أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لنا عبد الرحمن - نيغاتيف مشوش لأيام الأسبوع














المزيد.....


نيغاتيف مشوش لأيام الأسبوع


لنا عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


الأحد:
ممل يوم الأحد كعادته، رغم تخيلاتي أنه شاب بهي الطلعة يبتسم دائماً، لكنه لا يبتسم لي أبداً، يتركني، ويذهب ليتلهي مع أخريات واجلس وحدي أحدق في الفراغ. في يوم الأحد لا أتلقي اتصالات هاتفية ولا أقوم بها، أحس أنني سأقتحم خلوة أناس هانئين فأفضل العزلة، سأطلب بيتزا للغذاء وتنتهي مسألة إعداد الطعام، ويستمر الأحد مستلقياً في كسله.
بدلاً في الصوت الروتيني الذي يتلقي الطلبات جاءني صوت امرأة عجوز يرتجف ويعاتبني لأني لم أحضر للفطور الذي أعدته خصيصاً من أجلي، ما أن قلت الو حتي بدا صوتها حزيناً، وهي تحكي عن استعداداتها منذ الصباح وشوقها للقائي، وكما قالت فقد مضي وقت طويل منذ الزيارة الأخيرة لها، صمتت المرأة العجوز، كان مطالباً مني الرد بدلاً من السكوت ماذا أقول لها عذراً لست أنا وضعت السماعة، هناك من يشاركني عزلة الأحد أيضاً ليت بإمكاني تلبية تلك الدعوة.

الاثنين:
متزن جداً، بطيء، وحالم، دائماً اقترن في ذهني بالامتحانات أو نتائجها. لا يمكن للاثنين أن يحمل عبثاً ما أو مداعبة، يرتدي بذلة رسمية سوداء ويتحرك بكلاسيكية مربكة ويجبرك علي احترامه، ورغم محاولاتي شطب هذه الهلوسات من ذهني، والتكرار لنفسي أن الأيام كلها متشابهة، لكن الاثنين يؤكد لي دائماً أحقيته في أموري الرسمية، أجدد جواز السفر يوم الاثنين، استخرج رخصة القيادة، الوثائق الخاصة، وفي ختام يومه أتابع دروس اللغة في الجامعة، لا يمكن ليوم آخر أن يضاهيه في عمليته ونجاحه، ولا في شبهه بوجوه التماثيل المنحوتة منذ القدم.

الثلاثاء:
أحب مراوغته، وتخلصه من أثقال الاثنين ورتابته، في ثيابه العصرية والخفيفة يتحرك في حياتي مبدياً قدرة علي المداعبة، يسمح لي أن التقط أنفاسي من ملل الأحد، وبرودة الاثنين، يحرضني بعد نهاية العمل علي هروب صغير إلي قاعة السينما، أو إلي السير علي الكورنيش، يعرف ما أحب يختار لي فأسير برفقته باستسلام كلي، حين وقفت علي الشاطئ كانت بائعة الشاي تحوم حولي، تلح علي لشراء كوب من الشاي، تلك الطفلة السمراء الجميلة، بدت لي تصخب بحياه مختلفة، حياة تزدحم بقدرتها علي الوقوف ومواصلة اليوم بلا كلل، حين حاولت أن أعطيها النقود ورفضت أن آخذ منها كوب الشاي، أعادتها لي قائلة أنها لا تتسول .

الأربعاء:
يكرهه الجميع أنا أحبه، يرون علي وجهه بثور ودمامل وتشوهات لا تبرأها أي لمسة سحر لكني أحنو عليه، وأضمه إلي صدري كقط أليف.
الأربعاء الذي يتشــائمـــــون من طلــــته لا يصيبني من شــــرره أي أذي يعبر حياتي بخفة ملقياً تحية صغيرة، أبادله مثلها، يشرب معي فنجاناً من القهوة ويمر بسلام، ليتركني في دوامة العمل.

الخميس:
حكيم متريث، شيخ جليل بلحية بيضاء، شيخ لا ديانة له، رحيم يتنقل من الهند إلي الصين، إلي أدغال أفريقيا، داعياً للسلام، خميس المسارات الحالمة والنهايات الوشيكة، وانتظار لوعد ربما لا يأتي. دائماً يدفعني الخميس للانتظار، انتظار ماذا؟ أسأل نفسي! أقول سأنتظر الأحد حتماً ربما سيحمل لي فرحاً ما، وأظل انتظر.

الجمعة:
موقعه الذي يتوسط حكمة الخميس، وصخب السبت يجعله حائراً لمن يرتكن أكثر، لا يستقر علي أمر، كل الأعمال يجب أن تحسم فيه وكل المشاريع يتم حزمها في حقيبة وإلقائها إلي جعبه الأسبوع المقبل.الجمعة تابع وغير متبوع، لا ينحاز لأحد لكنه لا يعلن عن هويته الخاصة، ينطوي علي ذاته، ويستعد للرحيل بأقصي سرعة.

السبت:
إنه السبت... يوم تليفزيوني بامتياز، للتخلص من تراكمات أسبوع مضغوط تلقي بأعبائك علي السبت النشط لا يمكن للسبت أن يشبه الأحد أبداً، ولا أن يشبه غيره من الأيام، يقف قبل الحافة وحيداً متفرداً بموقعه المميز، هو ليس نهاية ولا بداية، ولا وسط، هو كائن وحيد، لا يتشابه مع غيره من تلك الأيام الكسولة أو المملة.
السبت يتحرك بنشاط ويترك لك حرية الاختيار والفعل والتنقل بين شاشات القنوات الفضائية بلا ذنب، مؤكداً أنه لا يحمل ملل الأحد، عندما تجلس وحيداً ، حائراً ماذا ستفعل، عندما لا يأتيك أي اتصال هاتفي، ولا تقوم أنت بأي فعل سوي التحرك من أريكة بجانب التليفزيون الذي غدا مملاً إلي أريكة علي الشرفة تراقب منها شارعاً يصخب بالحياة، أنت تراقبها فقط... ليتني أستطيع أن ألبي دعوة تلك المرأة العجوز غداً، إنه الأحد



#لنا_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعشة
- رقص فلامنغو منفرد
- رائحة المطر
- فيروز التي تحترف الحزن والأنتظار
- نشوة
- مارشملو
- أغنيات عروس البحر
- إخر ورقة
- أعتراف
- احلام تغسل الماء
- افتح قلبك لتكسب مليون مشاهد.....ماذا وراء الكواليس؟
- لنغرق بحر بيروت
- عنب أحمر للمساء-قصة قصيرة
- ياسمين هندي
- قصة قصيرة-عشق آباد
- قصة قصيرة-موت الحواس


المزيد.....




- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لنا عبد الرحمن - نيغاتيف مشوش لأيام الأسبوع