أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2














المزيد.....

الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 22:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فهي عندنا حلقة معبرة عن صيرورة تطور المشروع الحداثي في لحظة حرجة من تاريخه، وهي لحظة بدء مراجعة أدواته ومعاييره المعرفية.كانت لحظة هيوم بداية التشكيك في المرجعية العقلانية، ولم يكن بإمكانه أن يرسي بديلا أفضل وأوثق من العقل، فالحس الذي تعلق به هيوم يؤول في النهاية إلى العقل الذي سيصوغ المعطيات الآتية من الحواس. ولذا كان من الطبيعي لهيوم الذي شك في العقل ألا يقدم أي بديل ينأى عن الشك.لكن لحظة كانت.
كانت لحظة مشروع أعمق وأوسع من تشكيكات هيوم، فقد كانت لحظة مساءلة شاملة لأرضية الحداثة سواء في ثوبها العقلاني أو في ثوبها التجريبي. والخلاصة التي انتهى إليها كانت هي أن العقل محدود، وليس قدرة معرفية مطلقة، إنه محدود بحدود عالم التجربة والظاهر. إلا أن هذا الفكرة المنهجية التي فجرها كانت, كانت إرهاصًا بضربة ماحقة للوعي الفلسفي الحداثي)) .
لقد أنكر المقدسون للفكر وقدرته الذاتية على اكتشاف الوعي الذي يقود الحركة الكلية في المجتمع من خلال تحكيم قواه الذاتية ميدانيا فيسعد الإنسان بهذه الحركة ويكشف عن حقيقة وجوده,أنكروا السند الذي تقوم عليه نظريتهم الخاصة فعادوا إلى حيث تبين لهم إن الابتعاد عن ما أرادوا تجاوزه هو في الحقيقة خداع طوباوي لا يصمد أمام شمولية الحركة الوجودية ذاتها وتعلقها بالوجود والعدم مع قوى أكبر من العقل ومن الفكر ومن الذات نفسها.
لقد أنكروا في الحقيقة العلم ذاته من خلال تضعيف القوى العقلية ووصفها بعدم الملائمة وعدم القدرة فالعلم كوصف مادي وجودي وفق السياقات المادية التي يؤمنون بها هو((عندما نقول إن العلم هو كل هذه البنود فنحن ندخلها ضمن دائرة المحدد له والمستفاد منه لابد أن يكون محددا ضمنيا ومستفاد منه واقعيا فلا يدخل ضمن إطار اللهو والمتعة حيث لا يمكن لكليهما إعطاء نموذج معرفي كامل ومنسق وفق بيانات أساليب التفكير التي تنحت من الشيء فتحيله أشياء ويظل إطار اللهو والمتعة مقتصرا على قيمته السلوكية أكثر من كونه محددا لمفاهيم معرفية وعلى سبيل المثال يعد علم الاجتماع علما فهو مجموعة من المحددات وتتفرع هذه المحددات لكي تنقسم إلى عناوين أكثر شمولية كمغزى العلاقات الاجتماعية على سبيل المثال ثم إلى منهج وهو الغاية الرئيسية من العلاقات الاجتماعية كالترابط الأسري والتي قد تؤدي إلى مفاهيم مضاعفة تتحول إلى معارف كان يحتاج التعاطف إلى منهج متكامل من المفاهيم المتراكمة والمؤدية إليه بحيث يقف الإنسان على ارض أكثر ثباتا من مجرد مغزى العلاقات الاجتماعية,الفلسفة على سبيل المثال تعد علما فمحددات الفلسفة التعاريف التي تدخل ضمن المضامين الداخلة في كل منهاج يتضمنها ويمكن تقسيم الفرع الواحد إذا تدارك عالم في الفلسفة الأمر وأصر على اعتبارها علما إلى تقسيمات خاصة .
على سبيل المثال الوجود والعدم وقد يكون ذالك أمرا جدليا خالصا ولكن النتيجة هو منهاج يوصلنا إلى الغاية الإنسانية من ذالك ومن ثم الوصول إلى معارف تخص الإنسان نفسه وان أخطاء المحدد الواحد أو المتعدد لابد إن النتيجة دائما هي معرفية عميقة ومتنوعة تسمح للإنسان بفهم محيطه أكثر وبشكل علمي دقيق)) .
فالعلم الحقيقي يعترف للعقل قدرته الذاتية للكشف والإمضاء ويجعل منه مقياسا على علمية المعرفة من دونها فكيف يمكن من جهة أحرى لمن يدعي العلمية والمعرفة الوجودية أو يؤمن بالحداثة كونها النقيض للمسلمات اللا مادية أن يقلل من ملائمة العقل وينتقص من قدرته للبلوغ التام في صناعة الوعي الشامل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية
- البرغمانية الكهنوتيه
- الفكر التوراتي وتأثيراته على الفلسفة المادية الحسية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2