذ صلاح بد ...
- وفاة الفنان الكردي طلحت حمدي كاكا


المزيد.....




- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - نكرزات من العقل الباطن