أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1














المزيد.....

الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 13:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نشأة فكرة الحداثة وما تلاها من فلسفات لاحقة أو تابعة لها من مضمونيه الغاية أو أساسية التفكير في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي في مجتمع يتحول تدريجيا من القيم التقليدية الفكرية والدينية والفلسفية ذات الطابع المحلي أو الإقليمي وفي أوسع مجال ذا طابع أوتوقراطي مستبد في فرض قيمه وتصوراته على المجتمع من خلال سطوة الدين والخوف والحذر من النزعات المادية والإلحادية التي كانت هبت على القارة الأوربية خلال ذلك القرن وما قبله بالرغم من عدم قطعنا بالقول إن القارة الأوربية كانت تنخر فيها المادية والإلحادية منذ أمد بعيد ولكن ليس بهذه الحدة من الصراعات.
هذا المجتمع في تحوله من هذا العالم الذي فقدت فيه الهوية الفكرية وضاع فيه الوعي الجمعي بين عشرات التيارات الفكرية والفلسفية والدينية نراه يتحول تدريجيا بفعل ارتدادات الثورة الصناعية والتكنولوجية العلمية التي مضى عليها أكثر من قرن من الزمان لكن التأثير الروحي والوعي بالتغير لم يتجلى في المجتمعات الصناعية إلا أواخر القرن التاسع عشر الذي تغلغلت في ثنايا روحه قيم التقنية والتصنيع الواسع وجنوح العالم الصناعي للتوسع الأفقي والعمودي في مجال الصناعة والتقنية وخاصة خارج القارة وخارجها.
عالم يتميز بمحدودية الموارد البشرية والمادية فكانت الأراضي الجديدة والمستعمرات هدف التوسع الاستيطاني والاقتصادي وما فرض من صراعات فكرية وأيدلوجية محددة بين قوى الصناعة والتقنية أفرزت هذه الصراعات صراعات فكرية مؤيدة ومناقضة لها وفي نفس الفترات الزمنية بنيت أولا على الأخلاقيات ثم تحولت إلى صراعات أيدلوجية فكرية فلسفية تنبع من طبيعة هذا التحول واستجابة لمتطلبات هذا التحول.
نجد هذا الصدى في التحول وأثاره الفكرية خاصة في مبدأ الحرية بجميع أنواعها وخاصة الحرية الاقتصادية التي تجد جذورها وأسسها في الحرية العامة للمجتمع ككل واعتقاد دعاة الحرية من الفلاسفة والمفكرين الذين أمنوا بالحرية المطلقة للشعوب الأوربية من كونهم أصحاب رسالة أخلاقية تتمثل في قيادة العالم والتفكير بدلا عنه وبموجب فهمهم ووعيهم الخاص دون الرجوع إلى محددات الزمان والمكان والظروف الفيما حولية للشعوب والأمم .
يبشرون بان عصر الحرية إنما يبدأ من نقطة تاريخية محددة تتمثل في سيادة التقنية على العلاقات الاجتماعية وان على التاريخ والزمن ما قبل التقنية إن ينتهي من الذاكرة الجمعية ليحل محله التاريخ التقني بالرغم من إيمانهم بخطورة التقنية على الإنسان ذاته ولكن في نفس الوقت يمجدون التاريخ التقني وأحكامه الخاصة والعامة((كان لهيجل إذن فضل استشفاف المعالم الأولى للتحولات التاريخية المرافقة للحداثة،وفضل محاولة استخلاص أساسها الفلسفي، مستشعرا أن البشرية قد دخلت مع العصور الحديثة عهدا جديدا أنجز قطيعة جذرية مع الماضي، معلنا عن "بزوغ جديد ورائع للشمس" قوامه الفلسفي الحرية والذاتية كما تبلورت في الأحداث التاريخية الكبرى الفاصلة بين العصور الوسطى والعصور الحديثة.
هذا التشخيص يعكس أصداء كنطية وأنوارية واضحة لأن هذه الأخيرة مثلت ثورة التجديد على التقليد، وثورة النقد العقلي ضد الحكم المسبق،وخروجا من حالة القصور إلى حالة الثقة بالنفس والاعتماد على الذات (كنط))) .
لقد كانت الحرية والذاتية هي الهدف من التغيرات التاريخية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي مرت على المجتمعات الإنسانية بها تخلق قيم جديدة منقطعة ومناقضة بالضرورة لما كان من قبل تاريخ التغير والانقلاب,وهذا ما سعت له كل القيم والفلسفات الاجتماعية الأوربية ومن منطلقيها ألمانيا فرنسا بريطانيا على وجه الخصوص باعتبارهما قوائم التغير الاقتصادي والمادي والفكري في القارة الأوربية مقابل قيم وأخلاقيات تمسكت بها جنوب القارة وخاصة ايطاليا مقر الكنيسة البابوية التي وقفت موقفا مناقضا للتغير والحداثة والوجودية المادية بتعبيراتها الخاصة والمحافظة على القيم والعادات الدينية والأخلاقية الأصولية التي نصبت نفسها الحارس الأمين عليها((كان النقاش حول الحداثة، والصراع بين نزعة الحداثة (Modernisme) والنزعة المضادة للحداثة (Antimodernisme)، قد اندلع في ألمانيا منذ أوائل القرن بشكل حاد منذ نشر الرسالة البابوية التي أعلنت الحرب ضد نزعات الحداثة سنة 1907. فالمناهضون للحداثة كانوا يودون الدفاع عن التقليد والتراث وعن عقائد الكنيسة،وعن مبدأ التراتب الوظيفي داخلها.
وقد رأى فيهم خصومهم المشايعون للحداثة أنهم يقعون ضمن مؤامرة يقوم بها أناس ظليون مناهضون للروح العلمية الصاعدة ولفكر الأنوار، وللنزعات العقلية، وللنزعة الإنسانية وأفكار التقدم( ).
إن الصراع بين الحداثة والوجودية والمادية وكلها فلسفات قامت على مبدأ الحرية والذاتية في أوربا وبين القيم الاجتماعية السائدة هو صراع وجودي يستهدف كينونة المجتمع وذاته ونظرته للتاريخ(الماضي) والآن(الحاضر) والمستقبل وقدرة الزمن في أن يكون الفيصل الحاكم لهذه الحرية والذاتية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية
- البرغمانية الكهنوتيه
- الفكر التوراتي وتأثيراته على الفلسفة المادية الحسية
- متى تكبر أحلامي الصغيرة
- نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف


المزيد.....




- أوكرانيا تتابع توغلها عبر الدفاعات الروسية.. وتتقدم 35 كيلوم ...
- القبض على أردني بأمريكا -هدد بتدمير- شركات -تدعم إسرائيل- وإ ...
- -تزوير أمر ملكي- و-ادعاء الانتماء لعائلة خليجية حاكمة-.. نزا ...
- آمال الفلسطينيين في غزة تتجه نحو محادثات وقف إطلاق النار لإن ...
- بوليتيكو: بايدن -منفتح- على إرسال صواريخ كروز بعيدة المدى إل ...
- من هو عازف البيانو الشهير الذي ألغي حفله في أستراليا بعد معز ...
- ترامب يطالب محكمة أميركية بتأجيل النطق في قضيته إلى ما بعد ا ...
- ليلة في جامعة الصداقة بين الشعوب: رحلة مشوقة إلى عالم المعرف ...
- في شمال إسرائيل.. استعدادات لسيناريو اجتياح قوات -الرضوان- ...
- زاخاروفا: مولدوفا تواصل تنفيذ السيناريو الأوكراني الكارثي لل ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1