هالة حجازي
الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 19:21
المحور:
الادب والفن
تَـُفتِنُنا لَـحَظاتُ اللّــقاءِ الأِولى بتَفاصِيلِ المَظهــر
وعندَ الـوَداعِ لا صوتَ يَعلُو على أصَالـةِ الجَوهـر
قد تبدو تفاصيل المظهر الخارجي للوهلة الأولى أكثر إثارة واستفزازاً وربما جاذبية لنفوسنا فتثير تلك التفاصيل عقولنا ومشاعرنا في آن واحد، فالانطباع الأول عند اللقاء الأول له تأثيره وجماله وهو يتشكل في أذهاننا عفوياً عن الإنسان الذي نقابله فيترك بصمة لا يُمحى أثرها مهما تراكم عليها من غبار السنين.
كذلك هو الانطباع الروحي فكثير ممن نقابل ترتاح إليهم نفوسنا وتنفرج بهم أساريرنا وكأننا شاركناهم لحظات من عمر سابق أو تفاصيل من حاضر عشناه أو مستقبل حلمناه.
إنه جمال الروح الذي لا تعبث به أبدا رياح الزمن ولا تطاله أمواج التغيير وهو النار بمعناها الايجابي التي لا يخمد نورها ولا ينقطع دفئها عن ارواحنا.
إن المظهر الخارجي ليس سوى قشور خارجية تغلف الأرواح وكثيراً ما نُخدع بأقنعة جميلة ترتديها أرواح أقل ما يقال عنها بأنها قبيحة.
إن جوهر الجمال لا يكتمل إلا بالجمال الداخلي من روح طيبة ونفس راضية وبشاشة غير مفتعلة ,فكم من قبيح جملته أخلاقه وكم من جميل قبحته خصاله وتصرفاته.
يقول ايليا ابي ماضي :
أنا لا تغشني الطيالس والحلا ... كم في الطيالس من سقيمٍ أجربِ
كما يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه:
ليس الجمال بأثوابٍ تزيننا *** إن الجمال جمال العلم والأدب
دعونا نشبه الانسان بكتاب أول ما يجذبنا إليه غلافه وعنوانه ولكن أكثر ما يهمنا منه معناه وبيانه.
وكم جميل أن تكون أناقة الغلاف وإثارة العنوان تتكامل مع نبل المعنى وعمق الكلام الذي يحتويه داخل سطوره وبين دفتيه.
فلنكن ذاك الكتاب الذي يجمع جمال المظهر مع جمال الجوهر فلا جمال للمرء بالمجزوء.
#هالة_حجازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟